كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر الأثنين النقاب عن قيام المخابرات الالمانية بنقل نسخة من خطة الرئيس العراقي السابق صدام حسين للدفاع عن العاصمة العراقية إلى القادة الامريكيين قبل شهر من غزو العراق 2003 . وأشار التقرير الذي استند إلى دراسة سرية للجيش الامريكي الى أن مسؤولي المخابرات الالمانية قدموا مساعدة ملموسة للولايات المتحدة اكبر مما اعترفت به حكومتهم علانية. ومن شأن ذلك زيادة احتمالات اجراء تحقيق برلماني في دور جهاز المخابرات الالماني في الفترة السابقة للحرب والتي كان المستشار السابق جيرهارد شرودر يعارضها بشدة. وأضاف تقرير الصحيفة أن خطة الدفاع العراقية اعطت الجيش الامريكي فرصة اطلاع غير عادية على المداولات التي كانت تجري على مستوى عال في العراق بما في ذلك مكان وكيفية تخطيط صدام لنشر اكثر الجنود ولاء له. واضافت ان رواية عن الدور الالماني في الحصول على نسخة من الخطة العراقية تأتي في سياق دراسة عسكرية امريكية تركز على الاستراتيجية العسكرية العراقية اعدتها قيادة هيئة الاركان الامريكية المشتركة في عام 2005 . ودعا حزب الخضر الشريك الاصغر في حكومة شرودر وقت الغزو والحزب اليساري الى اجراء تحقيق قد يتطلب أن يدلي مسؤولون من الحكومتين الحالية والسابقة بشهاداتهم تحت القسم. وطالب الحزب المعارض الرئيسي الاخر وهو الديمقراطي الحر يوم الاثنين الحكومة الجديدة وهي ائتلاف بين المحافظين بزعامة انجيلا ميركل وبين الديمقراطي الاشتراكي بزعامة شرودر أن تبلغ البرلمان بالامر. وقال ماكس ستادلر الخبير القانوني من الحزب الديمقراطي الحر لاذاعة دويتشلاندفونك "اذا تأكدت هذه المعلومات ستمثل بالطبع تحولا كبيرا." ومن أجل اجراء تحقيق برلماني يتعين ان ينضم الحزب الديمقراطي الحر لحزبي الخضر واليسار لدفع الامر. واحجم متحدث باسم الحكومة عن التعليق على التقرير. وعلى الرغم من اعلان الحكومة الالمانية انه كان لها عميلان من جهاز المخابرات في بغداد خلال الحرب الا انها اصرت على ان الجهاز لم يقدم سوى مساعدة محدودة للتحالف الذي قادته الولاياتالمتحدة. وفي تقرير صدر الاسبوع الماضي قالت الحكومة ان العميلين قدما للمسؤولين الامريكيين معلومات عن "مواقع يحميها مدنيون او مواقع انسانية أخرى مثل المعابد اليهودية ومخطوطات التوراة ومواقع محتملة لطيارين أمريكيين مفقودين." والتقرير الذي يقع في 90 صفحة هو جزء من نص أكبر قدم للجنة مراجعة برلمانية كانت تحقق في تقارير عن أن المخابرات الالمانية ساعدت الولاياتالمتحدة في اختيار مواقع لقصفها اثناء الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. وكانت حكومة شرودر تعارض بشدة الحرب وأي تحقيق في دور المخابرات قد يحرج عددا من المسؤولين الحاليين والسابقين منهم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير الذي كان اكبر مساعد لشرودر وضابط اتصال مع المخابرات. وقالت الصحيفة نقلا عن الدراسة انه بعد حصول العملاء الالمان على الخطة العراقية ارسلوها لقيادتهم. وأضافت الدراسة انه في فبراير شباط عام 2003 قدم ضابط مخابرات الماني في قطر نسخة إلى مسؤول في وكالة المخابرات الدفاعية الامريكية كان يعمل في مقر قيادة الجنرال تومي فرانكس وقت الحرب. وقالت الصحيفة ان الخطة العراقية كانت تدعو الى حشد القوات على طول عدة حلقات دفاعية قرب بغداد بما في ذلك "خط احمر" يتمسك به الحرس الجمهوري حتى النهاية.