الاضواءنت:(رويترز) - استؤنفت محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتهمة قتل 148 شيعيا قبل أكثر من عقدين يوم الاربعاء وبعد بدء جلسة المحاكمة بقليل اتهم صدام وزارة الداخلية العراقية بقتل وتعذيب الاف العراقيين في تعليقات قد تذكي التوترات الطائفية في البلاد. وقال صدام ان الوزارة هي الجهة التي تقتل الالاف في الشوارع وتعذبهم مستمرا في نبرة التحدي بعد يوم من إعلان المحكمة انه سيحاكم عن تهم جديدة بارتكاب قتل جماعي ضد الاكراد في أواخر الثمانينيات. ويمكن ان تبدأ محاكمة صدام في هذه القضية الشهر المقبل. ومع بداية الجلسة الثامنة عشرة للمحكمة الجنائية التي تحاكم الرئيس العراقي السابق في قضية الدجيل رفض صدام طلب القاضي رؤوف عبد الرحمن تقديم نموذج لتوقيعه متهما الجهة التي تتعامل في القضية بعدم الحيادية. وقال صدام مبينا اسباب رفضه تقديم نموذج لتوقيعه "الموضوع ليس رفض.. اذا ارادت هيئة المحكمة ان تعرف الحقيقة يفترض ان تلجأ الى جهة دولية حيادية...وليس الى جهة مرتبطة بناس تقتل الناس بالالاف بعد ان تقوم بتعذيبهم مثل وزارة الداخلية او ما تسمى بوزارة الداخلية." وهاجم صدام وزارة الداخلية العراقية التي يهيمن عليها الان الشيعة والمتهمة بادارة فرق اغتيالات تستهدف العرب السنة الذين كانوا يهيمنون على السلطة وقت حكمه. واضاف الرئيس السابق بعد ان قاطعه القاضي "لا يجوز للخصم ان يفصل في دقة الموضوع...اذا انت تخاف من وزير الداخلية فهو لا يخوف كلبي." وقال صدام "انا اتكلم كحقي كمواطن وليس كرئيس دولة.. المفروض ان تلجأ (المحكمة) الى جهة دولية محايدة...وليس الى جهة خصم بل عدو (وزارة الداخلية)." ويعتبر وزير الداخلية العراقي بيان جبر شخصية مكروهة من جانب السنة الذين يتهمونه بشن حرب طائفية ضدهم والسماح للميليشيات الشيعية ان تدير فرق اغتيالات. وينفي جبر هذه الاتهامات. وقال شاهد عيان من رويترز ان صدام كان المتهم الوحيد في قاعة المحكمة. وشكك الرئيس العراقي المخلوع خلال جلسات محاكمته السابقة في شرعية المحكمة ودعا العراقيين الى مقاومة قوات الاحتلال الامريكية. وبعد ان رفض رئيس القضاة رؤوف عبد الرحمن تصريحات صدام بأن المحاكمة تجري في ظل الاحتلال أشارت محامية في فريق الدفاع عبر قاعة المحكمة الى امريكي. وهدد عبد الرحمن بحبسها لمدة 24 ساعة ثم اغلق أجهزة الصوت عندما بدأ صدام في تلاوة اشعار. ويحاكم صدام وسبعة معه بالتورط في قتل 148 شيعيا في الدجيل اثر محاولة لاغتياله عام 1982 . وقال انه تصرف في اطار القانون ضد اناس حاولوا قتله. واعلنت المحكمة الخاصة التي تحاكم صدام يوم الثلاثاء انه سيحاكم بتهمة جديدة هي القتل الجماعي لاكراد يتهمونه بقتل اكثر من 100 الف وتدمير الاف القرى في اواخر الثمانينات فيما يعرف باسم حملة الانفال. وحضر صدام جلسة يوم الاربعاء بقميص ابيض وبذلة داكنة. ووجه صدام أصبعه وحديثه في غضب الى جعفر الموسوي كبير المدعين بعد ان قاطعه قائلا انه هو الذي جعله محاميا بعد ان كان مجرد جندي. ودخل صدام في جدل مع القاضي الذي اثار شكوكا بشأن نزاهته لانه كردي من قرية حلبجة حيث اتهمت قوات صدام بقتل خمسة الاف شخص في هجوم بالغازات السامة في عام 1988 . واشار صدام بتهكم الى عبد الرحمن مستخدما عبارة "سير رؤوف". وقال عبد الرحمن "انني القاضي". ورد صدام بقوله "انني لا اعرف. علي ان اتأكد." وذكر صدام المحكمة بمحاولته اغتيال الرئيس العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم في بغداد في عام 1959 . وفر من البلاد بعد ان اصيب في ساقه وهي من الروايات البطولية التي تناقلتها اجيال من مؤيديه