ليس هناك مكانة مقدسة للمرأة في اي ديانة كما هي في الاسلام، هكذا كانت اجابتي على زميل اعلامي مسيحي عربي عندما سألني عن مكانة المرأة في الاسلام أو عند المسلمين. قال بما في ذلك الحقوق السياسية والاجتماعية؟ قلت: سؤالك كان عن مكانتها في الاسلام، اي في الجانب الديني ولنبدأ به اولاً، ثم نعرج على البقية. للاسلام اركان خامسها الحج.. وله شعائره الدالة على الوقوف امام الله عز وجل؛ ومن شعائر فريضة الحج ماهو مأخوذ اومُجَسد لموقف عظم لامرأة، كالمسعى بين الصفا والمروة. نسعى اشواطاً سبعة، هرولةً في اماكن، وجرياً في اماكن اخرى.. تماماً كما فعلت أمنَّا هاجر، وهي تسعى باحثة عن الماء لطفلها بعد أن تركهما سيدنا ابراهيم عليه السلام. ذلك الفعل العظيم الدال على حنان الأم، صار شعيرة من شعائر الحج ولم يتردد عرب الاسلام من أن تكون احدى شعائر حجهم ذات صلة بموقف انساني لامرأة، بل فخروا بذلك. هذا مثال على النظرة الدينية إلى المرأة، وتجسيد لها كمثال محبة ورحمة وحنان.. ليس في فريضة الحج فقط بل وفي امور شتى منها اماكن العبادة والتواصل الروحي مع الله سبحانه وتعالى. المرأة في دياناتنا جميعاً هي الأم، ولكنها من حث الاسلام على صحبتها بالقول: «امك ثم امك ثم امك، ثم ابوك» كما حث على طاعتها بقول رسوله الكريم: «الجنة تحت اقدام الامهات». المرأة هي الأخت والخالة وابنة العم، لدينا جميعاً ولكن الاسلام اسماها بالرحم، وعلمنا رسولنا الكريم أن الله جلّ شأنه قال في حديث قدسي: «أنا الرحمن وانت الرحم، لقد شققت لك اسماً من اسمي، من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته». المرأة هي الزوجة وشريكة الحياة، وعليه تقول لنا تعاليمنا الاسلامية: «امساك بمعروف أو تسريح باحسان» أي لا عنف ولا قهر ولا اساءة كما أن من المذاهب الاسلامية -كالزيدية- من قالت ألا حق للزوج على زوجته الا تمكين الوطء فقط.. اما بقية الامور كالخدمة والمساعدة فبالتراضي والتفاهم لا بالاكراه، أو بعصا الطاعة. المرأة هي الابنة.. ولكن الاسلام يجعل تأديبها وتعليمها وتزويجها وقاء من النار ففي صغري سمعت من أحد مشايخي حديثاً نبوياً يقول: «من رزق بشيء من البنات فأدبهن وعلمهن وزوجهن.. كن له وقاء من النار» أو كما قال. المرأة هي الحبيبة، ولكن الاسلام يوصي برعايتها والحفاظ عليها مشبهاً قلبها بقارورة الزجاج السريع الكسر، فقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: «رفقاً بالقوارير». المرأة في الاسلام وتعاليمه الاخلاقية هي ذات المكانة المقدسة، وفيض الحنان والمحبة ورمز الخصوبة ومصدر البقاء، ولهذا يوضع شاهد قبر الرجل فوق الرأس وشاهد قبر المرأة في المنتصف اشارة إلى إنها الودود الولود وعامل بقاء الانسانية على قيد الحياة. هذا ما تذكرته مع ذلكم الزميل بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي الثامن من مارس.