اعتبر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أن خطط الرئيس الأميركي جورج بوش لسحب قواته من العراق، تعد دليلا على ما سماه انتصار الإسلام في العراق. وأكد الظواهري في شريط مصور حصلت الجزيرة على نسخة منه أنه سبق أن قال قبل أكثر من سنة إن خروج الأميركيين من العراق أصبح مسألة وقت ليس إلا، مشيرا إلى أن ذلك قد تحقق بعد أن اضطر بوش تحت وقع ضربات من وصفهم بالمجاهدين في العراق لإعلان نيته سحب قواته، ووضع جدول زمني لهذا الانسحاب. وأكد أن على بوش أن يقر بالهزيمة في العراق وفي أفغانستان وقريبا في فلسطين، وسخر من تبرير بوش قرار الانسحاب من العراق بجاهزية القوات العراقية، مؤكدا أن هذه القوات لن تستطيع مواجهة ضربات "المجاهدين" التي عجزت طائرات وصواريخ "ما يسمى القوة العظمى في العالم" عن إيقافها. وانتقد الرجل الثاني في القاعدة مؤتمر المصالحة العراقي الذي انعقد برعاية الجامعة العربية في القاهرة، ووصفه بأنه كان تلبية لمطلب أميركا لاستخدامه كتبرير لانسحابها من العراق. وهاجم الظواهري في شريطه الذي يعود تسجيله إلى شهر ذي القعدة، الحضارة الغربية ومدى ما وصفه بدجلها وغشها وهي تتحدث عن حقوق الإنسان والحرية والإصلاح، مشيرا في هذا الصدد إلى الحضارة الأميركية التي استخدمت الفسفور الأبيض لحرق المسلمين في الفلوجة، والحضارة الأميركية التي صرحت وزيرة خارجيتها في أوائل ديسمبر/كانون الثاني الماضي بأن نقل المعتقلين للسجون السرية عمل قانوني، وكذلك استخدام بعض الوسائل الاستثنائية لإجبار المعتقلين على الإدلاء بالمعلومات. كما انتقد الظواهري الانتخابات التشريعية المصرية وما سماه صمت واشنطن على ما شهدته هذه الانتخابات من غش وتزوير، وغضها الطرف كذلك عن الانتخابات البلدية في السعودية التي شبهها بفيلم للرسوم المتحركة. وأكد أن الأمة الإسلامية لن تتمتع بانتخابات حرة إلا إذا تحررت مما سماه الاحتلال الصليبي الصهيوني والحكومات الفاسدة، ولن يتحقق ذلك إلى بالجهاد. وتحدث الظواهري أيضا عن زلزال باكستان وحث المسلمين على مساعدة المنكوبين بأنفسهم وليس من خلال حكومة إسلام آباد بسبب ما وصفه بالفساد. وتعليقا على ذلك وصف الخبير الأميركي في شؤون الحركات الاسلامية تيموثي فيرنيش خطاب الظواهري بأنه رخيص، ويتماشى مع سياسة بوش والجمهوريين حيال العراق وتحذيرهم من دور القاعدة هناك. وأكد فيرنيش للجزيرة أن حديث الظواهري عن هزيمة أميركا في العراق هو نفس حديث الحزب الديمقراطي الأميركي عن ذلك، ولا فرق كبيرا بينهما. واستبعد أن تجري واشنطن مفاوضات مع الجماعات المسلحة في العراق كما قال الظواهري، كما استبعد الانسحاب الأميركي من العراق خلال ولاية بوش الثانية. وقال إن انتقادات الظواهري للانتخابات في بعض البلدان العربية انتهازية وليست مبدئية، مشيرا في هذا الصدد إلى الإقبال الكبير للعراقيين في الانتخابات التشريعية الأخيرة. أما الكاتب والصحفي السعودي زهير الحارثي فأكد للجزيرة أن الظواهري يحاول الظهور بدور المنظر، رغم أن ما قاله يتناقض مع أدبيات القاعدة التي لا تعترف بالإصلاح بل تتحدث عن الخلافة الراشدة. وقال الحارثي إن الظواهري يسعى لتبديد تعاطف الشعوب مع الحكومات وتحريضها على الأنظمة القائمة وليس تحقيق الإصلاح، مشيرا إلى أن ما فعله تنظيم القاعدة في السعودية والعراق أدى إلى ضعف التعاطف معه لأنه لم يعد يفرق بين المسلم وغير المسلم، على حد قوله. وخلص الحارثي إلى أن القاعدة لا تعكس صورة صحيحة للإسلام، وقال إنها تمر بحالة ضعف وفي طريقها للانهيار الحقيقي. المصدر : الجزيرة