للمرة الأولى ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ارتفع حجم الاستثمارات الآتية من الشرق الأوسط إلى الولاياتالمتحدة بشكل كبير. وترجع هذه الزيادة حسبما ذكرت الواشنطن بوست إلى الارتفاعات التي شهدتها أسواق النفط الفترة الماضية ، إلى جانب استمرار العجز التجاري الأمريكي بالإضافة إلى حاجة الولاياتالمتحدة إلى المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية . ولفتت الصحيفة إلى أنه فيما عدا العقبات التي أثيرت حول صفقة إدارة شركة موانئ دبي العالمية لستة مرافئ أمريكية، فإن هذه الاستثمارات تلقى ترحيبا واسع . وأعترفت الصحيفة أن للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم إمارة دبي ثقله الاقتصادي مشيرة إلى أن صفقة الموانئ واحدة ضمن مجموعة من عمليات شراء قامت بها شركات يمتلكها. وأشارت الصحيفة إلى أن من بين عمليات الشراء صفقة سندات تقدر بمليار دولار ل 21 ألف شقة في مدن "صن بلت" بالولاياتالمتحدة، فضلا عن شرائه حصة قيمتها 2.2% من شركة صناعة السيارات العملاقة ديملر كرايزلر قيمتها مليار دولار. كما أبرمت الإمارات صفقات شراء ضخمة في دول أخرى خلال العام الماضي، من بينها صفقة ب 1.5 مليار دولار للسيطرة على مجموعة "توسو" البريطانية التي تمتلك متحف الشمع الشهير. وذكرت شبكة الجزيرة الإخبارية أن أنباء قد وردت الخميس الماضي عن صفقة جديدة دفعت إدارة الرئيس جورج بوش إلى التدقيق فيها بسبب مخاطرها الأمنية، وهي امتلاك مشاريع في جورجيا وكونكتيكيت تصنع مكونات دقيقة تستخدم في محركات الطائرات والدبابات. وتحدثت واشنطن بوست عن أنباء أثارت الترحيب وهي امتلاك مجموعة دبي للاستثمار قبل أشهر لفندق إسكس هاوس في مانهاتن، ووعدها بإنفاق 50 مليون دولار على تجديده. ولكن يبدو أن العنصرية ضد كل ما هو عربي لدى بعض الساسة الأمريكيين سوف تلعب دور في وجه الإستثمارات العربية المتنامية بالولاياتالمتحدةالأمريكية ففي محاولة لعرقلة صفقة موانئ دبي التي تشمل إدارة منشآت في موانئ أمريكية يحاول عضو بالكونجرس الأمريكي إلحاق تعديل بمشروع قانون بشأن الإنفاق ومن شأن التعديل الذي يطرحه جيري لويس الجمهوري ورئيس لجنة المخصصات بمجلس النواب الأمريكي الدخول في مواجهة مع الرئيس جورج بوش الذي هدد باستخدام حق النقض "الفيتو" ضد أي تشريع يعرقل صفقة الموانئ. وأوضح لويس أنه يعد تعديلا يشكل جزءا من مشروع قانون بشأن نفقات الطوارئ قيمته 70 مليار دولار لحربي العراق وأفغانستان ومبلغ 19.8 مليار دولار للإغاثة من الأعاصير. كما تحدث عن أن العديد من أفراد دائرته وأفراد اللجنة التي يترأسها أعربوا عن قلقهم من "احتمال قيام شركات مملوكة لأجانب بإدارة موانئ أمريكية". وأضاف أنه يعتزم إيجاد الأساس لعرقلة الصفقة محذرا من أنه قد تحدث مواجهة مع البيت الأبيض بشأنها. في حين فند الرئيس بوش مزاعم البعض حول وجود مخاطر امنية مؤكدا أن بواعث القلق ليس لها ما يبررها وأن الأمن في الموانئ سيبقى تحت سيطرة الولاياتالمتحدة. وكانت إدارة بوش أقرت الصفقة في ينايروقالت محكمة في لندن إن الصفقة يمكن أن تمضي قدما. محيط