أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي حمود الموشكي بأن يوم ال22 من مايو 1990م يعد يوماً تاريخياً مجيداً في تاريخ شعبنا اليمني المعاصر, بل وعلى مستوى تاريخ الوطن العربي الكبير, كونها جاءت لتعيد الأمل للأمة في وحدتها وتلاحمها وتحقيق تطلعاتها, لاسيما في ظل ما تشهده من صراعات وانقسامات وحروب وضعف تصب جميعها لخدمة أهداف ومرامي ومخططات القوى الاستعمارية التي تعمل في الوصول لأهدافها عبر أدواتها وركائزها العميلة في المنطقة.. ورغم الانجاز التاريخي بقيام الجمهورية اليمنية إلا أن أعداء اليمن ظلوا يواصلون تآمرهم على الوحدة المباركة التي واجهت منذ اليوم الأول لقيامها جملةً من التحديات والمخاطر إلا أن إرادة الشعب اليمني كانت وما زالت وستبقى أقوى من كل الدسائس والفتن التي تحيكها قوى الشر والعدوان ضد اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله.. وأوضح نائب رئيس هيئة الأركان العامة في تصريح خاص لصحيفة "26سبتمبر" نشرته في عددها الصادر الخميس بمناسبة العيد الوطني ال28 للوحدة اليمنية 22مايو بأن احتفالات شعبنا بهذه المناسبة الوطنية الخالدة تجسد عظمة الإرادة اليمنية الوحدوية الصامدة في وجه أعتى عدوان صهيوأمريكي سعودي إماراتي غاشم يهدف إلى تمزيق اليمن ووحدته والهيمنة على قراره الوطني السيادي وإعادته إلى أزمنة الوصاية الاستعمارية التي دحرها شعبنا في الماضي وانتصر لحريته وكرامته وعزته واستقلاله بعد نضال طويل وكفاح مرير ضد المستعمر البريطاني الغاصب.. وقال: ومما يزيد من أفراح ومباهج شعبنا بهذه المناسبة الوحدوية المباركة أنها تأتي متزامنة مع جملة انتصارات شعبنا اليمني العظيم وجيشه ولجانه الشعبية ضد العدوان الهمجي الغاشم المتواصل على اليمن للعام الرابع, وفي ظل صمود يمني أسطوري في وجه أعتى قوى الشر والاستكبار والطغيان في العالم, وهو الأمر الذي يعطي لهذه الاحتفالات زخماً معنوياً يعكس رسالة الشعب اليمني العظيم لكل الأحرار في هذا الكون بأن اليمن ستبقى واحدة موحدة مهما حاولت قوى الطغيان التدميري الدموي تفتيت وحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي, لأن هذا البلد الحضاري العريق موحد منذ أن خلق الله هذه الأرض وستبقى كذلك حتى يرثها ومن عليها, ولن تستطيع أية قوة في العالم تغيير الجغرافيا أو استبدال الشعب اليمني الأصيل بشعب آخر مهما كانت إمكاناتها وجبروتها وطغيانها, وهذا ما يتوجب على الطغاة وأذنابهم في المنطقة أن يدركوا مثل هكذا معادلة وأن يستوعبوا حقائق التاريخ القديم والمعاصر لليمنيين الذين شيدوا أعظم وأقدم حضارة إنسانية في العالم, وجعلوا من هذه الأرض الطيبة الطاهرة مقبرة للغزاة والطامعين على مر السنين.. وأشار اللواء الموشكي في سياق حديثه إلى أن الشعب اليمني شعب لا يعرف الهزيمة, ولن يخضع ولن يركع إلا لله سبحانه وتعالى, وسوف يواصل صموده ضد الظلم والطغيان الصهيوأمريكي السعودي الإماراتي حتى تحقيق النصر المؤزر, وسيبقى شعبنا حامياً ومدافعاً عن وحدته وسيادته في هذا الموقع الجغرافي الهام الذي يشكل عمقاً استراتيجياً هاماً لمنطقة الجزيرة والخليج وعامل أمن واستقرار حيوي للعالم والمصالح الدولية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وصولاً إلى بوابة المحيط الهندي.. مشيداً في هذه المناسبة الوحدوية المباركة بنضالات وتضحيات شعبنا في سبيل استعادة وحدته في ال22 من مايو 1990م بعد ردح طويل من أزمنة التشطير والصراعات المأساوية بين أبناء الوطن الواحد الموحد, والتي هي نتاج لمخلفات المستعمر البريطاني الغاصب الذي عمل على تمزيق اليمن, وظل جاثماً على صدور شعبنا طيلة 129عاماً قدم خلالها اليمانيون التضحيات الجسام انتصاراً للحرية والاستقلال والكرامة حتى تم دحره من مدينة عدن الباسلة في ال30 من نوفمبر 1967م تطارده لعنات التاريخ وإلى الأبد, وهو نفس المصير الذي تنتظره قوى الاستعمار الجديد أدوات أمريكا في المنطقة التي حشدت جحافلها وسخرت إمكانياتها لخدمة مصالح قوى الشر والاستكبار العالمي في اليمن والمنطقة عموماً.. غير مدركةً بأن شعبنا العظيم وفي طليعته أبناؤه في القوات المسلحة واللجان الشعبية لهم بالمرصاد, وهاهم اليوم يتجرعون مرارة الهزائم والإخفاقات في مختلف جبهات المواجهة في الداخل وفي جبهات ما وراء الحدود.. مكبدين العدوان الغاشم ومرتزقته أفدح الخسائر في المعدات والأرواح, وفي الجوانب الاقتصادية الأخرى وما الإنفاقات المهولة لشراء الأسلحة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول العالم إلا دليل على خسائر هذا العدوان الهمجي الوحشي الذي استخدم الأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً ضد شعبنا, وارتكب أبشع جرائم الحرب ضد الإنسانية بحق نساء وأطفال اليمن, وعلى مرأى ومسمع العالم كله, وفي تحدٍ سافرٍ لكل القيم الدينية والقوانين والأعراف الدولية, ومثل هذه الجرائم البشعة لا تسقط بالتقادم, وسيعمل شعبنا اليمني ومنظماته الحقوقية القانونية على ملاحقة مجرمي الحرب لدى المحاكم الدولية طال الزمن أم قصر, وذلك حق مشروع لليمنيين ضد الطغاة المعتدين وفقاً لنصوص القانون الدولي الإنساني.. وأشاد اللواء الموشكي باهتمام ورعاية القيادة الثورية والسياسية العليا للوطن بمنتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية الأبطال المرابطين في ميادين العزة والكرامة دفاعاً عن اليمن ووحدته واستقلاله, وبما حققته المؤسسة الوطنية الدفاعية من انجازات كبيرة في مجالات تعزيز القدرات الدفاعية لليمن سواءً في الجوانب التدريبية والتأهيلية, أو في مجالات التصنيع الحربي اليمني الذي استطاع بخبرات وطنية تحقيق نجاحات نوعية وتحديث المنظومة الصاروخية التي أصبحت اليوم قادرة في مداها ودقتها تجاوز عاصمتي العدوان الرياض وأبو ظبي وإصابة أهدافها بدقةٍ عالية.. كما أن هناك صناعات عسكرية قادمة ومذهلة نترك الحديث عنها للمرحلة القادمة ولأرض الميدان بإذن الله سبحانه وتعالى.. داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء الأبرار بواسع رحمته وفسيح جناته, والشفاء العاجل للجرحى.. والنصر والمجد والعزة والشموخ لليمن ووحدته المباركة واستقلاله وكرامة شعبه العظيم.