سياسة التجويع الممنهجة أقذر أنواع الحروب العدوانية الإجرامية التي تمارسها قوى الاستعمار والهيمنة العالمية بهدف إذلال وإبادة الشعوب الحرة، وأسوأ أشكالها ما يتعرض له شعبنا من قبل المعتدين الأمريكان والصهاينة وأدواتهم الممولة والمنفذة بني سعود وزايد، فهم لم يتركوا وسيلة إجرامية إلا واستخدموها وجميعها أمام صمود شعبنا فشلت، ليأتي رهانهم على الحرب الاقتصادية التي بدأت بالحصار الظالم والجائر براً وبحراً وجواً، وكانوا مع كل هزيمة عسكرية وسياسية وإعلامية يصعدون في حربهم الاقتصادية على اليمنيين علهم يحققوا ما عجزوا عنه بطائراتهم وأسلحتهم الفتاكة والمحرمة دولياً عبر الحرب الاقتصادية، فكان نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن، وطبع مليارات الريالات دون غطاء من العملات الصعبة، ونهب الموارد النفطية والغازية وصولاً إلى التلاعب بسوق الصرف للعملات الأجنبية من خلال الدفع بعملائهم ومرتزقتهم إلى شرائها من الأسواق بالمليارات المطبوعة في روسيا وبما يؤدي إلى سقوط العملة الوطنية ووقف استيراد المواد الأساسية الضرورية لحياة اليمنيين الذين كانوا أصلاً في غالبيتهم العظمى يعيشون تحت خط الفقر قبل العدوان بفعل السياسة الإجرامية للنظام السعودي الذي كان يمارس هيمنته عبر أدواته في الحكومات السابقة، بحيث أصبح موظفو الجهاز الإداري للدولة ومنتسبو القطاع العام من الفئات المسحوقة بسبب ذلك الفساد الممنهج، فكانت المعادلة بين قطبين غناء فاحش وفقر مدقع، وجاء العدوان وهو واثق أن هذه الأوضاع وما أنتجته من إفرازات وتداعيات ستحقق له نصراً سهلاً فكانت هزيمته أمام صمود شعب وجيش ولجان شعبية تعي سبب المأساة الحقيقية للشعب اليمني المتمثلة بالهيمنة والوصاية الأمريكية السعودية.. وهنا تصبح مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين بعد مصادرة البنك المركزي اليمني هدفاً لهم بغية إركاع وإخضاع الشعب اليمني المؤمن المدرك بأن الركوع لغير الله مذلة، وأن النصر على هذه القوة الباغية آت لا ريب فيه مهما بلغ أعداء هذا الشعب في الداخل والخارج عتواً ونفوراً، فنحن نعرف أن أدواتهم الداخلية وسلطة المبادرة الخليجية جاءت بهدف تنفيذ مخطط العدوان على اليمن مقابل المال النفطي القذر بغية إبادة الشعب وتدمير اليمن وتقسيمه إلى مناطق نفوذ لأدوات الهيمنة العالمية بواجهات سعودية- إماراتية وتحويل ما تبقى منه إلى كنتونات متناحرة، والاستحواذ على ثرواته والسيطرة على موقعه الاستراتيجي الحيوي وهو ما بات اليوم مدركاً من أبناء شعبنا بعد أربع سنوات من العدوان في جنوب الوطن وشماله وشرقه وغربه، ليس هذا فحسب، بل ويعرف العالم كل هذه الحقائق. ويبقى التأكيد هنا أن شعبنا الذي صبر وصمد أمام هذه الحرب الشاملة وصنع انتصارات أشبه بالمعجزات سوف يواجه الحرب الاقتصادية بمزيد من الاصطفاف والتكاتف والتضامن والتلاحم وسيحرق آخر ورقة يلعبها تحالف الإجرام، ويلقي بآل زايد وبآل سعود في جحيم أفعالهم التي تجاوزت كل الحدود!!.