تعتبر الجمعيات والمؤسسات الخيرية أساساً رئيسياً في دعم المحتاجين إذا ما استُغلت مواردها بالشكل الصحيح بعيداً عن المجاملات والحزبية والمصالح الضيقة ، لأنه وفي الآونة الأخيرة ظهرت جمعيات ومؤسسات خيرية كثيرة ولكن أصبحت بعضها تتعامل مع المحتاجين على أساس الانتماء السياسي وهذا منافٍ لكل العادات والأعراف والقوانين ، لأن الأساس في العمل الخيري دعم المحتاج أياً كان انتمائه ، ففي ظل وجود موارد مالية كبيرة لدى بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي وصل عددها إلى ما يُقارب 2000 جمعية ومؤسسة خيرية كما ذكرت ذلك بعض المصادر إلا أن بعضها لم تقم بدورها الفعال تجاه المجتمع ، لذلك فإن على وزارة الشئون الاجتماعية والعمل فرض هيبة القانون تجاه كل ما تقوم به بعض هذه الجمعيات من تصرفات تُسيء للعمل الخيري والعمل الإنساني حيث يجب تدخلها المباشر لمعرفة كل الصادرات والواردات لهذه الجمعيات والمؤسسات وتفعيل الدور الرقابي وتوجيهها للعمل الاستثماري بعيد المدى لا أن يقتصر دور تلك الجمعيات والمؤسسات على تقديم المعونات الموسمية فقط. لقد استغلت بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية المنابر لجني الأموال فنُشاهد بعد كل جمعة مجموعةً من الأشخاص على أبواب المساجد ينادون بدعم المحتاجين هنا وهناك والله أعلم أين تذهب هذه الأموال خاصةً أنها تؤخذ دون إثباتٍ قانوني ( سندات رسمية ) مما يُشكك في إمكانية وصول هذه الأموال للمحتاجين حقيقةً . إننا مقبلون على شهر رمضان المبارك ومن المعروف لدينا جميعاً أن معظم الجمعيات والمؤسسات الخيرية تنشط في هذا الشهر الكريم لِتُساعدَ المحتاجين من خلال إعطاء البعض مساعدات نقدية أو من خلال إعطاء المساعدات العينية كالزيوت والأرز والقمح والتمور والملابس حيث تُعتبر المساعدات العينية أفضل من المساعدات النقدية لأن البعض عندما تصل إلى يده نقوداً يذهب لشراء أشياء غير ضرورية ويُهمل الشيء الذي من أجله صُرفت هذه المساعدة . إنني أحث الجمعيات والمؤسسات الخيرية السير على النهج الذي تنتهجه مؤسسة الصالح الخيرية في دعم المحتاجين بعيداً عن الحزبية والمصالح الأنانية الضيقة لأنه وبكل أمانة قد وصلت معونات هذه المؤسسة الخيرية إلى أغلب المحتاجين سواءً في المدن أو الأرياف وهذا شيءٌ جميل ووقفةٌ إنسانية مع المحتاجين يجب أن تتحلى بها كافة الجمعيات والمؤسسات الخيرية لأنه ليس من العيب التقليد في العمل الصواب وإنما العيب هو الإصرار على الخطأ . [email protected]