س: من هو العادل يا أبا الفضل ؟ ج: العادل، من ينصف الناس من نفسه. س: ومن أعدل ممن ينصف الناس من نفسه؟ ج: من ينصف الناس من الناس. س: ومن أعدل ممن ينصف الناس من الناس؟ ج: من ينصف الناس من أنفسهم. س: كيف ينصف الانسان الناس من نفسه؟ ج: الله سبحانه حرم الظلم على نفسه، فما بالنا بالانسان إن تولى وحكم. س: وكيف ينصف الانسان الناس من الناس؟ ج: ان يجعل من سلطته قوة توازن لشوكة العدل وسيادة القانون. س: وكيف ينصف الانسان الناس من أنفسهم؟ ج: ان يكون عوناً لهم على شرور انفسهم. س: كل هؤلاء قد يخطئون ويصيبون في أحكامهم. ج: بكل تأكيد. س: إذن فمن العادل الذي لا يخطئ أو يحابي؟ ج: الحسد. س: الحسد ؟!! ج: نعم. س: لماذا؟! ج: لأنه يبدأ بعقاب صاحبه. س: صدقت يا أبا الفضل، واذا ماكان هذا هو العدل في مفهومك، فما هو العدل في التعريف العام؟ ج: ليس له تعريف عام متفق عليه. س: لماذا؟ ج: يستحيل ذلك مادام هناك أناس على وجه الارض. س: كيف؟! ج: لان ما هو عدل عند (زيد) هو ظلم عند (عمرو) والعكس صحيح. س: ألهذا لم يتفق الفلاسفة على تعريف العدل؟ ج: ولهذا- أيضاً- عجزت الأممالمتحدة عن تعريفه، كما لم تتفق على تعريف الارهاب. س: متى يمكن للعدل ان يسود الجميع؟ ج: مادامت للناس مصالح.. فلا مجال لذلك. س: أراك توافق المتنبي في رأيه. ج: رأيه في ماذا؟ س: أن الظلم من شيم النفوس. ج: لا أوافقه في هذا.. لكن أرى تعارضاً في شيوع العدل وتشابك المصالح. س: هل هذه دعوة إلى الزهد كي يسود العدل؟ ج: لاعلاقة للزهد بالعدل. س: لماذا؟ ج: لان الانسان وان زهد واعتزل الناس.. يمكنكم ان يظلم نفسه. س: الى اللقاء. ج: لنا لقاء.