بسبب النظرة النمطية حول المغربيات، والتي تتمثل في خيال البعض، على أنه خطافات الرجال ومياﻻت للزواج بالرجل الخليجي نظرا لماله وقدرته على توفير حياة الرفاه لسعيدة الحظ، وهي الصورة التي دأبت على نقلها بعض اﻷعمال الدرامية العربية عن النساء المغربيات . وفي هذا السياق أشعلت احدى حلقات المسلسل السعودي الكوميدي “ شير شات ” موجة غضب في صفوف مستخدمي شبكات التواصل اﻻجتماعي في المغرب . المسلسل الذي تذيعه قناة “ اس بي سي ” السعودية، خلال شهر رمضان الجاري، دفع بالعديد من المغاربة الى التعبير عن استنكارهم للحلقات التي اعتبروا أنها تحمل اساءة للمرأة المغربية، وأنها تصور المغرب كما لو أنه وجهة للباحثين عن المتعة . ففي الحلقة الرابعة عشر من “ شير شات ” ، يختار سعوديين السفر الى المغرب بعدما أخبروا زوجاتهم أنهم ذاهبون الى قضاء العمرة وليس السفر خارج الوطن، بينما يتوجهون الى عاصمة السياحة في المغرب، مراكش، وذلك بهدف الزواج من مغربيات، فيما يعرف بزواج المتعة . وجرى تصوير عدة حلقات من المسلسل في المغرب، خصوصا في مدينة مراكش التي تعتبر قبلة مفضلة للعديد من العوائل السعودية . واعتبر العديد من مستعملي مواقع التواصل، ما جاء في الحلقات، أنه يصور المغرب كوجهة للباحثين عن المتعة الجنسية أو كسوق للنخاسة، حيث يستأجر أبطال العمل، احدى الفلل، وذلك عمﻼ بنصيحة امرأة مغربية تقلهم بسيارتها، على اعتبار أن الفيلا المفروشة أقل كلفة من حجز الفندق، وهناك سيجدون العديد من الفتيات في انتظارهم . ومن بين مجموعة من التغريدات والتدوينات سواء على تويتر او فيسبوك، جاء في احداها لمغردة مغربية تدعى “ ليليث ” أن العمل الكوميدي يصور المغرب كأنه سوق ل ” النخاسة ” أو “ للجواري .” ومن الجوانب التي أغضبت البعض، هي تصوير المسلسل، اﻷمر على أنه جرى باتفاق مع اﻷسر المغربية واستهداف أسر البوادي، بحسب آراء المغردين . وتساءلت “ ليليث ” قائلة : كيف يسمح بتصوير حلقات مسلسل بهذا السيناريو على أرض الوطن .” وظهر في احدى حلقات المسلسل، مغربياً يناقش مسألة الزواج مع الزائرين السعوديين بداخل الفيلا حيث سيختاران من بين مجموعة من الفتيات يتم عرضهم عليهم بشكل جماعي . غير أن العمل كما يبدو، لم يثر غضبا فقط في المغرب، وانما أغضب أيضا بعض السعوديين الذين رأوا فيه اساءة وتنميطا للمواطن السعودي واظهاره كما لو كان شغله الشاغل ينحصر في المتعة والبحث عن زوجات، وفي هذا اﻻطار، قال أحد السعوديين أن المسلسل يحمل “ إساءة إلى السعوديين قبل المغربيات، فليس كل السعوديين بهذه اﻷخلاق الدنيئة وليست كل المغربيات بهذا الرخص .. ﻻ مجال للتعميم .” وبينما رأى معلق مغربي أن المسلسل لم يصور سوى جانب من الواقع المغربي، اعتبر آخر أن اللوم ﻻ يقع على الدراما السعودية، بما أن المخرج المغربي المثير للجدل، نبيل عيوش قد كان سباقا للترويج الى صورة أفظع بكثير، في اشارة الى الفيلم السينمائي المغربي “ الزين لي فيك ” الذي تدور أحداثه حول استغلال النساء الفقيرات في الدعارة والذي كان جرى تصويره أيضا في مراكش