لأنه اسحاق نيوتن، فقد كان لسقوط التفاحة على رأسه وقع آخر .. لأنه أرشميدس فقد كان لدخوله حوض مياه الحمام نتيجة مختلفة تماماً. كم من الفواكه المختلفة تساقطت على رؤوس العشرات والمئات .. بل الألوف من الناس .. ولم يحدث شيء يستحق حتى الحديث عنه .. ولكم تفاحة واحدة سقطت ذات يوم على رأس متميز، فاستقبل العمل فتحاً جديداً أسمه الجاذبية . وكم من الناس دخلوا أحواض المياه بمختلف أشكالها وأنواعها، ورفعتهم المياه لمرات ومرات .. ولم يحدث شيء أو يتغير ساكن.. وفي أحسن الأحوال كان يقال لهم نعيم. ومرة واحدة دخل شخص حوض في حمامه وبمجرد أن أحس بالمياه ترفعه من تحته .. استقبل العلم نظرية جديدة، أو مايسمى بقانون الطفو الذي فتح للعلم وللإنسانية أفقاًِ جديداً. حدث ذلك لأن الاول هو نيوتن، والثاني أرشميدس وهذا هو الفارق بين ا لانسان المتميز وغيره من عامة الناس وإن كانوا علماء. وهكذا يتميز الانسان المتفوق عن غيره في المجال العلمي الذي ينطبق عليه ما ينطبق على بقية المجالات الابداعية، ادبية كانت أو اعلامية أو فنية ..الخ ومثلما يقال الصيد ليس لمن يشاهده .. ولكن لمن يمسك به، نستطيع القول إن الفكرة ليست ملكاً لمن خطرت له .. ولكنها لمن يمسك بها ويترجمها ، ويوصلها الى الناس . كلام نقوله، لمن يظل خاملاً متبلداً الى أن يرى شيئاً في غيره فيدعي ملكيته أو نصيباً منه ، أو يقلل من شأن غير ه .. ومما سبقه إليه الغير .. معتقداً أنه كان بامكانه أن يأتي به . ولهذا لا تعجبوا إن سمعتم شخصاً يقلل من شأن وأهمية اكتشاف أرشميدس لقانون الطفو.. قائلاً إنها المصادفة واحساسه بالمياه ترفعه الى اعلى . لاتعجبوا منه كما لم أعجب من شخص سمعته يقلل من شأن اسحاق نيوتن ويقول إنها المصادفة، ولولا سقوط التفاحة على رأسه.. لما فعل شيئاً يذكر ولما كان له إسم . سمعته يقول ذلك بكل بساطة .. فذكرته بقطعة كبيرة من فاكهة ( الترنج ) سقطت على رأس أمه في الحقل وكسرت رقبتها ، فلم يستطع لسنوات أن يعرف بشئ اسمه قانون الجاذبية. لقد كان أعجز من ذلك حتى لو سقط حجر من منزله على رأسه ولكنه بمجرد أن شاهد برنامجاً علمياً من قناة تلفزيونية وكيف توصل نيوتن الى قانون الجاذبية .. لم يتورع من نقد نيوتن ..والتطاول عليه بالتقليل من شأن ماتوصل اليه . كثيرة هي النماذج المنتمية الى هذا الفصيل .. وهم موزعون ما بين من يستسهل بجهالة ما فعل غيره .. ومن يقلل من تميز المتفوقين ، ومن يمد يده الى جيب غيره متناسياً عجزه وبلادته .. التي عرفه غيره بنسبتها ومدى سيطرتها على ذهنه وليت كل عاجز يكتشف عجزه فيشكر من كشفه له بدلاً من التطاول عليه .