الأخ العزيز أحمد غراب، اطلعت على عمودك اليومي المتميز "اتجاه الريح"، في صحيفة "السياسية"، بتاريخ 18/10/2008، والذي حمل عنوان "حصرياً في اليمن". ولاحظت طغيان الانطباع السلبي على ما حصرته في اليمن؛ رغم اشتراك البعض من ذلك في بلدان أخرى. وأود هنا أن أضيف بعض النقاط التي وجدتها –حقًّا– حصريا في اليمن: • البلد الوحيد الذي يتهافت فيه الجميع، مثقفين وعامة، على معارض الكتب للاستحواذ على أكبر قدر من الكتب، كلٌّ في إطار اهتمامه وبحسب أولوياته وبقدر ما تسمح ميزانيته. • البلد الوحيد الذي إذا دُعيتَ فيه إلى مائدةِ طعامِ شخصٍ محدود الدخل، تجده يضع أمامك جميع ما في منزله من طعام. • البلد الوحيد الذي إذا أهديت جارا بعض قطع الشوكولاتة والمكسرات والزبيب، في العيد أو في أي مناسبة أخرى، فإن الإناء يعود إليك ممتلئا بهدايا أكثر من التي خرج بها. • البلد الوحيد الذي إذا استفسرت أحد أبنائه عن مكان معين، يصر على مرافقتك حتى يوصلك إلى المكان المطلوب، دون أن ينتظر منك جزاء ولا شكوراً. • البلد الوحيد الذي إذا دخلت فيه مقيلا، فإنك في الغالب لا تعرف الغني من الفقير، والمثقف من محدود الثقافة، بعد أن جمعهم مقيل واحد انتفت فيه كل معايير التمييز الثقافي والاجتماعي، وترى كلاًّ يدلي بدلوه ويناقش، وترى الجميع يذوبون في بوتقة الحديث، دونما تعالٍ من أحد، مهما علا مقامه. • البلد الوحيد الذي لا يعرف الإنسان فيه معنى كلمة مستحيل؛ فتراه يحاول ويعيد المحاولة حتى يحقق حلمه ويصل إلى مبتغاه. • البلد الوحيد الذي إذا تجولت في أزقته استنشقت عبق التاريخ وأصالة التقاليد. *سفير دولة الكويت بصنعاء