الاعمال العظيمة تحتاج الى عظماء تميزوا عن اقرانهم بهذا اختصر المدخل الى الحديث عن انجاز عظيم من انجازات قائد بانٍ يجيء بالعظائم.. فتميز بما تميز به بين اقرانه. تميز عندما اثبت للاجيال ان الشعوب لا تكبر باصدقائها ولا بأسلحتها وانما باختيارها قائداً كبيراً.. وهذا ما تم عندما كان فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح اول زعيم عربي.. يرفع علم وحدة تصاحبه هوية واحدة لوطن كان السباق في ذلك.. تميز عندما جمع الشجاعة والاقدام وميله دوماً الى السلام والحوار ونبذ العنف فاطفأ الكثير من فتنة المناطق الوسطى وفتنة صعدة. باختصار تميز بما هو عظيم حيثما اتجه في ميادين بناء الدولة وتحديثها من السياسي الى الاقتصادي الى الاجتماعي والثقافي والعسكري حتى عندما يوحي بعمل ابداعي غنائي تكون النتيجة عملاً عظيماً كما هو حال العمل الابداعي (خيلت براقاً لمع) الذي نال جائزتين ذهبيتين على المستوى العربي حتى اليوم لانه صاحب فكرته.. ومن اولاه ساعات ثمينة من وقته. هناك تقليد اوروبي- لم يأخذ به كتابنا العرب بالشكل المطلوب، وهو ان يخصص المؤلف الصفحة الاولى من مؤلفه للتقدم بالشكر والعرفان لصاحب الفكرة- ان كان قد التقطها من شخص آخر- كون العمل الابداعي فكرة بالدرجة الاولى. وها نحن نتقدم بكل الشكر والعرفان ليس باسم فريق عمل انجاز هذه الموسوعة او العمل العظيم فقط، بل بأسم كل الشعراء والمبدعين والمهتمين في اليمن والوطن العربي وخارجه الى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من تعود اليه فكرة هذا العمل الموسوعي ومن تابع ودعم مراحل انجازه، ويصبح احد الشواهد على ان الانجازات العظيمة لا تأتي الا من عظماء تميزوا على اقرانهم. لقد احتوت مجلدات هذا الاصدار او الرافد للمكتبة العربية والمعرفة الانسانية على غنائيات او اشهر غنائيات اليمن لمائة سنة وهذا ما يجعل منه الاصدار الاول من نوعه، في ارض العرب والمسلمين، اما اذا لم تكن معلوماتي قاصرة،فانه الاول من نوعه في العالم، لان معرفتي لا تحوي معلومة تقول ان هناك دولة اصدرت عملاً موسوعياً يحتوي على غنائياتها لقرن بأكمله. اليكم هذا العمل الموسوعي الذي نحتفي باشهاره الاول من نوعه عربياً او عالمياً لايهم، الاهم من ذلك انه قد احتوى ووثق لاشياء كثيرة في حياة اليمنيين ومتغيرات حياتهم وتاريخهم، والكثير من المواقع والاماكن والاحداث. يقال ان اقصر طريق لمعرفة الشعوب تاريخاً ومزاجاً وفناً هي الاغنية لان الاغنية تحكي للآخر من هو هذا الشعب او ذاك، وتعرف به من هو، كيف يحب، كيف يكره، كيف يفرح، كيف يحزن، كيف يسالم ويحارب، وكيف يزرع ويعمل ...الخ. سيأتي الباحث والمهتم ويسأل عن اليمن وخصوصياته فنشير الى موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، القرن الذي شهد اهم احداث التحول في التاريخ اليمني.. اربع ثورات، قيام نظام جمهوري على انقاض ملكية امامية متخلفة، خروج مستعمر، تكون دولة وتحديثها، توحيد الوطن, انتهاج الديمقراطية ...الخ. ولعل هذا ما جعل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يقترح علينا ان نوثق لغنائيات اليمن في القرن العشرين ودعوني اروي شهادة.. ذات يوم وقبل سنوات كان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح يتصفح كتاب شعر الغناء الصنعاني للدكتور محمد عبده غانم، كان منهمكاً وهو يتنقل بين صفحاته, وفجأة رفع بصره نحوي انا والعميد الركن علي حسن الشاطر.. وقال -من منطلق تكوينه الذي لايمكن ان يرىاليمن الا واحداً موحداً- لماذا لايكون هناك مجلد يحوي شعر الغناء اليمني بشكل عام، لاينحصر على صنعاء او لحج او حضرموت ثم اردف قائلاً.. لتكن مجلدات تحوي غنائيات اليمن خلال القرن العشرين ثم تناول ورقة وكتب عليها بخط يده اسماء الكثير من شعراء الشعر الغنائي من عموم الوطن.. قائلاً وليس العمل على هذا المنوال وبمنهجية موسوعية بعيداً عن السياسة وحساسياتها. من يومها اعتبرت وزميلي العميد علي حسن الشاطر ذلك تكليفاً رئاسياً وشرعنا في وضع خطة العمل واختيار سكرتاريته واطقمه الفنية وارتأينا ان نستعين بمعرفة وخبرة رائد من رواد الشعر الغنائى في اليمن هو الاستاذ علي بن علي صبره، الذي تجاوب وعمل معنا مشكوراً الى ان ابعده عنا قرار بعد اشهر تعيينه في سلكنا الدبلوماسي في عمان الا انه كان معنا عبر الهاتف كلما طلبنا خبرته. اختتم شهادتي- مكرراً آيات الشكر والعرفان لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح صاحب فكرة هذا الانجاز وداعمه الاول والاخير- خدمة لليمن ثقافة وتاريخاً وابداعاً.. كما اتوجه بالشكر الى دولة الدكتور علي محمد مجور رئيس الوزراء على تشريفه احتفالية اشهار هذا العمل الموسوعي العظيم.