و للحرب نكاتها ذات الدلالة- ومن نكات الحرب الدائرة بين اسرائيل وبين حزب الله في لبنان- ماتناقلته وسائل الاعلام في بداية الاسبوع الثالث لهذه الحرب وهي ان احد معاوني أولمرت رئيس وزراء اسرائيل قد سُئل عند الاستعداد لزيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس لاسرائيل: هل سيعرض أولمرت على كونداليزا العمل على وقف اطلاق النار بين اسرائيل وبين حزب الله؟ اجاب المعاون الاسرائيلي بقوله: لو طلب أولمرت ذلك لأعلمته كونداليزا بقطع الولاياتالمتحدة مساعدتها السنوية لاسرائيل. هكذا اجاب معاون أولمرت، ترى هل في هذا الرد نكتة ذات مغزى مفاده ان اسرائيل قد كلفت بالحرب وتدمير لبنان بالكامل نيابة عن غيرها، أو لتحقيق هدف للبيت الابيض؟ ام انه خبث يهودي.. انها نكتة لاذعة.. أليس كذلك ! من الشرق الكبير الى الشر الجديد حرب جديدة.. وضع جديد.. مصطلحات جديدة.. اما النهاية فلا بد ان تكون على طرف من الاطراف غير سعيدة. في قائمة الصراع العربي- اسرائيلي.. تسجل حرب جديدة هي حرب يوليو 2006م الحرب السادسة التي بدأت بين اسرائيل وبين حزب الله واخذت طريقها لتصبح بين كل لبنان وبين اسرائيل وكل الصهاينة. هذه هي الحرب الجديدة اما الوضع الجديد على اسرائيل.. فيتمثل في تصريح فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لصحيفة « 26سبتمبر» (عدد الاسبوع الماضي) في ان اسرائيل التي تعودت على الحروب الخاطفة وفي أراضي الغير، هاهي هذه المرة تدخل الاسبوع الثالث في حربها مع المقاومة الاسلامية اللبنانية، وتكتوي نصف قرى ومدن اسرائيل بنار الحرب.. اما ذيول الحرب فتعم اسرائيل بأكملها. هذه المرة عرفت اسرائيل معنى القصف الصاروخي الموجع، وما معنى انقطاع التيار الكهربائي جراء الحرب كماحدث في مستوطنتي نهاريا وكرميثيل، ومامعنى الحرائق في المباني والمزارع كماحدث في المزارع المحيطة بمستعمرة مسكام عام.. ومامعنى نزوح المدنيين من مناطق الحرب. نكتفي بهذه الاشارة وننتقل الى المصطلح الجديد وهو المصطلح الذي اطلقته وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس.. مع هذه الحرب وهو (الشرق الاوسط الجديد) وليس (الكبير) كما كان يقال. الآنسة، رايس تؤكد على شرق اوسط جديد.. كشيء محتوم قضت به الارادة الامريكية.. ومانرجحه وان اختلفنا مع البعض هو ان كل التوقعات لنتائج هذه الحرب.. تظل احتمالات متروكة للمستجدات وللظروف.. عدا ميلاد شرق اوسط جديد.. كما قالت الآنسة وليس كبيراً كما كان يقال. اقول هذا ليس ثقة في الآنسة رايس ولا لأن الارادة الامريكية لا راد لقضائها ولكن وحسب لما نقرأه على الواقع. ويقول حسب قراءتنا.. هناك شرق أوسط جديد بثلاث صور لارابع لها... صورة تتشكل من اتساع نطاق الحرب- فيما لو اتسعت- وشملت سوريه وماهو ابعد من سوريه.. ودخول الصواريخ السورية فيما دخلت فيه صواريخ المقاومة الاسلامية اللبنانية وبما ان هذه الحرب لو تمت فستنتهي كغيرها بعمل سياسي يرتب شرق اوسط جديد تغلق فيه ملفات بواعث الصراع والحروب.. ومنها ملف الجولان والدولة الفلسطينية ومزارع شبعا. اما لمن ستكون فيه اليد الطولى.. فهذا يتوقف على حجم الدمار في المدن الاسرائيلية والسورية وخسائر الطرفين عسكرياً واقتصادياً،وايمان كل طرف بقضيته. الصورة الثانية تأتي بشرق أوسط جديد.. ناتج عن فيما لو انتصرت اسرائيل في حربها مع لبنان وتوجيه ضربة قاهرة الى حزب الله.. الذي قد يتحول الى منظمة سرية تعمل بطريقة تنظيم القاعدة بحيث تولد (قاعدة شيعية) الى جانب (القاعدة السنية) وكلاهما لاتعمل من اجل الانتقام ممن أوجعها بضرباته وحسب بل وممن ساعد على ذلك، ومن تعتقد انه تآمر عليها أو خذلها. وحينها تصبح انظمة عربية كثيرة بين سندان اسرائيل المنتصرة عسكرياً ومطرقة قاعدتين (سنية) واخرى (شيعية) وكان الله في العون على المطلوب في مكافحة الارهاب... اما الصورة الثالثة: فلشرق أوسط جديد.. ناتج عن فيما لو فشلت اسرائيل فيما تريده من حزب الله واللبنانيين جميعاً، وما خاضت هذه الحرب من أجله.. اذ ستسقط هذه الدولة مما تبقى لها من مكانة سعت اليها بعقدة الشعور بالتفوق والعلو، وستتشجع أو ستولد حركات مقاومة تحررت من عقدة الخوف.. ولاتؤمن بشيء اسمه مغامرة غير محسوبة. هذه هي الصور الثلاث للشرق الأوسط الجديد الذي تبشر به وزيرة الخارجية الامريكية حسب مانتوقعه اما ماتتوقعه هي فالامر متروك لحسابات البيت الابيض.