عند الشدائد تذهب الاحقاد» مقولة خالدة، إن لم تكن للامام علي بن ابي طالب، فهي للامام أبي حامد محمد الغزالي -واأسفاه على ذاكرتي التي لم تعد تسعفني عند الطلب. المهم هو ما أحرانا بتمثل هذه المقولة التي تنضح بالحكمة والتعقل والحرص على المصلحة.. وعدم التفريط بما تم اكتسابه وانجازه. ومامن شك ان الناس على مستوى الاسرة والجماعة والطائفة والشعب والأمة.. يمرون بالأزمات والشدائد التي يتطلب الخروج منها أو التغلب عليها.. تناسي الاحقاد والثارات، والسمو فوق الضغائن والصغائر كي يتوحد الصف وتجتمع الكلمة.. وتتم الاستجابة الايجابية للتحدي.والاستجابة الايجابية للتحدي، تتم بقبوله ومواجهته بماهو عقلاني، وتغليب المصلحة العامة على الذاتية.. وعدم الهروب ممّا لابد من مواجهته بمايحتمه العقل والمنطق والتجرد من الأهواء والرغبات. عند الشدائد تذهب الاحقاد، إذ لامجال للانتقام بانتهاز الفرص، أو للتشفي.. أو لصب الزيت في حديقة بمنزل يحوي الجميع، او التفرج بسلبية على من يخرق سفينة تحمل الكل، لأن الخرق في المكان القريب ممن لايحب او بينه وبينه عداوة.قد يغرق بسببه الكل. نحن هنا في الجمهورية اليمنية.. لاننكر المرور بشدة أو بمحنة تداخل فيها تأثرنا بالأزمة الاقتصادية العالمية وأسعار النفط وانخفاض منسوب آباره في حقولنا وتمرد الحوثي، وخروج الحراكيين على الثوابت الوطنية.. وظهور بصمات تنظيم القاعدة.. واستهتار من لايرعون حرمة القانون والدستور ومن لايرعون لوطنهم مصلحة أو سمعة بين الشعوب.وعليه نكون جميعاً بلا استثناء سلطة ومعارضة ومستقلين ومنظمات مجتمع مدني امام اختبار جاد أو على صراط المحك العملي.. للبرهنة على الولاء الوطني والوفاء لدماء شهداء الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر والحرص على حاضر البلد ومستقبل اجيالها.. واقتلاع قرون الشيطان النائمة على جنبات طريقها. نحن امام محك السمو فوق الاحقاد والضغائن والحسابات والثارات والسلبية التي لايدرك البعض مخاطرها التي لاتقل عن عواقب المجازفات والتهور.. نحن على مركب واحد وعند الشدائد تذهب الأحقاد فهل نحن مدركون؟!