إذا كانت الإجا زة الصيفية هي المحطة التي يستريح فيها الطالب من عناء عام دراسي كامل، إلا أنه سرعان ما يشعر بالفراغ بعد الحياة الدراسية التي عاشها طوال العام الدراسي، وربما يتفاجأ أولياء الأمور بالفراغ الذي قذف بأبنائهم إلى الشوارع والأزقة وردهات الطرق تتقاذفهم الأمواج إلى طرق متفرقة قد تؤثر أحيانا على أفكارهم وتشكك في عقيدتهم وانتمائهم وتغير من قيمهم وسلوكياتهم. ومن هذا المنطلق كان لابد من استثمار أوقات الشباب واستغلال طاقاتهم فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة عبر المراكز والمخيمات الصيفية التي أولتها القيادة السياسية جل الرعاية والاهتمام والتي تهدف بالدرجة الأساسية إلى تحصين الشباب ضد الأفكار الضالة والمنحرفة، إلى جانب تعزيز روح الانتماء والولاء وتعزيز الهوية الوطنية والاعتدال في الدين ونبذ التطرف والتعصب الطائفي والمناطقي والعنصري، وبناء الشخصية المتوازنة للفرد اجتماعيا وأخلاقيا وقيميا من خلال الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية والدينية والسياحية والحرفية والترفيهية، والتي ستسهم في صقل ورعاية المواهب وتنميتها وتمليك المشاركين معارف ومهارات جديدة في الأنشطة المختلفة. ويتميز النشاط الصيفي لهذا العام بالمنهجية في التخطيط والتنظيم، فلم يعد مجرد نشاط هامشي أو عمل عشوائي، أو ترف ورفاه، وإنما أصبح برنامجا مخططا بموازنة مستقلة وكيانا مؤسسياً ثابتاً تحت مسمى اللجنة العليا للمراكز الصيفية برئاسة الأخ نائب رئىس الوزراء للشئون الداخلية، وهذا ما يجسد بوضوح عمق الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية لقطاع الشباب، والذي يأتي أيضا كترجمة عملية للبرنامج الانتخابي. لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية، لإيمانه العميق ونظرته الثاقبة بأن الشباب هم الثروة الحقيقية التي تقاس بها الشعوب والطاقات التي يجب أن تستثمر لبناء الوطن الذي يعول عليهم الكثير باعتبارهم أداة التنمية ومرتكزها والأداة التي من خلالها يمكن الوصول بالبلد إلى مجتمع التقدم والرقي. كما تمثل المراكز والمخيمات الصيفية أيضا فرصة للتعارف بين أبناء الوطن الواحد واكتساب المعارف وتبادل الخبرات والتعرف على المناطق اليمنية والعادات والتقاليد المختلفة لكل منطقة، إلى جانب مواكبة كل جديد في عالم التكنولوجيا. فالمناهج الدراسية بكل ما تحويه من أنشطة صفية ومعارف وخبرات ومهارات وعلوم تطبيقية وإنسانية، لا يمكن أن تكون كافية لغرس مفاهيم وقيم الولاء والانتماء، وبالتالي يتوجب تفعيل الأنشطة اللاصفية من خلال البرامج النوعية لتعزيز تلك المفاهيم في نفوس الشباب والطلاب، من خلال المشاركة بالآراء والأفكار والنقاشات الديمقراطية السليمة من منطلق الحوار الديمقراطي الحر ومفهوم الرأي والرأي الآخر، دون فرض للآراء والافكار والاتجاهات والسلوكيات العقيمة التي لا تفضي في معظمها إلا إلى النزاعات عديمة الجدوى. وأخيرا يمكن القول بأن الأنشطة الصيفية رغم حداثتها إلا أنها انتهجت أسلوبا منظما ورسخت أساسا متينا يمكن على ضوئه الاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ في ما يعود على المشاركين والوطن على حد سواء بالنفع والفائدة. ومن هذا المنطلق أوجه الدعوة لكافة أولياء الأمور بإلحاق أبنائهم وبناتهم في المراكز الصيفية، التي تتولى بدورها استثمار أوقاتهم فيما ينفعهم، فأولادنا أمانة في اعناقنا جميعاً وكما قال عليه الصلاة والسلام " كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته". وزير التربية والتعليم