مأدبة الإفطار الرمضاني التي أقامها رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي لأعضاء مجلس النواب والشورى والحكومة والقيادات الأمنية والعسكرية وأمناء الأحزاب والشخصيات السياسية والاجتماعية، تأتي في سياق تجسيد فضائل الشهر الكريم (رمضان المبارك) الذي على الجميع في يمن الإيمان والحكمة تمثل المعاني والمضامين والدلالات التي جاءت من أجلها هذه العبادة الهادفة إلى تهذيب الروح المسلمة والإرتقاء بها بتحريرها من أهواء النفس وشهوات الجسد.. والشعور العميق بمسؤولية المسلم المؤمن بواجباته تجاه وطنه ومجتمعه في الظروف العادية والطبيعية.. أما في ظل الظروف والأوضاع الاستثنائية الدقيقة والمعقدة والحساسة التي يمر به اليمن فهي تحتاج إلى جهود استثنائية من الجميع وفي المقدمة القوى السياسية والحزبية التي عليها أن تستمد من الشهر الفضيل القوة والقدرة على التخلص من شرورها وتغليب نزعة الخير بترك الغل والحقد والبغضاء وترسيخ روح المحبة والتسامح والإخاء والعمل معاً في سبيل التآزر والتضامن والإصطفاف لإخراج اليمن (الوطن والشعب) مما هو فيه، إذ لم يعد قادراً على احتمال المزيد من المصائب والكوارث والمحن التي أثقلت كاهله بمعاناة تنوء بأثقالها الجبال، لكن شعبنا تحملها إلى الآن بصبر ولن يقبل أن تستمر.. وهذه حقيقة مستوعبة وعلى الأطراف السياسية أن تفهم وتعي مسؤوليتها بعد أن أعُطيت كل الفرص لإنقاذ شعبها ووطنها وقبل هذا وبعده نفسها وأنها إن لم تفعل ما ينبغي القيام به قبل فوات الأوان فإنها ستتحمل ما سيترتب على ذلك من أوزار توجب لعنة الله والوطن والشعب والتاريخ. إن ما يفهم من دعوة رئيس الجمهورية لكبار مسؤولي الدولة من القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، هو أنه لا يمكن لشخص أو مجموعة أشخاص، أو لحزب أو مجموعة أحزاب- أن يجعلوا الوطن مرتهناً لهم ولنزعاتهم ونزواتهم، التي يفترض عليهم التحرر منها في هذا الشهر المبارك.. والتي مواجهتها تتطلب روحاً وعقلاً جماعياً قادراً على انتاج الحلول والمعالجات الصائبة والصحيحة لكل قضايا ومشاكل هذا البلد الذي لو توفرت الإرادة والمصداقية لتجاوزنا كل ما نحن فيه ووصلنا إلى بر الأمان.. لكن هذا حتى الآن- رغم النجاحات المحققة في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة- غير متوفر لا على الصعيد الأمني ولا السياسي ولا الاقتصادي.. وكان يمكن البناء على الانتصار المحقق على الارهاب في أبين وشبوة، لكن ما تبعه من ممارسات ومن سلوكيات آخرها ما تعرضت له وزارة الداخلية يوم أمس الأول الثلاثاء يضع كافة الأطراف الداخلية والخارجية المعنية بإخراج اليمن من أزمته أمام علامات استفهام كبرى عليها أن تزيلها وإلاَّ سيفقد الشعب (اليمن) الأمل والتفاؤل.. وإذا ما حصل ذلك فماذا سيكون عليه الحال؟؟ إننا في شهر الرحمة والتوبة والغفران.. وهذا يتطلب تحلي اليمنيين كافة ونخبهم الفاعلة والمؤثرة بصفة خاصة بنورانية رمضان لتتسامى النفوس عن الصغائر ولندرك أن الأوطان لا تضيق أبداً بأهلها ولكن صدور الرجال هي التي تضيق وهذا وضع جلي لما نحن فيه وحتى يتسع اليمن لكل أبنائه على الجميع العمل الجدي لإنهاء الوضع الأمني وإعادة توحيد القوات المسلحة والأمن والذهاب إلى مؤتمر الحوار الوطني بقلوب صافية وعقول واعية.. فخروج الوطن من أوضاعه المريرة والمأساوية فيه خير الجميع وأي خيار خارج هذا المسار يعني الدمار والخراب والهلاك.. خلاصة القول هو ان على الجميع أن يضعوا أيديهم بيد الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي حاز على ثقة غالبية اليمنيين لأن في ذلك المصلحة الوطنية والتي فيها تتجسد مصالح الأطراف والقوى السياسية على اختلاف مشاربها وألوان طيفها السياسي وعلى استيعاب هذا يتحدد حاضر مستقبلنا وأجيالنا القادمة.