أن حدة التوتر والشغب أخذت تخفت بعد مرور 14 ليلة من العنف، ومع انتشار 9500 شرطي إضافي في شوارع المناطق المتوترة في فرنسا. إذ قالت مصادر في الشرطة إن عدد السيارات التي أضرمت فيها النيران الأربعاء بلغ 482 سيارة، مقارنة ب617 سيارة أحرقت يوم الثلاثاء، فيما بلغ عددها يوم الاثنين ضعفي ذلك الرقم. وفي مدينة تولوز، أحرق مثيرو الشغب الأربعاء حافلة وأربع سيارات صغيرة، ومع ذلك فقد خيم الهدوء النسبي على المدينة، التي لم يفرض فيها حظر التجوال. وأشار أحد عناصر الشرطة إلى أنه ربما يكون لمباراة المنتخب الفرنسي مع ساحل العاج دوراً في الهدوء النسبي، ذلك أن المراهقين يشكلون النسبة الأكبر من مثيري الشغب. وفي باريس، حظر المسؤولون بيع البنزين في أوعية صغيرة، كما لم تفرض المدينة حظر التجوال. ودعا وزير الداخلية الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الأربعاء إلى إبعاد الأجانب المتورطين في أحداث الشغب، والذين تم القبض عليهم، إلى خارج البلاد، رغم أن معظم المتورطين في هذه الأحداث هم من المراهقين الشباب الفرنسيين. وكان رئيس الوزراء الفرنسي، دومينيك دو فيلبان، قد أعلن الثلاثاء حزمة شاملة من الإصلاحات، في محاولة لإيقاف موجة عنف مستمرة منذ 12 يوما، ومعالجة المشكلات الاجتماعية التي أدت لنشوبها، قائلا "إن الجمهورية في ساعة الحقيقة." وبعد الإعلان بقليل، شرع المسؤولون المحليون في فرض حظر التجول في مدن فرنسية، وهي خطوة تتيح للشرطة سجن مثيري الشغب فترة تصل في حدها الأقصى إلى شهرين. وتعهد دو فيلبان "بالحفاظ على الأمن العام" لكل مواطن، قائلا إن السلطات استدعت 9500 ضابط شرطة، من بينهم قوات احتياط، للتعامل مع الاضطرابات التي انتشرت في أكثر من 200 بلدة ومدينة فرنسية. وأعلن دو فيلبان اعتقال 1500 شخص، أودع 600 منهم في حجز مؤقت، ومائة في السجن. واعترف دو فيلبان بأن التوتر الاجتماعي الذي هزّ فرنسا، كان نتيجة فشل البلاد في منح الأمل للآلاف من صغار السن، ومعظمهم من المواطنين الفرنسيين وأبناء المهاجرين المسلمين من شمال إفريقيا. وكانت أعمال الشغب التي بدأت في فرنسا، في السابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد امتدت لتشمل حوالي 300 مدينة وبلدة في اليوم الحادي عشر من العنف، كما قتل مواطن فرنسي يبلغ من العمر 61 عاماً، فيما يعد أول ضحية للأحداث التي اندلعت شرارتها في الضواحي الفقيرة من باريس. وتعرضت فرنسا لانتقادات حادة بسبب عدم قدرة أجهزتها الأمنية على وقف العنف، رغم انتشار أعداد كبيرة من شرطتها في الشوارع وتواصل نداءات التهدئة.