من جديد تؤكد عناصر التخريب والإرهاب والتمرد التابعة للحوثي أنها أدمنت على السلوكيات المنحرفة والممارسات الخاطئة والعصيان والخروج على النظام والقانون.. وأنه لا يحلو لها العيش إلاّ في ظل الأزمات والتوتر والعنف والخراب والدمار.. ولذلك فإن هذه العناصر وتحت وطأة هذه النزعة العدوانية والإجرامية لم يرق لها أن يحل السلام في محافظة صعدة ويعاد العمران وتستتب عوامل الأمن والاستقرار في هذه المحافظة الأبية، التي أساءت لها ولتاريخها الناصع تلك العناصر بتصرفاتها الهمجية وما تضمره من أحقاد وغلَّ على هذا الوطن والمبادئ والأهداف التي ضحى من أجلها أبناء شعبه وفي طليعتهم أبناء محافظة صعدة الذين كانوا في مقدمة الصفوف المدافعة عن الثورة والجمهورية والوحدة. وحينما نقول أن هذه العناصر المتمردة لا تؤمن بقيم السلام فإننا لا نطلق ذلك القول جزافاً بل ننطلق في ذلك من أدلة دامغة وحقائق ثابتة وشواهد واضحة يمكن استشراف الكثير منها في ما ورد على لسان رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإحلال السلام بمحافظة صعدة والذي كشف عن أن هذه العناصر الظلامية لم تتوقف عن غيها وأفعالها التخريبية وأنها ما زالت تتمترس في بعض المديريات والقرى والمناطق وداخل المدارس والمرافق العامة وعلى النحو الذي يعيق الجهود التي تبذلها تلك اللجنة لإشاعة مناخات السلام.. والمضي في تنفيذ المشاريع التنموية وإعادة إعمار ما تخرب جراء الفتنة التي أشعلتها عناصر التمرد. ويتوفر ثاني الأدلة على السقوط القيمي والأخلاقي والوطني لهذه العصابة المتمردة، في ما أفصح عنه تصريح وزير التربية والتعليم حول قيام أفراد من هذه العصابة بالتقطع للجان المكلفة بإيصال أسئلة الامتحانات إلى مديريات رازح وشذا وساقين، مما حرم 900 طالب وطالبة في الشهادة الأساسية من الالتحاق بصفوفهم الدراسية وامتحان المادة الأولى والمحددة بالتربية الإسلامية. وتتسع دائرة الإجرام لدى هذه العناصر المتخلفة في ما أظهرته معلومات الأجهزة الأمنية والتي أكدت على أن جريمة الاختطاف الآثمة التي تعرض لها الأطباء الأجانب في المستشفى الجمهوري بصعدة وتم قتل ثلاث نساء منهم قد جرت في منطقة تتواجد فيها العناصر الخارجة على النظام والقانون التابعة للحوثي.. وتبرهن هذه الأدلة وما تحمله من الشواهد الحية على أن هذه العصابة الإجرامية التي أعلنت العصيان والتمرد صارت غير قادرة على التكيف مع متطلبات السلام، وإحلال الأمن والأمان والسكينة العامة، حيث استمرأت أعمال الشر معتقدة أنها بهذا المسلك الشيطاني ستتمكن من الوصول إلى غاياتها الدنيئة في إعادة عجلة الزمن إلى الوراء والعودة باليمن إلى عهود الكهنوت والدجل والاستبداد، التي انتفض عليها شعبنا ودفنها تحت التراب بانتصار ثورته وإرادته الحرة وتطلعاته في النماء والتطور والنهوض الشامل. والحقيقة التي لا جدال فيها أن من يحول دون تلقي طلاب العلم لدروسهم وامتحانهم ويعمل على ترويع الآمنين وزرع الخوف وإعاقة مسيرة التنمية والبناء ويتورط في جرائم الخطف وقتل المستأمنين من أصدقاء اليمن سواء كان الفاعل أو مشاركاً فيها، من يفعل كل ذلك لا يمكن أن يكون مسلماً أو مؤمناً أو على ملة الإسلام.. بل إن من يقطع سكون الأمن وحق الناس في العيش في أجواء مستقرة ومطمئنة ويعتدي على ممتلكاتهم ويعمد إلى إفراغ المدارس من طلابها ولا يتورع عن سفك دماء النفس البشرية ويسعى جاهداً إلى تأجيج النعرات المذهبية والعنصرية، لا يمكن أن يكون في قلبه ذرة من إيمان، حتى وان تذرع أو أدعى ذلك. وبمنتهى الوضوح إن تلك العناصر الإجرامية والتخريبية التي هيكلت نفسها على ذلك الوجه من العدوانية والانحراف صارت تخشى السلام لأنها لا تستطيع العيش في مناخات آمنة شأنها شأن المواطنين الآخرين ولذلك فهي تبذل كل جهد من أجل تعطيل كل مسعى يتم على هذا الصعيد.. دون إدراك من هذه العصابة المتمردة أن لا أحد من أبناء صعدة أو غيرها من محافظات الجمهورية سيمكنها من مواصلة أعمالها الشريرة. وهاهم أبناء صعدة يثبتون حقيقة ذلك من خلال إصرارهم وعزمهم الأكيد على التصدي لعصابة التمرد والتخريب والإرهاب ولما من شأنه ترسيخ عوامل الأمن والاستقرار في محافظتهم. وهؤلاء المواطنون هم من سيدافعون عن السلام وإحلال الحياة الهادئة والمستقرة وسيعلم الذين ظلموا وأضلوا السبيل وانحرفوا عن جادة الحق والصواب أي منقلب ينقلبون.