زعمت مصادر أمريكية أن الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، كان هدفاً لضربة جوية نفذها جهاز وكالة الاستخبارات الأمريكية على منطقة نائية بباكستان مساء أمس ورجحت مقتله ضمن العديد الذين لقوا مصرعهم.وبالرغم من عدم تأكيد مصرع الظواهري في الغارة التي دكت بلدة "دامادولا" بالقرب من الحدود الأفغانية، إلا أن مصادر أستخباراتية رجحت تواجده في إحدى المنازل التي استهدفها القصف.إلا أن وزير الإعلام الباكستاني شيخ رشيد أحمد لم يؤكد وقوع الهجوم أو ما إذا كان الظواهري في المنطقة وقت تعرضها للهجوم. ونقلت شبكة ABC الأمريكية عن مصادر عسكرية باكستانية قولها إن خمسة من 18 شخصا يعتقد أنهم قتلوا في القصف، يشتبه في أنهم من كبار قادة القاعدة وذكرت تلك المصادر لCNN إن المسؤولين الباكستانيين يتفقدون موقع الغارة للتأكد من مصرع الظواهري في الضربة الجوية التي أودت بحياة 18 شخصاً. وقال الناطق الرسمي باسم الرئيس الباكستاني، الجنرال سلطان شوكت، إن الحكومة تتحقق من التقارير المتناقلة بشأن انفجارات في منطقة حدودية نائية إلا أنها تجهل مسبباته أو وقوع ضحايا.وصرح شوكت "ليست في موقع يؤهلني بالإيجاب أو النفي على الأحداث التي تتناقلها وسائل الإعلام.. ومازلنا نتحقق في الأمر."ورفضت وزارة الدفاع الأمريكي "البنتاجون" والبيت الأبيض التعقيب على التقارير.وتعتقد أفغانستان والتحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة إن متشددين يتنقلون بين الحدود بين أفغانستانوباكستان. ولم تتمكن القوات الدولية أو المحلية من اعتقال الظواهري، الساعد الأيمن لأسامة بن لادن، منذ الإطاحة بنظام طالبان في عام 2001، على الرغم من رصد واشنطن مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله أو قتله. وكان الظواهري قد أصدر عددا من البيانات المسجلة على شرائط فيديو في الآونة الخيرة. وقال الجيش الأمريكي في أفغانستان الجمعة إنه لم ترد إليها أي تقارير عن عمليات أمريكية في المنطقة. لكن شبكة NBC الأمريكية نقلت عن مصادر باكستانية قولها إن القصف قامت بها طائرات دون طيار تابعة ل CIA، وإنها أطلقت ما يصل إلى عشرة صواريخ. ورفضت CIA التعليق على هذه التقارير. ووقعت الغارة في في قرية دامادولا في منطقة باجور القبلية التي تبعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب العاصمة الباكستانية إسلام أباد. وقال صحفيون تفقدوا منطقة القصف إن هناك ثلاثة منازل تبعد عن بعضها البعض مئات الأمتار دمرت تماما. ونفى نائب إقليم كونار في أفغانستان، الذي يقع على الحدود الباكستانية، أن يكون الهجوم قد انطلق من أفغانستان. وأضاف: "كنت على اتصال مع جميع أجهزة الأمن في كونار، ولم يسمع أحد بهذا. لا أعتقد أن الصاروخ جاء من أفغانستان." وتأتي الغارة الأمريكية في أعقاب أسبوع من بث قناة "الجزيرة" شريط فيديو جديد للظواهري طالب فيه الرئيس الأمريكي جورج بوش بالاعتراف بالهزيمة في العراق. وقدم الظاهرى فى شريط فيديو مؤرخ بشهر ذي الحجة الجارى تعازية الحاره لشعب باكستان المسلم فى ضحايا الزلزال الذى ضرب البلاد فى وقت سابق ، وحث الظواهري أبناء الأمة الإسلامية على التبرع بسخاء لمنكوبي زلزال باكستان، متهما حكومة إسلام آباد بنهب الكثير من أموال هذه المساعدات. لكنه هنأ الشعب الباكستانى المسلم، والمسلمين فى كل مكان بانتصار الإسلام فى العراق ، مضيفاً أنه قد بشر المسلمين منذ عام بأن انسحاب قوات الاحتلال من العراق مسالة وقت ليس إلا ، وها هو بوش يعلن عزمه سحب قواته من العراق مبرراً ذلك بأن قوات الأمن العراقية وصلت لمستوى جيد . وتساءل الظواهرى قائلاً ،إذا كانت ما تسمى بالقوى العظمى فى العالم بصواريخها واساطيلها وطائراتها وكل ما لديها من عتاد عسكري لم تستطع الصمود فى وجه ضربات المقاومة الباسلة بالعراق، فهل سينجح اولئك المنافقون الذين قدموا إلى العراق على دبابات الاحتلال فيما فشلت فيه أمريكا . وأردف الرجل الثاني بالقاعدة قائلاً، إن جدول الانسحاب من العراق وضعه بوش منذ زمن طويل ، والانسحاب هو اعتراف رسمى من واشنطن بهزيمتها أمام المقاومة .وقال الظواهري مخاطباً بوش إنك انهزمت فى العراق وتنهزم فى افغانستان وستنهزم بأذن الله فى فلسطين . وتوعد الظواهري أتباع الأمريكيين في العراق من المسلمين والعرب، بحساب عسير على أيدي المجاهدين، مؤكدا أن وقت الحساب قد دنا بمجرد خروج قوات الاحتلال الأمريكية من البلاد.كما نصح حلفاء أمريكا وبريطانيا بسحب قواتهم من أراضي الدول الإسلامية والتوقف عن دعم الحكام الفاسدين محذرا إياهم من مواجهة الكوارث التي يسببها لهم المجاهدون من أبناء الأمة الإسلامية. وشن الرجل الثاني بالقاعدة هجوما عنيفا على الحضارة الأمريكية التي قال إنها أثبتت للعالم أنها قائمة على الكذب والخداع والتناقض وقمع الحريات وانتهاك الحقوق، مشيرا إلى اعترافات وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في الأشهر الأخيرة بعزم إدارة بلادها على نقل بعض المعتقلين إلى سجون سرية. كما بررت رايس في تصريحات أخرى اللجوء لبعض الإجراءات الاستثنائية مع المعتقلين، في سبيل إجبارهم على الإدلاء بأكبر قدر من المعلومات.ورصدت الإدارة الأمريكية جائزة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه. وأصدر الرجل الثاني بالقاعدة عدة تسجيلات صوتيه بلغت في مجملها خمس العام الماضي تبنى في العديد منها مسؤولية التنظيم في الهجمات التي استهدفت العاصمة البريطانية لندن في يوليو/حزيران.ويلتزم بن لادن الصمت منذ آخر تسجيل صوتي له في أكتوبر عام 2004.