ويستمر العذاب.. الكهرباء سلاحٌ سياسي لتركيع سكان عدن    استشهاد 25 فلسطينياً برصاص وقصف الاحتلال الاسرائيلي مناطق متفرقة من غزة    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة المناضل والأكاديمي محمد الظاهري    الإمارات شعلة العلم في سماء الجنوب .. من بناء المدارس إلى ابتعاث العقول.. بصمات لا تُمحى في مسيرة التعليم الجنوبي    اليمنيون يستعدون لوداع كبير يليق بالشهيد القائد الغماري    جهة مجهولة تشتري أوراق أشجار الراك في حضرموت    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يطلع على امتحانات الحصول على إجازة محاسب قانوني    شرطة المرور تدشن أتمتة نظام الحجز للمركبات في العاصمة صنعاء    أبعدوا الألعاب الشعبية عن الأندية!    الكثيري يؤكد دعم الانتقالي لتطوير منظومة النقل البحري ويشيد بجهود هيئة الشؤون البحرية بالمكلا    رئيس تنفيذية انتقالي لحج الحالمي يُعزي الشيخ نائف العكيمي في وفاة والده    مسير راجل ووقفة في سنحان بالذكرى الثانية لطوفان الأقصى    وزارة الإعلام تُكرم الفائزين بمسابقة أجمل صورة للعلم اليمني    اليمن تحقق ذهبيتين في فئة الناشئين بالبطولة العربية للجودو في العراق    ميسي يقترب من جائزة الحذاء الذهبي    السامعي: عقولنا منفتحة للحوار وأيدينا ممدودة لكل أبناء الوطن    صنعاء.. جمعية الصرافين تعمم بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    روسيا تحقق 142 مليار دولار من الذهب    الأرصاد ينبه من الأجواء الباردة على المرتفعات ويتوقع هطول أمطار على بعض المحافظات    الأرصاد يكشف عن تكوّن منطقة ضغط جوي منخفض فوق جنوب شرق بحر العرب    حين تتزين الثورة بالترف... تموت الفكرة وتُباع القضية    المركزي الإيراني يرفع احتياطيات الذهب لتقوية العملة وتعزيز الاستقلال المالي    اجتماع موسع للامناء الشرعيين لمناقشة آلية تفعيل وتنفيذ وثيقة تيسير الزواج في البيضاء    عدن.. مصلحة الجمارك توضح حول رفع سعر الدولار الجمركي    700 طالب وطالبة يؤدون اختباراتهم في المعهد العالي لتأهيل المعلمين بذمار وفرعيه    اعتقال الطيار المتوكل في مطار عدن    البايرن يخطف «الكلاسيكر» ويوقف سلسلة دورتموند    كلاسيكو النصر والاتحاد بصافرة محلية    الترب: يجنب التنبه لمؤامرات الخارج و معالجة الاوضاع الداخلية بحلول تخدم حياة الناس    بعد ان سوتها بالأرض..كم سنة يحتاج الغزيون للتخلص من ركام الحرب؟    أتلتيكو يتخطى أوساسونا.. وبيتس يعود بالتعادل    كونفدرالية بين اليمن والجنوب.. وسعي عربي للقاء بين الانتقالي والحوثيين    إقصاء قيادات حضرمية من "درع الوطن العليمية" يثير غضب الحضارم    دعوة هامة إلى لمّ الشمل الجنوبي: "الوحدة والوعي هما سلاحنا الأقوى"    إشادة بتمكن عامر بن حبيش في احتواء توتر أمني بمنفذ الوديعة    سياسة التجويع لا تبني عدالة: حين يتحول القاضي من حارسٍ للحق إلى ضحيةٍ للسلطة    ساري يضغط بقوة لضم انسيني الى لاتسيو    اسبيدس توضح حول انفجار سفينة غاز مسال قبالة سواحل اليمن    نقابة الصحفيين تجدد مطالبتها بالإفراج عن زايد والإرياني    ارسنال يتصدر البريميرليج من جديد    الدوري الايطالي: الانتر يجر روما للهزيمة في الأولمبيكو    قراءة تحليلية لنص "العيب المعوَّق للمعرفة" ل"أحمد سيف حاشد"    هيئة الآثار تدعو للتعرف على متاحف اليمن عبر موقعها الإلكتروني    السقاف يزور الشاعر المخضرم عبدالله عبدالكريم للاطمئنان على صحته    حضرموت بحاجة إلى مرجعية دينية بحجم السيد "الحداد"    لو فيها خير ما تركها يهودي    وفاة أكاديمي بارز في جامعة صنعاء    قراءة تحليلية لنص "اثقال العيب .. تمردات وحنين" ل"أحمد سيف حاشد"    المداني خلفا للغماري .. بعضاً مما قاله خصمه اللدود عفاش في الحروب الست    هيئة الكتاب تصدر كتاب "مفهوم الشرق الأوسط الجديد"    إشهار منصة إرث حضرموت كأول منصة رقمية لتوثيق التراث والتاريخ والثقافة    اليمن انموذجا..أين تذهب أموال المانحين؟    ابتكار قرنية شفافة يقدم حلا لأزمة نقص التبرعات العالمية    معهد امريكي: شواء اللحوم يزيد خطر الاصابة بالسرطان    متى يبدأ شهر رمضان 2026/1447؟    أبناء وبنات الشيباني يصدرون بيان ثاني بشأن تجاوزات ومغالطات اخيهم الشيباني    الرمان... الفاكهة الأغنى بالفوائد الصحية عصيره يخفض ضغط الدم... وبذوره لها خصائص مضادة للالتهابات    ما فوائد تناول المغنيسيوم وفيتامين «بي-6» معاً؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التماسك الوطني في لبنان
نشر في الجمهورية يوم 05 - 08 - 2006


في وقت يتساقط فيه مئات الضحايا الأبرياء في لبنان جراء القصف الوحشي الذي تقوم به قوات الجيش "الإسرائيلي" على كل أرجائه من دون تمييز طلعت علينا الآنسة «كوندوليزا رايس» وزيرة الخارجية الأمريكية لتتحدث عن أن الأوان قد آن لشرق أوسط جديد، وهي تصريحات قوبلت في المنطقة كلها بالكثير من الذهول والاستغراب، فهل يمكن اعتبار أن هذا هو الوقت المناسب للتبشير بالشرق الأوسط الجديد الذي لا نعرف ملامحه ومتطلباته لدى الآنسة «رايس»؟ لكن الواضح أن ضرب حزب الله هو أحد متطلبات تشكيل هذا الشرق الأوسط الجديد، كأن عملية حزب الله قبل أسبوعين التي نتج عنها أسر جنديين "إسرائيليين" هي الذريعة التي كانت تبحث عنها واشنطن وحليفتها "إسرائيل"، لخوض هذه الحرب الظالمة ضد لبنان وتدميره وتدمير بنيته التحتية. كان أمراً مفجعاً ألا تتحدث وزيرة خارجية الدولة العظمى الوحيدة في العالم عند وصولها إلى المنطقة عن وقف لإطلاق النار ولو بذريعة الأسباب الإنسانية، بل أعلنت دعماً مطلقاً ل"إسرائيل" في حربها العدوانية وصاحبت زيارتها أخبار مؤكدة عن تزويد الجيش "الإسرائيلي" بتقنية القنابل الذكية القادرة على اختراق التحصينات القوية تحت الأرض.. وأكثر من ذلك ما قاله عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية عند افتتاح اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي من أن مجلس الأمن، لأول مرة في تاريخه منذ إنشائه قبل ستين سنة، يماطل منذ أسبوعين في إصدار قرار بوقف إطلاق النار في منطقة مواجهة معروفة كالجبهة اللبنانية "الإسرائيلية"! تحدث السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله الأسبوع الماضي، مؤكداً أنه أطلع أطراف الحوار الوطني اللبناني مسبقاً على أن الحزب سيسعى للقيام بعملية عسكرية تستهدف أسر بعض الجنود الإسرائيليين ليمكن التفاوض على إطلاق الأسرى اللبنانيين في السجون "الإسرائيلية" وفي مقدمتهم «سمير قنطار».. وبحسب حديث أمين عام حزب الله فإنه لم يكن يتوقع هذا المستوى من رد الفعل "الإسرائيلي"، بل لعله لم يكن يتوقع أي رد فعل إطلاقاً، فهل وقع حزب الله في فخ نصب بإحكام؟ قد يكون هذا وارداً من خلال التأمل في رد الفعل "الإسرائيلي" السريع والجاهز، والذي قد يكون بني على معلومات تم تسريبها من بعض أطراف الحوار اللبناني المعروفين بأن لهم علاقات سرية مع تل أبيب، وهو ما يعلمه السيد حسن نصرالله جيداً، فهل كان هو الآخر قاصداً وصول تلك المعلومات ل"إسرائيل"؟ الحقيقة أن الخوض في الإجابة عن مثل هذا السؤال قد لا يؤدي إلى إجابة صحيحة لكن الحديث عن إمكان وقوع حزب الله في فخ هو أمر ممكن باعتبار أنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الحزب بأسر جنود "إسرائيليين" من دون أن يؤدي إلى مثل هذا الرد الجنوني من قبل "إسرائيل". الحديث عن الفخ يعني أن قراراً دولياً قد تم اتخاذه بتصفية حزب الله عسكرياً على الأقل، لكن التاريخ المعاصر أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن تنفيذ مثل هذا القرار هو أمر محفوف بمخاطر كثيرة، وهذا ما برز بوضوح من خلال المقاومة الشرسة التي تواجهها القوات "الإسرائيلية" عند محاولاتها دخول أراضي الجنوب اللبناني منتصف هذا الأسبوع، وهي أول مرة تواجه فيها هذه القوات مثل هذه المقاومة، خصوصاً عند مقارنة ما يجرى حاليا« بعمليتي غزو لبنان في عامي 1978 و1982 عندما لم يواجه الغزاة مقاومة بهذا المستوى.. ولعل ذلك يجعلنا نتساءل من جانب آخر هل: وقع "الإسرائيليون" هم أيضاً في فخ لم يحسبوا حسابه بشكل دقيق؟ لعل كثيرين راهنوا على أن خروج القوات السورية من لبنان سيضعف حزب الله من الناحيتين السياسية والعسكرية، لكن الواضح أن تقديرات هؤلاء لم تكن دقيقة على ضوء العمليات العسكرية الجارية حالياً، ف"إسرائيل" بكل إمكاناتها العسكرية والتقنية الهائلة وما تجده من دعم أمريكي مباشر على كل الصعد فشلت حتى الآن في السيطرة على مصادر النيران والصواريخ التي يطلقها "حزب الله" على شمال فلسطين المحتلة والتي أحدثت فزعاً غير مسبوق في النفسية "الإسرائيلية"، بل وأحدثت خسائر كبيرة في الاقتصاد "الإسرائيلي" بعد نزوح عشرات الآلاف من السكان اليهود إلى المناطق الجنوبية التي لا تطالها صواريخ "حزب الله" وتحول تلك المدن إلى مناطق شبه مهجورة، وهو أمر لم يعهده "الإسرائيليون" منذ قرابة ستين عاماً! في ضوء كل ما يجرى لا يبدو أن هناك حلولاً قريبة رغم كل المساعي المبذولة من أطراف دولية وعربية، فيما "إسرائيل" ترفض وقف النار والعدوان قبل تحقيق أهدافها. كل المؤشرات تؤكد أن "حزب الله" لن يسلم الجنديين "الإسرائيليين" إلا بمفاوضات تضمن إطلاق الأسرى اللبنانيين من السجون "الإسرائيلية"، لأن الحزب إن فعلها سيحكم على نفسه بالنهاية ،خاصة بعد كل ما تعرض له لبنان من تدمير.. وفي الوقت ذاته تبدو الحكومة "الإسرائيلية" مصرة على تنفيذ مخطط تدمير الحزب، لكنها قد لا تتحمل حرباً طويلة، وبالذات إذا استمر قصف حزب الله لشمال فلسطين المحتلة، وقد تذهب حينها للبحث عن حلول تحفظ لها ماء الوجه، مستفيدة من الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية وما يمكن أن تواجهه سوريا من ضغوط لتدخل كوسيط في حل الأزمة. المؤكد أن "حزب الله" لن يكون هو نفسه بعد انتهاء هذه الأزمة، وإلا فقد يكون الثمن هو وحدة لبنان واستقراره، لكن عليه أن يستفيد من حالة التماسك الوطني اللبناني القائمة حول موقفه، حيث يطالب الجميع بوقف إطلاق النار أولاً قبل أي تفاوض، وهو ذات الموقف العربي حتى الآن، فهذا التماسك، وإن كان في حده الأدنى سيقلل من الخسارة السياسية التي سيدفعها الحزب لاحقاً من شعبيته ومكانته داخل لبنان الذي لم يكن جاهزاً لأية حروب من هذا النوع بعد ستة عشر عاماً من انتهاء الحرب الأهلية، وبعد ستة أعوام من تحرير جنوبه المحتل، فاللبنانيون الذين عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية وجعلوا بلادهم من جديد محوراً للاستثمار والسياحة والتعايش الديمقراطي، لن يكون لديهم الاستعداد مرة أخرى لخوض مثل هذه الحرب من دون حسابات مسبقة أو رؤية واضحة لأهدافها ونتائجها حتى وإن كانوا مجمعين على حب واحترام "حزب الله" وتقدير أدواره الوطنية المشرفة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.