قرأت مؤخرا مقالة قصيرة في العدد الأخير من صحيفة البلاغ للأخ محمد مفتاح حول أحداث الفتنة في صعده بعنوان هيبة الدولة وحكمة الرئيس وأعجبت ببعض ما جاء فيها من رؤى معتدلة وصحيحة خاصة إنها جاءت من شخص طالما تم احتسابه من العناصر المتشددة في الجانب المعارض وإذا كان المنطق يفترض دوما الاعتراف بأي شئ ايجابي من أي شخص أو جهة تأتي سواء في المعارضة أو خارجها وحيث الاعتراف بالحق فضيلة فان من الأنصاف القول ان الأخ محمد مفتاح يستحق الشكر على مقالته حيث لا مس فيها بعض الحقيقة التي لا ينبغي ان تكون غائبة عن الجميع في الوطن فهو يقر بان الدولة هي وحدها من يحق لها استعمال السلاح لحماية الأمن والاستقرار وفرض النظام والقانون الذي ينبغي أن يكون على الجميع و للجميع . وقال انا من الفريق الذي ينادي ويسعى للحفاظ على هيبة الدولة محلا إلى ذلك الموقف المتخاذل لبعض القوى السياسية في الساحة حيث قال وليس خافيا ان هناك من هو متشف بالرئيس وجماعة الحوثي معا بل ويتمني ان تطول المحنة ويراهن عليها لبلوغ ما يطمح إلى تحقيقه من مأرب وما من شك في ان خروج أي جماعة أو عناصر على النظام والقانون وقيامها برفع السلاح في وجه الدولة والسعي لزعزعة الأمن والاستقرار وآيا كان المبرر الذي تطرحه لذلك يستوجب على الدولة أي دولة في العالم تحترم نفسها الاضطلاع بواجباتها ومسؤوليتها في الحفاظ على امن الوطن ومواطنها ومواجهة تلك العناصر وإخضاعها لسلطة النظام والقانون وهو ما تم بالفعل مع تلك العناصر التي أشعلت الفتنة في بعض مناطق صعدة وحملت السلاح بكافة أنواعه الخفيف والثقيل والمتوسط وواجهت به الدولة وما تزال وارتكبت أعمال القتل والإرهاب بحق المواطنين وإفراد القوات المسلحة والأمن وقطعت الطرقات الآمنة وخربت المنشات العامة و الخاصة وروعت المواطنين الأبرياء في مساكنهم وقراهم فهل يمكن لأي دولة ان تسكت عن كل ذلك وتظل متفرجة وعاجزة عن فعل أي شئ في مواجهة هؤلاء مع العلم انه لم يتم ذلك من قبل الدولة إلا بعد ان سدت كل سبل الحوار والتفاهم وبعد مبادرات عديدة قامت بها الدولة ومع هذه العناصر حيث أرسلت الوساطة تلو الأخرى من العلماء والشخصيات السياسية والاجتماعية لإقناعهم بالتخلي عن ضلالهم وإعمالهم التخريبية والعيش كمواطنين صالحين مثلهم مثل سائر المواطنين بل وان الدولة أبدت استعدادها للسماح لهم بتشكيل حزب سياسي إذا ما رغبوا في ذلك وعلى أساس ان لا يكون حزبا مذهبيا أو طائفيا وطبقا للدستور والقانون بالإضافة إلى ما قامت به من إصدار العفو العام عن كافة المتورطين في تلك الفتنة والإفراج عن كافة المعتقلين على ذمتها وتعويض المتضررين منها انطلاقا من الحرص المسئول على احتواء تلك الفتنة وتجنيب الوطن إراقة الدماء لان الدم الذي يسيل في تلك الفتنة هو دم يمني ولكن من ا لمؤسف ان تلك العناصر استمرت في غيها وموقفها المعاند ورؤاها المتعصبة وظلوا يترجمون الشعار الذي زعموه" الموت لإسرائيل الموت لأمريكا" بقتل إخوانهم اليمنيين المسلمين من الجنود والضباط في القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء فهل هذا هو الجهاد الذي يعلنونه أم هي الجهالة والضلال الذي فيه يعمهون . ان ما يحتاجة الوطن اليوم في مواجهة تلك الفتنة هو ان يرفع الصوت الوطني المسئول والعاقل من الجميع في السلطة والمعارضة وخارجها وان يصدع صوت الحق والعدل والحكمة والمنطق الذي يقول لهذه العناصر الضالة كفى عبثا بأمن الوطن وسكينة المجتمع كفى لعبا بالنار وإثارة للفتنة والعصبية من اجل تحقيق مصالح ذاتية أنانية أو طموحات مريضة غير مشروعة. وإذا ما وجدت تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون والتي لا تمثل إلا نفسها من يقول لها ذلك بصوت قوى مسموع وبعيدا عن أي حسابات أو مكايدات حزبية أو سوء تقدير للأمور فإننا سنفوت بذلك الفرصة على كل من يحاول الأضرار بوحدتنا الوطنية وصب الزيت على النار لإشعال الحرائق والفتن في الوطن ظنا منه انه بذلك يحقق لنفسه أهدافا خاصة وعلى حساب مصالح الوطن والمواطن والسلام الاجتماعي وشتات بين معارضة السلطة ومعارضة الوطن والمساس بآمنة واستقراره ومصالحة فالوطن ملك الجميع وهو مسؤوليتهم جميعا دون استثناء.