معاني يوم ال30 من نوفمبر في ذاكرة شعبنا النضالية الوحدوية التاريخية المعاصرة تتجلى فيما جسده من دلالات وابعاد في مسيرة الكفاح الوطني الطويل للخلاص من عهود التخلف وطغيان الإمامة وجوره وجبروت المستعمر الغاصب.. متوجين في هذا اليوم التضحيات الجسام والدماء الزكية الطاهرة للشهداء على دروب الحرية ونيل الاستقلال ورحيل اخر جندي من على الارض اليمنية عام 1967م الذي تزامن مع ترسيخ النظام الجمهوري تأكيداً بواحدية الثورة اليمنية وإنتصارها. ويتجدد هذا المعنى في تاريخ اليمن المعاصر لهذا اليوم بالتوقيع على اتفاقية الوحدة في عدن عام 1989م.. ليكن البداية لانبلاج الفجر الوحدوي الاغر في ال22 من مايو 1990م والذي معه بدأت انطلاقة اليمن الحقيقية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح صوب آفاق اليمن الجديد الموحد الديمقراطي الحديث للنهوض الشامل السياسي والاقتصادي الديمقراطي والتنموي. هذه هي المعاني الكبرى المشرقة التي يحمل مضامينها ال30 من نوفمبر والتي مكنت شعبنا من امتلاك ناصية إرادته الموحدة والتحليق في فضاءات التحولات العالمية برؤى مستوعبة لمعطيات الفترة التاريخية التي انتقلت اليها البشرية بعد الحرب الباردة.. مستشرفاً بنظرة مستقبلية ثاقبة الآمال والتطلعات الوطنية لابناء وطن ال22 من مايو بروح وثابة مفعمة بالإيمان والثقة في صنع غدهم المشرق المزدهر، منتصراً على كافة التحديات متجاوزاً كل الصعوبات في تعقيداتها الوطنية ودقتها وحساسيتها الاقليمية والعربية والدولية وماحملته من انعكاسات غير مسبوقة على أوضاع اليمن الداخلية. وهاهي اليوم وشعبنا يعيش مباهج العيد ال39 ليوم ال30 من نوفمبر المجيد يحقق نجاحات وانجازات كبرى على الصعيد الداخلي في مختلف المجالات وعلى صعيد السياسة الخارجية في محيطه وعلاقاته بجواره الاقليمي-الجزيرة العربية والخليج- في مؤشراتها المتجهة الى تعاون وشراكة نوعية تهدف في محصلتها الى اندماجنا الاقتصادي في اقتصاديات الدول الشقيقة في مجلس التعاون الخليجي. وفي نفس هذا السياق يأتي التأكيد على ماتحظى به اليمن من مكانة عالمية اكدها مؤتمر المانحين لدعم بلادنا الذي انعقد مؤخراً في العاصمة البريطانية لندن.. وبدون شك ان النتائج الهامة المحققة في هذه الفعالية الاقتصادية الدولية قد خيبت حسابات وتصورات البعض مما دفعهم الى التقليل من اهميته في الوقت الذي كان منتظراً كما هو مفترض منهم تغليب مصالح الوطن على ماعداها من المصالح الضيقة لأن ثمار نتائج مؤتمر المانحين سوف تذهب لمصلحة اليمن ونمائه وتطويره وعلى نحو يمكنه من الانتقال الى مسارات جديدة على قاعدة نهجه السياسي الديمقراطي التعديدي ليكون في هذا المنحى الدعم المالي التمويلي لتنفيذ مشاريع تنموية استراتيجية بمثابة اعادة التوازن بين تحولات المسار الديمقراطي المتسارعة والمسار الاقتصادي ليصبحا متكافئين في حركتيهما عبر مواصلة مسيرة الإصلاحات المالية والادارية مع اتباع توجهات مدروسة وفاعلة لمكافحة البطالة والفقر. وهكذا سنتمكن بإذن الله من انجاز مهام الحاضر برؤية منهاجية مستلهمة في مضمونها أبعاد استحقاقات الاتي القريب والبعيد، ولامعنى لما يحاول البعض اثارته ضمن هواجس غير بريئة بغض النظر عن تعدد اسباب وتوجهات اصحابها، فالعبرة ليست بمايقال ولكن بمايتحقق بصورة ملموسة في الواقع. وبشائر الخير قادرة على تبديد كل غيوم التشاؤم من سماء حاضر ومستقبل اليمن.. فالمستقبل واعد بالمزيد من عطاءات الثورة والجمهورية والوحدة.. وهنيئاً لشعبنا افراحه بالعيد ال39 ليوم الاستقلال والوحدة والديمقراطية.