في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد وفي ظل أحداث أفرزت تداعياتها أوضاعاً تحدياتها ومخاطرها كادت أن تؤدي باليمن إلى كارثة الصراعات والحرب الأهلية والمدمرة بما سيصاحبها وما سينتج عنها من فوضى وخراب وسفك دماء وتمزق وتشظي تجسدت صورتها الرهيبة في انقسام القوات المسلحة والأمن، وانتشار متارس الرعب والخوف وانعدام الخدمات، في العاصمة صنعاء المجزأة والمقطعة شوارعها بالثكنات والدبابات والمدرعات وفي مختلف مدن الوطن.. وسط تنامي مد ثورة الشباب الشعبية السلمية التغييرية.. في مثل هذا الوقت الدقيق كان لابد من ايجاد المخرج الذي يجنب اليمن وأبناءه الانزلاق إلى أتون لهيب محنة ماحقة لا تبقي ولا تذر، ويلبي تطلعات اليمنيين في تحقيق انتقال سلمي للسلطة يفضي في محصلته إلى التغيير المنشود، وبناء الوطن على أسس جديدة.. وفي هذا المنحى كانت جهود الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأصدقاء في المجتمع الدولي.. ليتمخض عنها المبادرة الخليجية.. لتكون المعضلة في من يتحمل مسؤولية قيادة اليمن في ذلك الوضع والظرف غير المسبوق، وهي مهمة جسيمة تستوجب ممن يقبل بها الشجاعة والإقدام والتضحية في سبيل انقاذ وطن كان يسير إلى هاوية لا قرار لها. وهي مسؤولية وطنية كبرى وتاريخية أخذها على عاتقه الأخ المناضل عبدربه منصور هادي مستجيباً لإرادة الشعب يوم ال21 من فبراير 2012م، المعبر عنها في تلك الثقة المتجلية في الملايين من أبناء الوطن الذين تقاطروا على صناديق الاقتراع بشكل منقطع النظير، لأنهم رأوا في هذا المناضل الوحدوي الجسور الأمل كونه القادر على قيادة سفينتهم في أمواج الأحداث المتلاطمة والعاتية بحكمة واقتدار والعبور بها إلى شواطئ السلامة والأمان.. واضعاً في صدارة أولوياته إعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والخدماتية لأهمية وضرورة ذلك بعد انفلات أمني واقتصادي وخدماتي شامل أصاب الحياة العامة للمجتمع.. مفككاً بحكمة مفاعيل تفجير اليمن الوطن والشعب.. معيداً الطمأنينة والشعور بالأمان من خلال قراراته بتشكيل اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار، ورفع المتارس وإزاحة الكتل الاسمنتية والأكوام الترابية من شوارع العاصمة المقطعة الى فسطاطين، وما يبنهما من حالة الرعب.. مبدداً كل المخاوف من نفوس الناس في صنعاء ومختلف محافظات الجمهورية.. وفي خضم هذا المعترك وجه ضربة قاصمة لظهر العناصر الارهابية بعد ان كانت قد استغلت انشغالات الوطن وانقسام الجيش والأمن لتقيم إمارتها الظلامية في زنجبار التي تهاوت أمام جدية الموقف الوطني الشجاع للأخ الرئيس، والضربات القوية الموجعة لابطال القوات المسلحة واللجان الشعبية البطلة، وفي فترة زمنية قياسية تم تطهير محافظة أبين الباسلة، وأجزاء من محافظة شبوة من رجس الارهاب وعناصره الاجرامية الدموية. وفي ذات السياق استطاع الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حشد دعم اقتصادي إقليمي ودولي انطلاقاً من ان استعادة البنيةالاقتصادية عامل أساسي لانجاح مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وبالتالي كانت قرارات توحيد القوات المسلحة والأمن وإعادة هيكلتها على أسس علمية حديثة تعيد لها هويتها ورمزيتها المجسدة للوحدة الوطنية قد أثمرت بوضع الضمانات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني في ال18 من مارس الجاري في ظل مناخات واجواء آمنةومستقرة..ناهيك عن انجازات كبيرةشملت مختلف جوانب ومناحي استحقاقات المرحلة الانتقالية والتسوية السياسية. إن ما تحقق خلال فترة عام من تحمل الأخ الرئيس عبدربه منصورهادي رئيس الجمهورية لمسؤولياته تجاه شعبه ووطنه هو محل تقدير أبناء اليمن واحترام المجتمع الإقليمي والدولي.. لذلك كله نقول إن الغبار الذي يحاول البعض إثارته بالتشويش على كل هذه الانجازات من خلال تلك الحملات الإعلامية المغرضة تعكس عمى أصحابها عن رؤية الحقائق والمتغيرات التي وان استمروا في عدم وضوح الرؤية فإن رياح التغيير ستجرفهم، ولن يبقى إلا الشعب اليمني الذي بانجاز الحوار سيعيد بناء وطنه ومنظومة حكمه على أسس جديدة عادلة وقوية وقادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الوطيد والمديد الذي في ظله يصنع اليمنيون حاضرهم ومستقبلهم المنشود.