دشن اليوم بصنعاء ملتقى الإبداع الشعري الذي تنظمه مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون على مدى ستة أيام ويشارك فيه 50شاباً وشابة من نخبة الشعراء الشباب من مختلف أرياف ومدن الجمهورية. وخلال افتتاح الملتقى أكد وزير الخارجية على أهمية إعادة الروح إلى الثقافة الإبداعية اليمنية وشعرها الأصيل الممزوج بروح الريف وعبق التاريخ لهذه التربة الطيبة ونسيمها العليل ، مشيراً إلى أن الشعر والأدب فيهما عملية جراحية يمكننا من خلالها تطبيب النفوس وإزاحة الهموم وفيهما من المعاني الأدبية والإنسانية دواء لمعالجة أوضاع البلد المتردية في ظروفها الراهنة. وقال القربي : ما أجملنا حينما نبتعد قليلا عن السياسة وأهوائها ومآسيها وأوجاعها إلى الشعر والنثر حيثما القصيدة تترنح في الوجدان وتغزو القلب وتحرك الجوارح وتذهب بك بعيداً حيث الهواء النقي الصافي من كل الشوائب وحيث لا سياسة ولا صراع وتزيح عنك هموم وأوجاع واعتمال الدهر. فيما دعا أديب اليمن الكبير الدكتور المقالح وزارة الثقافة إلى إعطاء مزيد من الاهتمام بالشاعرات والشعراء الشباب القادمين من الأرياف حيثما لا ضجيج ولا سياسة وتبني طباعة انتاجاتهم الشعرية تقديراً لهم ولجهودهم الآتية من ذاك المكان البعيد عن العاصمة التي تستولي على كل شيء في وقت تدعي أنها لم تستولي على شيء ، منوهاً إلى أن الشعر هو البقية الباقية الذي مازال يحفظ في الإنسان روحه ويحرك في فؤاده المياه الراكدة ويرسم واقع جميل وحياة ممزوجة بالأمل والغد المشرق، موضحاً أن شعر البراءة والبراعة جاء من الريف حيث ولد الشعر ولا يزال بريئاً ممتزجاً بلغة النسيم العليل والأقحوان وطيب البادية وهواؤها النقي. من جانبها أشادت نائبة وزير الثقافة هدى أبلان بهذا التوجه الفكري لمؤسسة الإبداع وفكرتها في تبني هذا الملتقى الذي يهدف إلى تنمية المهارات الإبداعية وتحسينها ويحاول إنعاش التفاعل الشعري والمشهد الثقافي الذي يعاني اليوم من انتكاسة كبيرة جراء ما تشهده البلاد من أزمة ، مشيرة إلى أن الشعر عالم متكامل من الحياة يقف في وجه القبح ويدعونا إلى الآخذ بزمامه إلى عالم الإبداع. وكان السفير الدكتور عبد الولي الشميري مندوب اليمن في الجامعة العربية ورئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون قد استعرض أهداف المؤسسة والمتمثلة في إحياء التراث اليمني العربي والإسلامي والإسهام في بث الوعي الثقافي والأدبي في المجتمع ودعم ورعاية مختلف الأنشطة الثقافية ومد الجسور الثقافية والأدبية مع المؤسسات والهيئات المماثلة في كافة الدول الشقيقة والصديقة ،مشيراً إلى أن هذا الملتقى يعد إسهاما بسيطاً من المؤسسة لتحريك المياه العذبة الراكدة لرسم واقع أدبي فاعل ليعيد للقصيدة العربية ألقها من منطلق أن الإنسان هدف التنمية ومحور حركتها بغية الوصول الى النموذج الفاعل والتغيير الحقيقي. يذكر بان الملتقى سيتضمن مجموعة من الفعاليات أهمها محاضرات في مدخل إلى فنية الشعر للدكتور عبد الولي الشميري وصنعة الشعر للدكتور محمد الكميم ومقدمة في الإيقاع لعبد الغني المقرمي ومباحث في المرفوعات للدكتور محمد حسين خاقو وعدد من المحاضرات الأخرى ، بالإضافة إلى أمسيات شعرية مسائية يلقيها مجموعة من الشعراء والشاعرات الشباب المشاركين في الملتقى.