عاد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى قاعة المحكمة يوم الاربعاء واتهم مباشرة وزارة الداخلية بقتل وتعذيب الاف العراقيين في تعليقات قد تذكي التوترات الطائفية في البلاد. وواصل صدام نبرته المتحدية بعد يوم من اعلان المحكمة انه سيحاكم عن تهم جديدة بارتكاب قتل جماعي ضد الاكراد في أواخر الثمانينيات. وربما يمثل صدام قريبا أمام المحكمة في الشهر المقبل في محاكمة ثانية من المحتمل ان تقود لعملية قانونية طويلة ومعقدة في بلد يريد معظم مواطنيه طي صفحة الماضي الدموي والتطلع لمستقبل بلا معارك دموية طائفية. ويبعث سياسيون ومسؤولون قضائيون عراقيون رسائل متباينة بشان ما اذا كان سيتم اعدام صدام في حالة ادانته في قضية معينة او ستجرى محاكمته بتهم جديدة أولا. وبدا الرجل الذي كانت كلمته قانونا في العراق رابط الجأش وابتسم من ان لاخر وهو يرواغ في تنفيذ قرارات القاضي لمنعه من القاء خطب سياسية. وقال صدام حسين لحسين الموسوي ممثل الادعاء "اذا انت راغب في وضع الحوت في الشبكة ولا اعتقد ان لديك مصلحة في هذا وعليه يجب ان تقول الحقيقة." واضاف "صبرك علي قليلا.. انا اكبر منك عمرا ومنصبا وتاريخا وصدري لم يضيق بك او اي عراقي عندما كنت رئيسكم." ورفض صدام طلب القاضي توقيع وثائق وقال ان محكمة دولية وحدها التي يمكن التي تكون عادلة وادان وزارة الداخلية عند استجوابه لاول مرة. وقال صدام ان وزارة الداخلية هي الجهة التي تقتل الالاف في الشوارع وتعذبهم منتقدا الوزارة التي يهيمن عليها الان الشيعة والمتهمة بادارة فرق اغتيالات تستهدف العرب السنة الذين كانوا يهيمنون على السلطة وقت حكمه. واضاف الرئيس السابق بعد ان قاطعه القاضي "لا يجوز للخصم ان يفصل في دقة الموضوع...اذا انت تخاف من وزير الداخلية فهو لا يخوف كلبي." وقال صدام "انا اتكلم كحقي كمواطن وليس كرئيس دولة.. المفروض ان تلجأ (المحكمة) الى جهة دولية محايدة...وليس الى جهة خصم بل عدو (وزارة الداخلية)." يعتبر وزير الداخلية العراقي بيان جبر شخصية مكروهة من جانب السنة الذين يتهمونه بشن حرب طائفية ضدهم والسماح للميليشيات الشيعية ان تدير فرق اغتيالات. وينفي جبر هذه الاتهامات. وكان صدام المتهم الوحيد في قاعة المحكمة. وشكك الرئيس العراقي المخلوع خلال جلسات محاكمته السابقة في شرعية المحكمة ودعا العراقيين الى مقاومة قوات الاحتلال الامريكية. وبعد ان رفض رئيس القضاة رؤوف عبد الرحمن تصريحات صدام بأن المحاكمة تجري في ظل الاحتلال أشارت محامية في فريق الدفاع عبر قاعة المحكمة الى امريكي.. وهدد عبد الرحمن بحبسها لمدة 24 ساعة ثم اغلق أجهزة الصوت عندما بدأ صدام في تلاوة اشعار. ولكن القاضي عاد وأمر باخراجها من القاعة حينما قاطعت مشيرة الى ما يلاقيه السجناء العراقيون في سجن أبو غريب. ويحاكم صدام وسبعة معه بالتورط في قتل 148 شيعيا في الدجيل اثر محاولة لاغتياله عام 1982. وقال انه تصرف في اطار القانون ضد اناس حاولوا قتله. وكان المدعون يأملون ان يصدر حكما سريعا في قضية الدجيل لان التهم أقل تعقيدا من غيرها مثل الابادة الجماعية. ولكن اعترضت القضية عقبات من بينها استقالة رئيس المحكمة وقتل اثنين من محامي صدام. واعلنت المحكمة الخاصة التي تحاكم صدام يوم الثلاثاء انه سيحاكم بتهمة جديدة هي القتل الجماعي لاكراد يتهمونه بقتل اكثر من 100 الف وتدمير الاف القرى في اواخر الثمانينات فيما يعرف باسم حملة الانفال. وحضر صدام جلسة يوم الاربعاء بقميص ابيض وبذلة داكنة. ودخل صدام في جدل مع القاضي الذي اثار شكوكا بشأن نزاهته لانه كردي من قرية حلبجة حيث اتهمت قوات صدام بقتل خمسة الاف شخص في هجوم بالغازات السامة في عام 1988..واشار صدام بتهكم الى عبد الرحمن مستخدما عبارة "يا استاذ رؤوف"..وقال عبد الرحمن "انا القاضي هنا". ورد صدام بقوله "انني غير متأكد من هذا. واحتاج ان اتأكد." وتحدى صدام كبير المدعين مرة اخرى حين سُئل عن الجثث التي عثر عليها عقب حملة الدجيل "لا تعرض علي الجثث انا لست مدير مقبرة."