تجددت اليوم الاشتباكات العنيفة بين حزب الله والقوات الإسرائيلية في ميس الجبل بمنطقة المنارة جنوبي البلاد, في ثاني مواجهات بين الجانبين خلال ثلاثة أيام. و اندلعت الاشتباكات بعد أن وقع أحد المظليين الإسرائيليين في حقل للألغام بنفس المنطقة في الأراضي اللبنانية, وعندما تقدم مقاتلو حزب الله لاعتقاله تدخلت القوات الإسرائيلية على الفور وأطلقت نيرانا كثيفة في محيط المنطقة، مشيرا إلى أن الأنباء التي وردت إليه تفيد بتوقف إطلاق النيران بعد أن تمكنت القوات الإسرائيلية من انتشال المظلي. وتقول إسرائيل إن المظلي الذي وقع في الأراضي اللبنانية هو مجرد سائح وليس جنديا في الجيش الإسرائيلي، في حين يقول حزب الله إن مجرد إطلاق النار باتجاه الأراضي اللبنانية يعد انتهاكا للسيادة الللبنانية. من جهة أخرى ألقت الطائرات الإسرائيلية آلاف المنشورات على بيروت وصور ومدن أخرى تحذر اللبنانيين من حزب الله، وذلك بعد يومين من المواجهات بين الحزب وإسرائيل والتي أسفرت عن مقتل أربعة من عناصر حزب الله وجرح 11 عسكريا. وأشارت المنشورات إلى أن حزب الله "يلحق أشد الضرر بلبنان", مؤكدة أن الحزب "أداة بيد أسياده السوريين والإيرانيين". كما جاء أيضا في تلك المنشورات التي ألقتها ثلاث مروحيات إسرائيلية "أن تل أبيب ساهرة على حماية مواطنيها وسيادتها" متهمة الحزب بأنه يرغب بالعودة إلى الدمار والخراب على حد تعبيرها. وقالت الشرطة اللبنانية إن ست طائرات حربية إسرائيلية حلقت فوق الأجواء اللبنانية وحلقت بشكل مكثف على علو متوسط شرقي لبنان خاصة مدينتي النبطية ومرجعيون. وإزاء التوتر الحاصل في منطقة جنوب لبنان، قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم إن الوضع الحالي في لبنان لا يمكن أن يستمر, مشيرا إلى أنه لا أحد يجرؤ على نزع سلاح حزب الله ونشر الجيش اللبناني قرب الحدود مع بلاده. وحذر شالوم من أن بلاده سترد بطريقة مناسبة في المكان المناسب, معربا عن أسفه في أن الحزب "ممثل في الواقع في البرلمان والحكومة بدون نزع سلاحه". وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الوزير الإسرائيلي سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي بإدراج حزب الله على اللائحة السوداء لما يسمى بالمنظمات الإرهابية خلال القمة الأوروبية المتوسطية المقرر انعقادها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في برشلونة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعرب بدوره عن أسفه الشديد للمواجهات التي جرت يوم الاثنين على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل, داعيا الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم أنان في مؤتمر صحفي إن "المعارك التي بدأت انطلاقا من الجانب اللبناني, سرعان ما امتدت على طول الخط الأزرق, وتعرضت مناطق مدنية إسرائيلية للقصف", موضحا أن قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان أعلنت وقفا لإطلاق النار لمنع أي تصعيد. ويمتد الخط الأزرق الذي رسمته الأممالمتحدة بمثابة حدود بين لبنان وإسرائيل, من الناقورة حتى مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل. في هذه الأثناء تواصلت ردود الأفعال الدولية على العمليات, فقد نددت فرنسا بالهجمات ودعت الأطراف إلى تفادي أي تصعيد. أما إيران فقد أدانت "عدوان النظام الصهيوني على لبنان" بعدما أعلن عن مقتل أربعة من عناصر حزب الله. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي إن الهجوم يؤدي إلى استمرار التوتر في المنطقة ويشكل انتهاكا للمعاهدات الدولية التي تدعو إلى احترام السيادة الوطنية للدول.