كثير منا مبهور بأميركا‘ لم لا وهي الدولة العظمى التي يصنع الإبداع فيها ويظهر الاختراع منها ويحلم الكثير بالعيش فيها لم لا وهي الدولة التي تشرع قوانين الأمم كيفما اقتضت مصلحتها في هذا العصر الذي نعيشه. قبل سنوات طويلة شاهدت فيلماً أمريكياً بعنوان " هذه أمريكا" وقد أعجبني كثيرا وشدني ماشاهدته في بداية الفلم مثلما هي أمريكا تشد أنظار العالم كله إليها الآن حيث ناطحات السحاب تعلو في الأفق. ولن تستطيع أن تنجح في معرفة أي برج ومبنى أعلى من الأخر لكثرتها وتعددها وهذه أمريكا التي تتحكم بأموال العالم صعودا وهبوطا وهذه حقيقة مؤلمه يجب الاعتراف بها ولو كانت منغصه للبعض .وفيها التكنولوجيا في كل مسارات الحياة والكل مشغول بعمله وتكاد لو تقف لتسأل عن شيئا ما لن يلتفت إليك احد. فكل إما ذاهب إلى عمله. أو عائد إلى مسكنه. ليس هناك وقت للتوقف وضياع دقائق معك فالوقت محسوب لديهم بالثواني . بصراحة ( كغيري ) كنت مشدودا جدا الى تلك البلاد ووددت لو كنت أعيش فيها وبعد كل تلك المقدمة في ذلك الفلم والذي اظهر لنا ضخامة تلك البلاد وعبقرية مافيها من العباد والحياة التي وصلوا إليها وجمال المنظر في كل ما رأينا وكنت احد المشاهدين الذين تمنى إن يعيش في تلك البلاد رغم عدم حبي لها آنذاك ايضا. أقول وبعد كل تلك المقدمة من الفلم عرج بنا المخرج وارانا الوجه الأخر لأمريكا العظمى . أميركا الغنية بالمال أميركا التي فاضت الاموال في بنوكها وذهبت لتقدم الفائض منه الى شعوب أخرى وفق شروطها ومصالحها يعرج علينا مخرج الفلم ويرينا مناظر من أميركا لم نكن نعتقد أنها موجودة في جنة أميركا أذا صح التعبير . نشاهد الأميركيين يعيشون الفاقة مثلما يعيشها بعض من يسكن في ضواحي فنزويلا ونيكاراجوا وتايلاند والفلبين ومصر واليمن ‘نشاهد العاطلين عن العمل في كثير من الأماكن في أميركا يعيشون ويسكنون تحت الكباري ونشاهد البعض منهم ينبشون أماكن تجمع القمامة في محاولة منهم لإيجاد ما يؤكل. فهل هذه اميركا التي نعرف والتي بها نعجب !؟ نعم أنها تلك أميركا مثلما صورها لنا مخرج ذلك الفلم . تذكرت ذلك الفلم الذي شاهدته منذ زمن طويل وأنا هذه الأيام في الصين وفي مدينة التجارة الصينية شنغهاي. الصين أيضا دولة عظمى مثل أميركا واقتصاد الصين ينمو بشكل سريع جدا لدرجة ان المراقبين لم يستطيعوا ان يصلوا الى معرفة نسبة النمو وإعلانها فهي تتغير الى الأعلى خلال فترة التقييم للاقتصاد الصيني المتطور تماما مثل اميركا الذي شاهدناها في الفلم المذكور. ناطحات سحاب بالمئات ومبانً عالية جدا تبهرك ليس لعلوها فقط ولكن لجمال الشكل ايضا شعب يعمل ليل نهار كبيره وصغيرهم رجالهم ونسائهم. بل الأعجب انني شاهدت ان غالبية الباصات داخل المدن السائقين فيها من الإناث الجنس الآخر رغم انها حافلات ربما تحتاج الى نوع من العضلات مثلما نعتقد لكن الصينيين يبدوا أنهم الغوا هذه الفكرة الموجودة في ذهن البعض بشكل خاطئ والذي لم أكن أتوقعه ، ان أرى وسيلة نقل الأتربة ( القلاب مثلما نسميه) تقوم بقيادتها امرأة وبشكل اعتيادي لقد رأيت الكل يعمل،رأيت عجوزا تكنس الشوارع في بكين وكهلا يعمل في تجميع الكراتين الفارغة في شنغهاي رأيت بعض الشحاذين في شنغهاي ‘ وشاهدة أماكن أشبه بإطراف المدن لدينا في اليمن لكن هي في وسط مدينة شنغهاي المنظر كان غير مألوف لدي ان ارى في هذه المدينة التجارية الصناعية والتي يتجاوز عدد سكانها من يسكن اليمن، منظر الفقر والبؤس والتخلف في وسط أكثر وأسرع المدن نموا. منظر مئات الأبراج العالية وإمامها الأكواخ الخشبية هل هذه الصين التي نعرف والتي بها نعجب !؟ نعم انها تلك الصين التي رأيتها ولم ينقلها لي المخرج هذه المرة . تلك البلدتان( اميركا والصين) دولتان عظمى ويملكان النووي ويملكان حق النقض ( الفيتو) ويملكان اقوى اقتصاد وينعمان بالهدوء والاستقرار. عجيب فعلا ان يكون فيهما ذلك التناقض في شكل الحياة إما فوق في الأعلى او في أسفل السافلين. اقول اذا كانت شعوب تلك الدول تنعم بالأمان والاستقرار وهي تعيش كثيرا من التناقض فماذا عساه يحدث للشعب والوطن في اليمن من جراء الفوضى والفتنه والاضطرابات والاعتصامات التي لن تؤدي الا إلى مزيد من المعاناة وتوقف مسيرة التنمية وتوقف عوامل الاستثمار الجاذبة ويصبح انذاك الجميع تحت اسفل السافلين فهل يفهم ويتنبه الجميع.