تتزامن احتفالات شعبنا اليمني بأعياد 22 مايو مع بروز نتائج انتخابات المحافظين على مستوى الجمهورية اليمنية كأول انتخابات من نوعها على مستوى الوطن العربي الكبير وذلك تنفيذا للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، وينم هذا القرار عن حنكة القائد الرمز فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في توسع الصلاحيات الإدارية وتعزيز الثوابت والقيم الديمقراطية من خلال الانتقال من السلطة المحلية إلى الحكم المحلي. ذلك التحول الكبير والخطوه الجريئة انبثق من إيمان بقدرة الشعب لتحديد مصيره واختيار من يمثله بانتخاب محافظي المحافظات بالاقتراع السري الغير مباشر عن طريق الهيئة الناخبة من المجالس المحلية بمختلف التوجهات السياسية والذي تطرح على الساحة السياسية للتنافس الحر على منصب أمين العاصمة والمحافظين. تلك الأجواء التي يعيشها شعبنا على الواقع والذي تلقي فيها منافسة ايجابية مما يدل على وجود وعي سياسي وتفاعل ايجابي بين المرشحين إلى منصب المحافظ على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية. بالأمس كانت الوحدة اليمنية حلم يراود أبناء الشعب اليمني ومن ثم تحققت الوحدة وترسخت بارداة الشعب وها نحن نعيش الاحتفالات بعيد 22 مايو للعام الحالي 2008م ، كما كان الحصول على الصلاحيات الواسعة من خلال الانتقال من المركزية إلى اللامركزية الإدارية هو الآخر حلم يراود أبناء الشعب للمشاركة والتخلص من تبعيات النموذج السابق للحكم وها نحن تتحقق لنا الديمقراطية وحكم الشعب نفسه بنفسه باختيار من يمثله بالانتخابات المباشرة والغير مباشرة حتى المستجدات الأخيرة في التطورات السياسية والانتقال من السلطة المحلية إلى نظام الحكم المحلي فأصبح العيد عيدين عيد الوحدة و عيد الانتقال إلى الحكم المحلي بظهور نتائج انتخابات المحافظين بإرادة الشعب كخطوة أولى إلى التكامل والانسجام للمهام واللوائح المكملة لنجاح القرار السياسي. ورغم النجاحات التي تتحققت إلا ان هناك علامة استفهام على من فاتتهم فرصة المشاركة والتي كفلها الدستور والقانون لكافة أبناء الشعب بمختلف توجهاتهم السياسية والتي بالفعل احتسبها فرصة ضائعة للمشاركة في وضع اللبنات الأولى لتعزيز الثوابت والقيم الديمقراطية بالمشاركة في الترشيح للمناصب العليا والانتخابات وتطبيق مبداء السيادة الشعبية من خلال توسيع الصلاحيات للقاعدة الشعبية. فالقرارات ايجابية وواضحة وإذا كانت هناك سلبيات في أي جانب فالمستقبل كفيل بأن نتجاوز ذلك .. المهم نبنى طريق واضح وممهد للأجيال القادمة ووضع الأساسات الراسخة كالجبال لبناء دولة المؤسسات وكل ذلك يتحقق بالالتفاف والتكاتف والقرارات السياسية البناءة والتي تترك بصمة للمستقبل وتذهل بها العالم بأسره كون اليمن دولة ناشئة في الديمقراطية. وكل ذلك لا يتحقق بالاعتراض على طول الخط أو المقاطعة للقرارات التي تبنى وتدعم الأساسات والركائز للمسيرة اليمنية في شتى المجالات. وانه من الغريب جدا ان نرى أناس خلقوا ليعترضوا ... لماذا .... وعلى ماذا يعترضوا..... ربما نعلم سبب الاعتراض .... ولكنهم لا يعلمون لماذا اعترضوا المهم اعترضوا فقط.. دون وجود أي قراءات للمستقبل ..دون وجود أي دلالات أو مبررات ناتجة عن دراسة تحليلية وموضوعية لأبعاد القرار السياسي الصادر سواء كان ذلك قرار انتخاب محافظي المحافظات أو قرار الانتقال الكامل من السلطة المحلية إلى الحكم المحلية أو حتى القرارات التي صدرت بشأن مقترح التعديلات الدستورية للنظام الرئاسي أو أي قرار سياسي يسير في خطى المستقبل للشعب فالجميع يدرك نجاح اليمن سياسياً. فلا داعي أن تفوت فرصة المشاركة في تطبيق القرار السياسي على ارض الواقع وتدعيم الأساسات لأبنائها ويجب على التنظيمات السياسية إلا تقاطع الانتخابات إعمال العقل دائماً لما فيه المصلحة العامة فالساحة تكفي للجميع ويجب أن نكون ايجابيين وان لا يكون وجودنا لنعترض دون عمل أي حسابات للمستقبل. وإذا تم التنظير من منطلق ان المشترك لم يقاطع وشارك على الساحة فان الشئ الحتمي والممكن فأنه انزاله لمرشحين لمنصب أمين العاصمة والمحافظين يشكل فرصة سانحة للفوز بعدة محافظات وخصوصاً في وجود ظروف تنافسية بين عناصر قوى داخل الحزب الحاكم بصفة مستقلة على منصب المحافظ مما يخلق تكافؤ بين الحزب الحاكم والمعارضة نتيجة تشتت أصوات الحزب الحاكم بين منافسيه... لكن الفرصة ضائعة. فإذا نظرنا للمسالة انها ليست أغلبية مجالس محلية ... أو انتخابات مباشرة أو غير مباشرة ... المسألة تكتيك تنظيمي واستراتيجية تحتاج لإعمال العقل ومعرفة أين أكون من خلال أي توجه أو سلوك حزبي لخلق معارضة بناءه تسعى إلى البناء وخلق التوازن الايجابي .. في ظل الوحدة اليمنية. فإذاً فرصة المشاركة رسمياً للقاء المشترك أصبحت ضائعة بالنسبة لإنزال مرشحين لمنصب أمين العاصمة ومنصب المحافظ على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية... أرى الفرصة لا زالت سانحة للمشاركة بالالتفاف حول تطبيق القرار السياسي لنجاح أول انتخابات للمحافظين وتجسيد العملية الديمقراطية والمشاركة في وضع الثوابت لمسيرة الديمقراطية في اليمن وذلك كحجر أساس للمستقبل والحصول على شرف المشاركة.