تقول طرفة عربية : أن امرأة سرق لص شاة لها فشكت حالها لرئيس “ الدرك – الشرطة- فقال لها :لماذا لم تقفلي على شياهك؟! فردَّت عليه قائلة: حسبت أنك وجندك ساهرون على أمننا وأماننا. فقال لها رئيس الدرك: صدقت في قولك هذا, ولكن ليس بالجند وحدهم يتحقق الأمن والأمان وإنما بتآزر العامة وحرصهم على تحقيق ذلك..). مما تقدم نستشف أن الأمن والأمان مسألة تؤرق المجتمعات البشرية منذ القدم والى يومنا هذا. غير أن ما يزيدها تعقيدا ابتلاء بعض البلدان , كبلدنا هذا بوضع غير مستقر وبخاصة في الآونة الأخيرة حيث يمر بوضع تُصدع أمنه واستقراره مكايدات الأحزاب ومناكفات التكتلات والمكونات التي تُفرخ كل يوم في الساحات. وانشغال المركز بمحاولات الخروج من نفق الأزمة القائمة, واستقواء بعض القبائل والمتنفذين بقضهم وقضيضهم على بعضهم البعض, ناهيكم عن التدخلات الخارجية في شئون الوطن والتي لم تعد بخافية على أحد. ومما يزيد الطين بِلَّه ركوب العديد من الصحف والمواقع والصحفيين ، وبخاصة الشباب منهم ، موجة الإثارة واللهث وراء ما يعتقدون انه سبق صحفي , فيتسابقون على نشر ما يتناهى إلى إسماعهم من حادث قتل أو سرقة ليضيفوا عليها بهاراتهم وفذلكتهم الأسلوبية, سوى بقصد أو بغير قصد , من دون أن يتكرم واحد منهم ويقول لنا ما هي المخارج والحلول من هذا الانفلات الأمني, ومن هي الجهة التي تقف وراء ذلك, وما الذي ينبغي على المواطنين أن يقوموا به من دور يحد من هذا الانفلات , وكيف يتضامنون مع السلطة المحلية والأجهزة الأمنية. خلاصة القول.. أن الإعلام منذ ولوجنا الألفية الثانية, أصبح سلاحاً ذو حد واحد موجه لصدور مجتمعنا بتأجيجه للفتن وترويجه للجرائم, وتقديمه خدمات للعابثين بالنظام والخارجين عن القانون , بعد إن كان سلاحا ذو حدين يحارب الفساد ويواجه الفتن, ويعرى الإرهاب جنبا إلى جنب الدولة والحكومة والسلطة المحلية, وفي الوقت نفسه ينتقد بموضوعية وعقلانية تقاعس وتقصير كل من الدولة والحكومة والسلطة المحلية, مقدما إلى جانب ذلك مصلحة المجتمع فوق المصالح الذاتية للقائمين عليه من إدارة وصحفيين . قال الشاعر: لا تَنْهَ عن خُلْقٍ وتأتي مِثلَهُ عارُ عليكَ إذا فعلتَ عظيم ( أبو الأسود الدؤلي ) رابط المقال على الفيس بوك