الهاشمي قال هذي مسألة والثانية عادها لمَّا تكون عندك خطأ ما عرفت البسملة ولا «تبارك» ولا«عمَّ» و«نون» بهذه الاغنية الفلوكلورية كانت فرقة الانشاد بعدن تتغنى ولم استرجع -كالعادة- ذكرياتي مع هذه الاغنية وصديقي الفنان أحمد بن غودل في ثمانينات القرن الماضي، ولكني تذكرت زميلنا الاعلامي التونسي حامد الهاشمي- المذيع والمعد والمقدم في قناة «المستقلة» ومالكها. تذكرته من خلال ما ابداه مؤخراً من اهتمام باليمن، من منظور مذهبي، أو من خلال حلقاته المتلاحقة عن الزيدية في اليمن، بصورة أوحت للكثير ان الدافع لذلك هو تمرد الخارجين على القانون في محافظة صعدة.. وأن لما يحدث هناك خلفية مذهبية زيدية. وسألت نفسي.. ترى هل زميلنا الاعلامي الهاشمي يعرف جيداً ماذا يحدث في اليمن؟.. وهل وقف أمام تاريخ اليمن منذ فجر الاسلام ولفت نظره اننا البلد الذي لم يشهد حزباً مذهبية أو طائفية واحدة، وأن الاحداث والحروب التي مررنا بها ما هي الا صراعات سياسية، بغرض السلطة والنفوذ؟! وان ما يحدث اليوم في صعدة، ما هو الا تمرد وعصيان مسلح وعنف بدوافع سياسية ومصلحية جميعنا ينزه الزيدية من ان تكون خلفية له، وهذا ما أوضحه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في أكثر من مناسبة وخطاب. إن المذهبية غير واردة في حسابات اليمانيين، وعلى من يتعاطى الشأن اليمني ان يدرك ذلك، فلا حضور لشافعية واسماعيلية وزيدية حتى عندما نتحدث عن عدم القبول لحكم الامامة و مظالمها وتخلفها. ليعلم صديقنا ان طلائع ثورة ال26 من سبتمبر وقادتها ومنفذيها من تنظيم الضباط الاحرار، هم زيود وشوافع وعدنانيون وقحطانيون وأن طائفة الاسماعيلية في اليمن هي الطائفة التي ازرت وساندت الثورة بالجهد والمال بصورة تستحق الاجلال والتقدير، وأن اجتماعات تنظيم الضباط وخطط الإعداد للثورة والقضاء على الإمامة في اليمن لم تتطرق ولو بالاشارة الى زيدية وزيديين وتلك وثائق الثورة في متناول الجميع. وليعلم من يجهل اليمن اننا قضينا على الإمامة الملكية أو الملكية الإمامية بثورة مكثنا ندافع عنها بالمال والدماء من فلول الإمامة وأعداء الثورة سبع سنوات متواصلة، وكان يصل الأمر إلى أن يحارب الثوار والمدافعون عن الثورة على اربعين جبهة في وقت واحد، ولا وجود للمذهبية في الخطاب الاعلامي الثوري ولا في محاضرات التوعية ولا في أحاديث الشارع. وهناك من الوثائق ما تدلل على أنه لم يقرن احد بين الزيدية والامامة او الملكية الامامية أو بين الشافعية والجمهورية.. رغم وجود الشواذ في كل قاعدة.. اذ لم يشذ عن ذلك النهج اليمني الخالي من المذهبية سوى صوت واحد لا ثاني له ولهذا ظل الى يومنا هذا مثالاً على خيانة الوطن وضعف الولاء والانتماء وان كان قد رفض في حينه لانه نطق بما هو بمثابة الكفر. ونريد لمن لا يعلم ان يعلم.. ان ثوارنا عندما أعلنوا الثورة وقيام الجمهورية وسقوط الملكية الإمامية يوم ال26 من سبتمبر 1962م قد أعلنوا عن تشكيل أول مجلس للسيادة مكون من أبناء الشعب، دونما التفات لما هو زيدي أو شافعي او قحطاني أو عدناني، بل من كبار علماء الزيدية.. حيث تشكل ذلك المجلس من الاخوة الشيخ محمد علي عثمان، العلامة محمد محمد المنصور، الاستاذ علي محمد الأحمدي، العلامة محمد أحمد المطاع، والاستاذ محمد مهيوب ثابت. هذه هي ثورة سبتمبر المطهرة ورجالها الانقياء من الرواسب والاحقاد والمذهبيات.. وهكذا هو شعبنا اليمني، ومن الخطأ أن يجعل البعض تمرد وارهاب نفر من الناس تتبعهم جماعة من الجهلة والمنخدعين.. خلفية مذهبية والربط بينهم وبين ما يُسيء الى الزيدية أو الى أحد المذهبين السائدين في اليمن ودونما أختلافات أو تعصبات او نعرات جاهلية. أرجو ألا يخدم البعض حركة التمرد من حيث لا يشعرون.. ورجائي أكثر أن ندرك بأنا نعيش في القرن الواحد والعشرين.. وأين تكمن مشاكلنا كمسلمين؟.