الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي فقدته اليمن صباح أمس، وفقدناه نحن أبناء الجزيرة العربية والعرب عموماً، والذي توفي صباح أمس في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض بعد معاناة مع المرض استمرت طويلاً. الشيخ الأحمر، يعد وبحق حكيم اليمن بل أحد حكماء العرب الذين يتميزون بحسن البصيرة، واتخاذ المواقف المتزنة التي جنبت بلاده وجيرانها من دول الخليج العربية الكثير من المواقف التي لو لم تعالج بحكمة من قادة دول المنطقة لانحدرت المنطقة إلى حالة لا يعلمها إلا الله من الصراع والتوتر، إن حكمة قادة المملكة واليمن وسلطنة عمان والدور الهام الذي قام به الشيخ عبدالله الأحمر كان من أهم الأسباب التي أوصلت المنطقة إلى بر السلام. أيضا كان للشيخ عبدالله الأحمر دور هام وكبير في دعم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في مواجهة إعادة تقسيم اليمن من خلال إجهاض عملية التشطير التي قام بها نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض. وكان للشيخ عبدالله الأحمر دور فعال في إجهاض حركة الانفصال من خلال تأثيره الشخصي كزعيم مقدر من كافة القطاعات اليمنية والعربية، وكشيخ لأكبر القبائل اليمنة (قبيلة حاشد) وأيضا رئاسته لحزب الإصلاح الذي يعد الحزب الثاني بعد الحزب الحاكم حزب المؤتمر الشعبي، وكان لوقوف الشيخ الأحمر إلى جانب الرئيس علي عبدالله صالح وتحالف حزبي المؤتمر والاصلاح ووقوفهما معاً في وجه الحزب الاشتراكي برئاسة علي سالم البيض الذي قاد عملية التشطير لإعادة انفصال اليمن لشمال يمني وجنوب يمني، أبلغ الأثر في إجهاض عملية التشطير. والتاريخ يسجل للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر مآثر كبيرة أنقذت اليمن من مغامرات اليسار الطفولي؛ ففي بداية الحكم الجمهوري في اليمن ظهرت خلافات عميقة حول أسلوب إدارة الدولة بين جناحين داخل الصف الجمهوري، الأول يقوده المشير عبدالله سلال رئيس الجمهورية والآخر يقوده محمد محمود الزبيري الزعيم التاريخي للحركة الوطنية اليمنية ومعه أحمد محمد النعمان والقاضي عبدالرحمن الايرباني وعدد من الضباط والعلماء والمثقفين، وكعادة الشيخ الأحمر انحاز إلى الجهة التي تعمل من أجل مصلحة اليمن دون الارتباط بأي جهة أجنبية أو أيدلوجيات معارضة للإسلام والعروبة، وأدى دعم الشيخ لحركة الزبيري إلى الالتفاف حول دعوته لعقد مؤتمر في (ضمر) وكلف الشيخ الأحمر للتحضير له، إلا أن أصحاب التيار اليساري الطفولي ارتكبوا جريمة اغتيال محمد الزبيري في 31-3-1965، ولكن مع هذا نجح المؤتمر في الحد من التوجه اليساري الفج ليتوجه بعد صراعات عديدة ومعارك عسكرية قادها الشيخ الأحمر انتهت بتعديل مسار العهد الجمهوري من خلال الإسهام والإعداد والتنفيذ لحركة 5 تشرين الثاني (نوفمبر 1967م) التي أنقذت النظام اليمني من الانهيار وفتحت الطريق أمام السلام وأعادت السلم الأهلي من خلال إقناع ما كان يسمى بالقبائل الملكية اليمنية وإقناعها بالنظام الجديد وكسب ولائها له. أما أكثر الفضائل التي يحسبها اليمنيون للراحل الكبير فهو دوره في إعادة الوئام والعلاقات الطيبة بين اليمن وجيرانه من دول الخليج العربية وخصوصاً المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة والكويت. [email protected] *صحيفة الجزيرة السعودية: