وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع على تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ستة أشهر أخرى. تم تبني القرار 1644 بعد مخاض عسير إثر اعتراض روسياوالجزائر والصين ودول أخرى على بعض العبارات حادة اللهجة ضد سوريا. ويطالب القرار سوريا بتعاون كامل وغير مشروط مع اللجنة الدولية، وذلك بعد نجاح روسيا في تخفيف حدة لهجة النص الأصلي للقرار التي كانت تتهم دمشق بعدم التعاون بشكل كاف. ودعا المجلس أيضا دمشق لتقديم "أجوبة فورية ولا لبس فيها عن المسائل التي تعتبر اللجنة أنها ما تزال غامضة". يجيز القرار أيضا للجنة التحقيق تقديم ما وصفه بمساعدة فنية للبنان في سلسلة التفجيرات والاغتيالات منذ العام 2004. كما أوصى المجلس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان برفع توصيات بشأن كيفية توسيع عمل اللجنة ليشمل هذه العمليات، وذلك بعد التشاور مع اللجنة والحكومة اللبنانية. وتعليقا على ذلك أكد مندوب الجزائر لدى المنظمة الدولية عبد الله باعلي أن هناك مشكلات عملية يجب معالجتها قبل توسيع تفويض اللجنة مثل تعيين مزيد من المحققين وتحديد العمليات التي ستتناولها التحقيقات. ورغم تخفيف حدة لهجة القرار فإن المندوب الأميركي جون بولتون أشاد به، معتبرا أنه يمثل إشارة قوية لدمشق لإظهار تعاون تام وغير مشروط. وأضاف في تصريحات للصحفيين "نوضح للحكومة السورية أنه لا يمكنهم أن يهربوا ولا يمكنهم أن يختبئوا، والغاية النهائية لهذا التحقيق هو الوصول إلى الحقيقة وتقديم أي شخص متورط إلى العدالة". وتوج القرار سلسلة مناقشات لتقرير رئيس اللجنة القاضي الألماني ديتليف ميليس الذي قال فيه إن "أدلة جديدة عززت النتائج" التي توصل إليها في وقت سابق بأن مسؤولين على مستوى عال في الاستخبارات السورية وحلفاءهم اللبنانيين تورطوا في قتل الحريري. وأضاف ميليس في سياق عرضه للتقرير أمام المجلس الثلاثاء الماضي أن "سوريا عطلت التحقيق لكنها حسنت تعاونها في الاسابيع القليلة الماضية" وأعرب عن الأمل في أن يستمر ذلك التحسن. ونفت سوريا بشدة الضلوع في قتل الحريري أو أنها تلكأت في الرد على طلبات ميليس الذي قرر التنحي عن منصبه. من جهة أخرى أبدى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى تفاؤله بنجاح مساعيه لتخفيف حدة التوتر بين لبنان وسوريا، على حد تعبيره. وقال موسى في تصريح صحفي بدمشق عقب لقائه أمس كلا من الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية فاروق الشرع إن الأمل يحدوه في النظر إلى ملفات الخلافات بين البلدين من زوايا إيجابية.واعتبر أن ما حدث في لبنان تقف وراءه "أيد لا يمكن إلا أن تكون شريرة تمس باستقرار لبنان وفي الوقت نفسه توسع الهوة بين دولتين عربيتين وتزعج الوضع في المنطقة ككل". كان موسى التقى في بيروت الرئيس اللبناني إميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة, وتوجه للتعزية في الصحفي النائب جبران تويني نافيا أن يكون حاملا مبادرة تتعلق بالمطلب اللبناني بتوسيع دائرة التحقيق الدولي باغتيال الحريري الجزيرة + وكالات