تعرضت اليمن ومازالت تتعرض لخطر الإرهاب مثلها مثل بقية دول العالم كالولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا واسبانيا وفرنسا وكثير من دول العالم المختلفة, لماذا؟ لان اليمن حكومة وشعبا رفض الإرهاب بكافة أنواعه وأشكاله وتضامن مع الحرب العالمية ضده. ومنذ أحداث ال 11 من سبتمب2001التي وقعت في الولاياتالمتحدة وهو بذلك أي اليمن مازال يدفع الثمن إلى يومنا هذا نتيجة هذه الحرب. ولا يختلف اثنان على أن الإرهاب هو آفة العصر الخبيثة بل اخطر من ذلك بكثير. فنحن اليوم وكما كنا بالامس بحاجة ماسة لإعطاء تعريف واضح للإرهاب ومعرفة ما الفرق بين هذة الكلمة "الارهاب" وبين كلمة المقاومة المشروعة ضد العدو المحتل أو المغتصب. فبعد تزايد الإعمال الإرهابية واتساع رقعتها على أجزاء كبيرة من أنحاء المعمورة وبشكل اصبح يهدد الاستقرار والأمن العالمي فلقد كان ملحا على الجميع العمل وبخطوات حثيثة وتلبية لمطالب دولية واسعة لعقد مؤتمرات عدة لتعريف معنى الإرهاب. وبما أنني لست هنا بصدد إعطاء تعريف لمعنى الإرهاب لان ذلك ليس هو ما يهمني في هذا الموضوع بقدر ما يهمني توضيح خطر هذه الآفة على وطننا الحبيب اليمن. الا أنني ومع ذلك استطيع القول بان معظم هذه المحاولات أن لم تكن جميعها فاشلة, فالمتتبع للقاءات والندوات الدولية والحوارات التي تمت في هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن يلاحظ بأنهم لم يعطون تعريف واضح وصريح لتعريف مفهوم الارهاب على الرغم من اختلاف الآراء في تعريف معنى الإرهاب بحكم اختلاف وجهات النظر و المتناظرين . ومن خلال دراستي في مجال العلوم الإنسانية, تعلمت أن التعريفات هي عبارة عن علامات يتم الاتفاق عليها وهي إجراءات معرفية تساعد على تطوير آليات البحث في مجال معرفي معين. إذا بإمكاننا الاتفاق على إعطاء تعريف مبسط للإرهاب وهو أن الإرهاب يعني القيام بالعمال عدائية ضد الأخريين وبطريقة أخرى يمكننا القول بأنة التخويف والترويع للنفوس الآمنة المطمئنة وسلب أرواح الأبرياء. ومن يقومون بهذه الأعمال تطلق عليهم صفة إرهابيين وهم لا يمتون للإسلام بصلة والإسلام منهم بري, فهو دين الوسطية والاعتدال, دين الرحمة والقيم, دين الحرية واحترام الأخر. و الاستقرار الأمني والسياسي احد أهم المقومات الرئيسة للتنمية الاقتصادية, فبدون الأمن لا توجد تنمية وبدون التنمية لاتوجد الدولة القوية ذات الأسس السليمة. وعندما نتكلم عن الإرهاب, نتكلم عن الاقتصاد, وعندما نتكلم عن الاقتصاد فإننا نتكلم عن عدة عوامل حيوية منها: السياحة, الاستثمار, الصرف الأجنبي.....الخ وبحسب معرفتي المتواضعة في الأمور الاقتصادية, أرى أن نظريات الاقتصاد الحديثة ترتكز على عنصر الاستقرار الأمني في بناء الوطن ومستقبلة. وحينما يتعرض امن البلاد الى هجمات إرهابية كما حدث مؤخرا في مأرب فإننا نكون أمام مشكلة صعبة تتجاوز خطورتها النطاق المحلي إلى النطاق الإقليمي, فيشكل ذلك مجموعة الاختلالات الاقتصادية التي تؤثر سلبا على العوامل الحيوية أنفة الذكر, فتتدهور السياحة والتي تعد من القطاعات الهامة والمحورية للجمهورية اليمنية و للعديد من الدول الأخرى, وبحسب تقارير منظمة السياحة العالمية فان عائدات السياحة تفوق الكثير من القطاعات الإنتاجية على المستوى العالمي. ويتأثر كذلك الاستثمار وتذهب الأموال إلى خارج الوطن, وترتفع أسعار العملات الأجنبية مقابل سعر العملة المحلية. لقد بذلت الدولة ممثلة برئيس الجمهورية حفظة الله جهدا كبيرا لدعم الاقتصاد اليمني لاسيما في الآونة الأخيرة وتأهيله لكي يتوافق مع اقتصاديات دول الجوار وبالأخص دول مجلس التعاون الخليج العربي, فكان لتك الجهود المبذولة الأثر الكبير في دعم الدول المانحة لليمن في مؤتمر لندن في نوفمبر الماضي وجلب الاستثمار والمستثمرين الى البلاد وما هذا الا بداية الخير وهو دليل على ان القيادة السياسية تسير على الطريق السليم لتصحيح أوضاع البلاد وان كان الأمر يتطلب المزيد من الجهد و الوقت. إذا ما أريد ان أقوله هنا بان اليمن تواجه حقا تحديات مستقبلية صعبة في مسيرة البناء والتقدم بسبب الإرهاب, فآفة الإرهاب مرض خطير يصعب استئصاله بالمراحل المتأخرة, فيجب على الجميع من الآن دوما اليقظة والحذر‘ و تحمل المسئولية كاملة أمام الله وأمام الوطن والالتفاف والاصطفاف معا للتصدي لكل ما من شانه الإضرار بالمصالح العليا للوطن وتشويه سمعته وعدم السماح لضعفاء النفوس والعابثين بزعزعة الأمن والاستقرار والعبث بثروات البلاد ومنجزات الثورة والوحدة . / - باحث يمني في الدكتوراة- جمهورية فرنسا