أعلنت وزارة الداخلية العراقية العثور على جثث 65 رجلا مقتولين بالرصاص في أنحاء العاصمة بغداد خلال ال24 ساعة الماضية. وقال المسؤول بالوزارة الرائد فلاح المحمداوي إنه عثر على الجثث في المناطق ذات الأغلبية الشيعية والسنية على السواء وتشمل، هذه الحصيلة أربع جثث علقت على أعمده الإنارة في مدينة الصدر. ويثير اكتشاف هذه الجثث المخاوف من أن تكون عمليات القتل مرتبطة بتصعيد جديد للعنف الطائفي إثر مقتل حوالي 58 شخصا وجرح مائتين آخرين في تفجيرات سيارات مفخخة وهجمات بقذائف الهاون بمدينة الصدر الأحد الماضي. ومع استمرار التصعيد الميداني أعلنت أستراليا انها لن تحذو حذو بريطانيا في تخفيض عدد قواتها بالعراق. وقال وزير الدفاع الأسترالي بريندان نيلسون إن زهاء 450 جنديا أستراليا يقوموم بحماية القوات اليابانية في جنوب العراق وتدريب القوات العراقية سيتم تكليفهم بمهام أخرى إذا سحبت طوكيو قواتها. وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة الأسترالية أن بلاده ستواصل تدريب قوات الأمن والحكومة العراقية مؤكدا أن القوات الأسترالية ستبقى حتى العام المقبل. وكان وزير الدفاع البريطاني جون ريد أعلن أمام مجلس العموم البريطاني أمس أن لندن ستبدأ في مايو/أيار سحب 800 من جنودها وهو العدد الذي يمثل 10% من إجمالي القوات البريطانية. لكن وزير الدفاع البريطاني استبعد في الوقت الحالي سحب كل القوات البريطانية التي تضم نحو ثمانية آلاف جندي ينتشرون في جنوب العراق. وقال إن لجنة مختلطة تضم الدول الأعضاء في التحالف العسكري الذي تقوده الولاياتالمتحدة وكذا السلطات العراقية, ستجتمع في الأسابيع القادمة لتحدد أي المحافظات يمكن تسليم مسؤولياتها الأمنية للقوات العراقية بشكل كامل. في السياق ذاته ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية نقلا عن مذكرات حكومية داخلية أن مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى حذروا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في وقت مبكر جدا من أن الإستراتيجية الأميركية في العراق تنقلب إلى فوضى كبيرة. وقالت الصحيفة إن جون سويرز المبعوث الخاص لبلير في بغداد بعد غزو العراق في 2003 بعث سلسلة من الرسائل السرية إلى لندن في العام نفسه وصف فيها الإدارة الأميركية التي شكلت في نهاية الحرب بقيادة الجنرال المتقاعد جاي غارنر بأنها فوضى لا تصدق. وفي 11 مايو/آيار 2003 وجه الدبلوماسي البريطاني بعد أربعة أيام من وصوله إلى العراق، رسالة الى مستشاري بلير أوضح فيها أنه لا وجود لقيادة أو إستراتيجية محددة أو تنسيق لدى المسؤولين الأميركيين هناك. من جهة أخرى اتهم الرئيس الأميركي جورج بوش إيران بالضلوع في الهجمات بالعبوات التي تعرض القوات الأميركية في العراق لخسائر فادحة. وقال إن طهران "مسؤولة عن جزء على الأقل من الهجمات القاتلة التي تتعرض لها قوات التحالف, بتزويد المليشيات الشيعية بالقدرة على تصنيع عبوات متفجرة متطورة في العراق". وتوقع بوش مزيدا مما وصفه بالفوضى والمجازر في الأيام والأشهر القادمة بالعراق. وفي السياق قال الرئيس العراقي جلال الطالباني إن "الواجب يقتضي من القوى السياسية أن تستحث الجهود لتشكيل حكومة وتأسيس جبهة عريضة للقوى الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار". واتهم من سماهم الإرهابيين "من التكفيريين والصداميين بالسعي لبث روح الفرقة والاحتراب مستثمرين ثغرات يخلفها أي تلكؤ في العملية السياسية", وتحدث عن لقاءات مبرمجة للأيام القادمة لبحث قضية حكومة الوحدة. وبينما حدد الطالباني الخميس المقبل موعدا لالتئام الجمعية الوطنية بعد أسابيع من الانتظار, قال قادة كتل سياسية من العرب السنة إن هناك "تقاربا أميركيا مع مواقفهم", وتحولا في إستراتيجية واشنطن منذ وصول السفير زلماي خليل زاده وكالات