تواصلت المظاهرات المنددة بما تعرض له الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام من إساءة في صحف دانماركية ونرويجية، بينما أعلنت تركيا وألمانيا استعدادهما للتوسط بين الدول الإسلامية والأوروبية لإيجاد حل للأزمة.ففي الجزائر نظم مئات المتظاهرين اعتصاما وسط العاصمة أحرقوا خلاله العلم الدانماركي تحت أنظار العشرات من رجال الشرطة. كما تظاهر نحو عشرة آلاف من طلاب جامعة الأزهر في القاهرة تقدمهم شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي احتجاجا على ما نشرته صحف غربية من إساءات إلى النبي الكريم. وفي دمشق ألصقت بيانات على جدران المساجد تدعو إلى التظاهر اليوم الثلاثاء أمام السفارة الفرنسية بينما تظاهر في العراق آلاف الأكراد بمدينة السليمانية. كما شهدت مدينتا الكوت والقرنة جنوب العراق تظاهرتين مماثلتين.وفي الأراضي الفلسطينية فرقت الشرطة بالقوة تظاهرة طلابية أمام مقر الاتحاد الأوروبي بغزة احتجاجا أيضا على الإساءات لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام. وفي الأردن طالب نواب برلمانيون حكومة بلادهم بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الدانمارك والنرويج والدول الأخرى التي نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد ومقاطعة منتجاتها. كما شهدت العاصمة عمان اعتصاما نسويا منددا بالإساءة للرسول الكريم.وكان مئات المتظاهرين قد اقتحموا مقر السفارة الدانماركية في طهران احتجاجا على نشر رسوم مسيئة للنبي الكريم.وألقى المتظاهرون مواد مشتعلة على مبنى السفارة، لكن سرعان ما تمكن رجال الإطفاء من إخماد الحريق. وحاولت قوات مكافحة الشغب الإيرانية تفريق المتظاهرين، إلا أن عددا منهم تمكن من اجتياز الحواجز والدخول إلى مجمع السفارة الذي كان قد أخلي من العاملين فيه قبل المظاهرة.وفي السياق نفسه أعلنت وزارة التجارة الإيرانية عن وقف كافة التعاملات التجارية بين إيران والدانمارك. وفي أفغانستان لقي أربعة أشخاص مصرعهم وأصيب ثمانية آخرون خلال إطلاق نار في احتجاجات شهدتها مناطق مختلفة من البلاد ضد الرسوم المسيئة للنبي محمد.وفي الصومال قتل شخص على الأقل وجرح آخرون في مدينة بوساسو خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين نددوا بنشر الرسوم وفق ما أفادت الشرطة وشهود. في المقابل قال وزير الخارجية النرويجي يوناس ستورا إن العنف والإهانة مرفوضان في التعامل مع قضية الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. وأوضح المسؤول النرويجي في لقاء مع الجزيرة أن بلاده تتفهّم شعور المسلمين إزاء هذه الإساءة. يأتي ذلك في حين تستعد صحيفة يلاندس بوستن الدانماركية التي كانت أول من نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد والمتحدث باسم المنظمات الإسلامية في الدانمارك أحمد عكاري إلى صوغ إعلان مشترك يتضمن اعتذار الصحيفة عن إهانة المسلمين وليس عن نشر الرسوم, وتأكيد المسلمين أنهم يقرون بحرية التعبير في الدانمارك. وكانت الدانمارك أوصت رعاياها بعدم زيارة نحو 14 دولة عربية وإسلامية, خاصة بعد استهداف سفارتيها في كل من دمشق وبيروت خلال اليومين الماضيين. وطلبت رئاسة الاتحاد الأوروبي من البلدان الإسلامية تأمين الحماية للأشخاص والممتلكات, ودعت إلى سماع صوت العقل لأن العنف لن يكون حلا. وفي روما اتهم وزير الخارجية الايطالي جيان فرانكو فيني ما دعاها شبكة أصولية بتعمد تأجيج الاحتجاجات الغاضبة على نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم. أما في بريطانيا فقد أكد وزير الداخلية تشارلز كلارك تضامن بلاده مع الحكومة الدانماركية، لكنه شدد على ارتباط ممارسة حرية التعبير باحترام معتقدات الآخرين. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان المسلمين إلى الصفح عما بدر من إساءة من الصحيفة الدانماركية للنبي محمد والامتناع عن أي أعمال عنف.