العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    ميسي يصعب مهمة رونالدو في اللحاق به    الهلال يستعيد مالكوم قبل مواجهة الاتحاد    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البذخ في الزواج مباهاة تنافي الدين:تكاليف حفل الزفاف تنهك العريس اليمني
نشر في 26 سبتمبر يوم 09 - 10 - 2018

يولي المجتمع اليمني اهتماماً كبيراً بالأعراس والتي شرعت دينياً لإشهار الزواج، وكانت حفلات الزفاف في الماضي تقام لها ليال وأيام، أما اليوم فهذه التقاليد وإن قلّت عدد أيامها بليلتي الحنة والزفاف، إلا أنها لا تخلو من تفاصيل أسطورية.
الكثير من الشباب اليمني يعانون من عدم قدرتهم على توفير تكاليف الزواج التي تتراوح في المتوسط ما بين 7.000 إلى 20.000 دولار.
فقد أصبحت تلك التفاصيل المادية الخاصة بالزواج عرفا لا يمكن الفكاك منه، حتى أضحت العقبة الكبرى في إتمام الكثير من الزيجات، بل وكانت السبب الرئيس في تزايد أعداد العانسين والعوانس، حتى وصلت هذه الأعداد إلى الملايين بما ينذر بحدوث كوارث اجتماعية لا حصر لها ..
تحقيق: نبيل بريه السياغي- عبدالحكيم الجنيد
الموقف الإسلامي الرافض للمغالاة في المهور حث على أهمية الاعتدال في تكاليف الزواج، والابتعاد عن التباهي والتفاخر الذي يتعارض مع قيم الإسلام الآمرة بالتواضع وعدم التعالي، وضرورة اتباع منهج الرسول الكريم الذي كان نموذجا في بساطته وقناعته.
الإسراف في حفل الزواج سبب لتعاسة الازواج
وكان للشيخ عبدالرحمن الاكوع أمين شرعي هذه المشاركة حيث قال:
إن الإسلام شرع الزواج لأهداف وفوائد عظيمة على الفرد والمجتمع وقد تقدمت في مجتمعنا عقبة من العقبات التي تحول بين الشباب والزواج وهي ظاهرة المباهاة والتفاخر والإسراف في حفلات الزواج وجعلها محلا للمفاخرة بين أفراد المجتمع، لذا فإنني أوصي أولياء أمور الفتيات بعد اختيار الزوج صاحب الدين والخلق لابنته أوصيه بتسهيل وتيسير الزواج للشاب المتقدم لابنته فمشروع المهور الهدف من تحقيقه اقتداء بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث قال: «أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة» وقال لرجل يريد الزواج «التمس ولو خاتماً من حديد».
وليعلم والد الفتاة وولي أمرها أن طلب المهر الكثير من خاطب ابنته والإسراف في حفل الزواج سبب لتعاسة ابنته بعد الزواج وربما تكون سبباً في خلافتهما، حيث إن كثيراً من الشباب عندما يريد الزواج وبسبب التكاليف يلجأ إلى إثقال كاهله بالدين وفي ذلك خطر على الحياة الزوجية بسبب قلة البركة الحاصلة من المبالغة في المهر وإسراف الحفلات ولا يفارقه الدين فهو هم في الليل وذل في النهار فتسوء حاله ويتأثر نفسيا وربما لا يستطيع تلبية طلبات زوجته مستقبلاً وربما جعلها السبب الرئيسي لذلك الهم فلا يعيش حياة سعيدة وربما أدى ذلك إلى طلاقها .
فليتق الله أولياء أمور الفتيات فيمن تحت ولايتهم وفي شباب المسلمين بالحد من الإسراف في الزواجات وتحذير الناس من الوقوع في مثل ذلك.
موقف المجتمع
محمد حفيظ -احد العرسان يقول:
لا اعتبر ان مراسم حفل الزفاف ملزمة بالنسبة لي فهي ترجع بالأرجح على قناعة الشاب فهو صاحب القرار في الاول والاخير فباستطاعته ان يلغي تلك المراسيم الخاصة به او عليه القيام بها اذا كان ميسور الحال .
واضاف حفيظ ان هناك ايضا حلولاً اخرى يمكن القيام بها مثل اقامة عرس جماعي يتم من خلاله تقاسم كلفة مراسم الزواج بين شخصين او أكثر مما يساهم في التقليل من تلك التكاليف .
عائشة محمد -طالبة جامعية:
هي فرحة العمر بنسبة لي ومن الضروري ان يحتفل بها الشخص على قدر الإمكان فمن حق كل فتاة أن تطلب حفل زواجها كما تراه وتتمناه لأنها ليلة العمر، وكل فتاة لها أحلامها وأمانيها ولو كتب الله ليّ الزواج فلن أكون أقل من سابقاتي وسأختار فستان زفافي غالياً لأنني أفضل دائماً الشيء الأجمل والأغلى، إن ليلة الزفاف هي أهم وأروع ليلة بالنسبة للفتاة، لذلك فهي تبذل كل ما تستطيع لتجعلها مميزة وإن كانت حالتها المادية لا تسمح لها بذلك وتضيف إن الغيرة الشديدة والمنافسة بين الفتيات، هو ما جعل هذا الأمر بمثابة ظاهرة اجتماعية.
احمد السامعي -طالب جامعي يقول:
حفل الزفاف هي اجمل فرحة ومن الضروري الاحتفاء بها قدر الامكان فهي جزء اساسي من عاداتنا وتقاليدنا ومن الضروري ان تكون مكتملة من جميع النواحي، فأنا احب تلك الطقوس والعادات التي نشأنا وترعرعنا عليها ولا تكتمل الفرحة إلا بتلك الطقوس والعادات.
واضاف رغم الوضع الاقتصادي الصعب إلا ان اليمن لاتزال في خير، ولازالت الاعراس تقام في صنعاء بحسب الحالة المادية لكل اسرة .
وتقول احلام سعيد -متزوجة منذ عام:
إن الفتاة مثل غيرها من الفتيات تريد كل شيء جميل عند زواجها فتكثر طلباتها لأنها مقبلة على حياة جديدة وشخص غريب تريد أن تظهر أمامه بكل جميل وجديد، فكم مرة تصبح الفتاة عروساً؟ فهي مرة واحدة فقط، وإن تكررت فليس لها المذاق الأول، إنها عروس فلماذا لا تريدونها إن تطلب وتتمنى؟!
ايمان السامعي -وهي شابة في مقتبل العمر:
لاشك بأن تكون رغبة اي فتاة في عمل حفل زفاف فاخر ولكن بحدود المعقول ويجب أن يتلاءم مع مستوى وإمكانيات الشاب، لأنه سيكون شريك العمر فيجب أن تكون هناك رحمة بينهما، كما أن البهرجة والتكلف ليسا شرطاً لحفل الزواج الفاخر، فمن الممكن أن يقام حفل رائع للزواج من خلال إعداده بشكل بسيط وراقٍ في الوقت نفسه، ونستطيع أن نحقق فرحة الفتاة بهذه الليلة من خلال استخدام خامات بسيطة وغير مكلفة، فهناك العديد من حفلات الزواج التي تتكلف مبالغ مرتفعة دون أن نستشعر بها أي ذوق أو جمال.
وتضيف قائلة إن الأهل لديهم دوراً كبيراً في الحد من هذه الظاهرة، لكن أعود لأقول إن الفتاة إذا كانت مقتنعة بالشاب الذي تقدم لها فيمكنها أن تقنع أهلها بضرورة التخفيف عنه وهناك أمهات عاقلات ومتفهمات لهذه الأمور، ويتعاملن بحكمة وحنكة من أجل أن تسير الأمور بخير وسلام، كما أن علاقة الأم ببنتها يكون لها تأثير كبير على تذليل الصعاب وحل المشكلات، فالأم قد تؤثر بكلمتها على مسار الأمور وهي التي توصل كلمة ابنتها للأب، إذا المسألة مثل سلسلة الحلقات المتشابكة والتي يتأثر كل منها بالآخر. وأنا واحدة من الفتيات اللواتي يتمنين لعرسهن أن يظهر بشكل لائق وجميل لكن أن يكون ذلك في حدود المعقول والمتاح، لا أن نحمل الشاب فوق طاقته.
عبدالمجيد الذماري يقول:
اصبحت الاسعار مرتفعة جدا هذه الايام مما ألقت عبئا ثقيلا على كاهل المواطن اليمني وخصوصا الشباب المقبل على الزواج، الا القليل من الشباب الذي لديه القدرة على تكاليف الزواج اما وان يكون الشاب من اسرة غنية ولديه ارث او من يحالفه الحظ ويذهب للغربة من اجل ان يستطيع توفير تكاليف الزواج ،وبنسبة لمعظم الشباب حتى وان توافرت له فرصة عمل في اليمن لا يستطيع توفير تكاليف الزواج او التكاليف المتعلقة بحفل الزواج لان نسبة الدخل تكون ضئيلة جدا بالكاد ان تكفي لسد رمق الجوع فقط.
ومن المؤسف ان التخلف والجهل وجشع بعض الآباء والامهات يسبب عائقا كبيرا في تسهيل الزواج .
ابتهال قائد- طالبة جامعية تقول:
تكاليف الزواج والأعراس والمبالغة في الاحتفال بها سعادة العروس ليست بكثرة ما تنفق من أموال للاحتفال بعرسها، غير أن المدعوين أو المعازيم هم المستفيد الوحيد من حفل الزواج وهم أكثر من يهنأ به، فالحفل يقام لهم وليس للعروس أو زوجها، ثم في النهاية يخرج المدعوون من قاعة الحفل بعدد من الانتقادات والقيل والقال، ومهما كان مستوى حفل الزواج فإنه لا شيء يعجبهم أبداً، لذلك فإنني أرى من الأفضل، أن انفق هذه الأموال على نفسي بدلاً من أن أنفقها على أشخاص قد ينتقدونني أو ينتقدون هذا الزواج.. فالحياة الزوجية لا تكون في هاتين الساعتين وقت الحفل، بل الزواج هو الأيام التي تأتي بعد ذلك، وهو كل العمر، ولا أنكر أن كل فتاة تحب أن تفرح وتهنأ بيوم عرسها وتبدو بأكمل صورة، ولكن ما فائدة أن تفرح يوماً واحداً ثم تتحسَّر بقية سنوات زواجها حينما ترى زوجها يسدد ديون حفل الزواج لسنوات وسنوات.
ويتحدث الشاب فؤاد الكحلاني :
المهر وما يصاحبه من هدايا للزوجة وأمها وأقاربها في بعض الأسر تثقل كاهل الزوج خاصة إذا كان من ذوي الدخل المحدود ولا يملك المبالغ الكافية لهذه التكاليف والأزواج يحتاجون بعد زواجهم إلى سكن خاص، وإلى توفير الخدمات الضرورية في سكنهم، فإذا أراد شابٌ أن يقدم على الزواج ونظر إلى هذه الصعوبات والعقبات فإنه يحجم عن الزواج ويرجئه إلى المستقبل، أملاً أن يحقق مبتغاه ومراده.
ويضيف: الواقع يشهد بأن الزواج أصبح مجرد تظاهرة احتفالية، ليس لإبراز ما عند الناس فقط، بل للتباهي بما لا يملكون. وأيضا هناك الملابس الباهظة الثمن التي يعجز بعض الآباء أن يوفرها لبناته أو الزوج لزوجته، والسبب في ذلك مجاراة الموضة والمظاهر الجديدة، وهذا ما يثقل كاهل الآباء والأزواج فلماذا لا تقتصر حفلات الزواج عندنا على الأقارب فقط، وتقام داخل البيوت، حتى نسلم من تلك المبالغ التي تذهب بكل ما يجمعه الرجل.. علينا ان نكتفي باختيار الاشياء المهمة فقط و كذلك حرصنا الحصول على السعر المناسب ، ونقوم بتحضير الاساسيات لمراسم الزفاف والابتعاد عن الكماليات والبذخ .
ويجب ان نبتعد عن المفاخرة بأسعار صالات الاعراس والفرق الموسيقية، و ينبغي على العروس والعروسة الاكتفاء بيومين فقط للاحتفال بالعرس حتى تكون تكاليف العرس منخفضة.
من ناحية أخرى يقول الشاب وليد محمد :
هناك البعض الذي يهدف من وراء البذخ إلى إظهار نوع من المجاهرة بالخطأ الذي لا يعترف به.. المشكلة أن اعتيادنا على الخطأ يجعله صواباً بفعل الاعتياد على حضوره أو ممارسته.
حفلات الزواج لدينا ليست إلا عبارة عن احتفال بالمظاهر الكاذبة وأدق تصوير على ذلك النساء اللاتي يتنافسن لحضور حفل الزفاف وتصرف الأموال الطائلة لأجل بضع ساعات.
الآثار السلبية
في حين تناولتها منال الطاهش من الزاوية الاجتماعية والآثار السلبية المترتبة على ارتفاع تكاليف الزواج، والتي كان أهمها أن الكثير من الشباب أحجموا عن الزواج واتجهوا لسلوك سبل أخرى، بعضها غير مشروعة، أودت بهم إلى مهالك دنيوية وأخروية، بينما بقيت الكثيرات من الفتيات في حالة انتظار لمن يطرق أبوابهن لطلبهن للزواج دون جدوى، بل إن هناك ما هو أسوأ فهذه التكاليف الباهظة للزواج قد تكون فيما بعد حاجزا بين الزوجين طيلة زواجهما، إذا لم يغفر الزوج أبدا لزوجته تلك الاشتراطات المادية التي فرضها أهل زوجته عليه أو فرضتها هي نفسها عليه لأجل إتمام هذا الزواج، فكان الواقع عكس ما أراده أهل الزوجة أو أرادته هي من هذه المغالاة في الكلفة إذ إن الكثيرين وللأسف الشديد يظنون أن ذلك مما يرفع قدر الزوجة في عين زوجها ويدفعه للحرص عليها انطلاقا من القول بأن ما أخذ بالغالي لا يتم التفريط فيه بسهولة.
موقف الوالدين
وتقول أم احمد:
الناس أصبحوا يتنافسون فيما بينهم، بهذه المظاهر المكلفة على المفاخرة في حفلات الزفاف وكذلك المغالاة في المهور فقد اصبحت هذه الايام ثقافة دخيلة على المجتمع فيتجه للأسف معظم الاباء والامهات الى البحث عن الزوج الثرى حتي ولو كان على حساب سعادة ابنائهم وكذلك بعض الشابات أصبحن ترفض الشاب المثقف الفقير وترضى بالزواج من الثري بغض النظر عن فارق السن او الثقافة او اي ميزات اخري ويرجع ذلك لرغبة في المفاخرة والتباهي بحفل الزفاف الذي سيقام بأفضل الاماكن وافضل المراسم بينما الاسلام والرسول حث على من ترضون دينه وخلقه .
فللأسف اصبحت المفاخرة والتباهي شرط اساسي من شروط الزواج فقد اصبح اليوم مفهوم الزواج بنسبة لبعض الفتيات تباهيا وتفاخرا بما يقدم الزوج من مجوهرات وحلي وغيره من متطلبات وترتيبات الزواج وسباق بين الفتيات بعمل حفل زفاف فاخر بدون تفكير بعكس ثقافة بعض الشباب الباحثين عن الستر فتقوم بعض الفتيات بإلزام الوالدين على الاستدانة من اجل اقامة حفل زفاف فاخر يرضي رغباتهن اذ لم يكن العريس ميسور الحال .
واضافت من الواجب ان يراعي ميسورو الحال مشاعر الفقراء والمحتاجين وخصوصا هذه الايام التي تستوجب علينا التراحم والتآخي بيننا، فالوضع الاقتصادي يواجه تراجعا مريبا وتدني مستوى الدخل لدى الفرد وارتفاع جنوني للأسعار مما شكل عبئا ثقيلا على المواطن اليمني .
وعن دور الأمهات في دفع فتياتهن إلى البذخ والحرص على المظاهر ترى الأستاذة خولة قحطان:
أن ليس كل الأمهات دورهن واحد تجاه زواج فتياتهن فترى إن بعض الأمهات لهن دور إيجابي والبعض دورهن سلبي فبعضهن يدفعن ويغرسن في فتياتهن حب القناعة وحب البساطة وعدم الإسراف ويعلمن فتياتهن أن المقصد المقدس من الزواج هو الستر والعفاف فبالتالي تنشأ الفتاة همها فقط زواج ميسر مبارك من عند الله جاعلة شعارها «أعظم النساء بركة أيسرهن مهوراً» أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعض الأمهات وللأسف يسعين وينسجن خيوطاً معقدة حول زواج ابنتها يشترطن شروطاً لا طائل لبعض الشباب بها ولا هدف لها سوى أن يصبح زواج بناتهن من أعظم الزوجات تهذي به الألسن وتعجب به الحاضرات وتعجز عن تصديق وصفه الآذان ويصبح هذا الحفل حديث الناس ليلاً ونهاراً، وربما يكون هدفها تقليدا لإحدى جاراتها أو إحدى قريباتها عند تزويجهن لإحدى بناتهن وربما لا يكون للأم أي دور، بل الدور قد يكون للفتاة.. ففي زماننا هذا أصبحت الفتاة تشترط وتتحكم دون مراعاة وتطلب من الزوج أمورا قد تكون صعبة جداً وهمها الوحيد المفاخرة وتريد أن يصبح زواجها معجزة هي وحدها وهكذا كل فتاة تريد أن تفعل ما عجزت عن فعله الأخرى ويكون الضحية الشاب وكل هذا بالطبع لا داعي له، وهذه الفتاة لو فكرت جيدا وقدرت الأمور لكان همها أن يكون زواجها جميلاً لكن ليس بالإسراف بل بتجميع الأحباب والأقارب حولها وتوفيقها مع زوجها وبمنة الله عليها والستر فكم من فتاة تتمنى هذه اللحظة لو تدفع هي مهرها.
وكان للأستاذ شرف محمد على هذه المداخلة حيث يقول:
من الأسباب في رفع تكاليف الزواج عنصر المباهاة حيث كل من ينوي الزواج يبدأ في التفكير في أن يكون حفله أفضل من حفل فلان، وأن تفكر المرأة في أن يكون لبسها هي و بناتها وزينتها أفضل مما ظهرت به فلانة، وأن تكون الصالة أفضل من الذي تزوجت فيه صديقتها والعنصر الآخر هو محاولة التقليد، فالكل يحاول تقليد من هو أعلى منه من حيث الإمكانات المادية، ولكن الذين لا يملكون مثل هذه الأموال الطائلة تبهرهم مظاهر زواج الآخرين فيحاولون تقليدها ليخرجوا بعد ذلك بحسرة ضياع مدخراتهم وأثقال كاهلهم بالمديونيات ولقد أصبحت النساء يجارين بعضهن البعض، فعندما تأتي حفلات الزواج وغيرها من المناسبات، تبدأ النساء بمطالبة الأزواج بشكل مستمر حتى تخلو جيوبهم وينفد كل ما معهم، وليت النساء يقفن عند ذلك، بل يطلبن المال وهن يقلن (هل من مزيد)، وبعض الزوجات قد تصر على زوجها أن يقترض لكي يحقق لها ما تريد.
وتقول أم ملاك :
التقليد الأعمى والضغوط التي تفرضها علينا بناتنا من الأسباب التي تجبر الأم على الإسراف، فكل فتاة تريد أن يكون زواجها مميزاً وعذرها لماذا لا يكون زواجي مثل زواج صديقتي في تلك القاعة الراقية وهل أنا أقل منها؟ وهكذا ولكننا كأمهات ننادي بالاقتصاد في المشتريات وتكاليف الأفراح وجعل حفل الزفاف عائلياً ولكن نظرة المحيطين والمجتمع أقوى ونحن كأمهات نطلب من وسائل الإعلام من صحافة وتلفاز ومن أئمة المساجد أن يركزوا في خطبهم وبرامجهم على الحث على الاقتصاد وعدم الإسراف .
الحاج علي المطري من أبناء صنعاء، يقول:
نحن في صنعاء لنا تقاليد معقدة، وعندما نحتفل بعرس الفتاة نكون ملزمين لها بمبلغ 2.300 دولار أقله، إلى جانب الشرط المفروض على العريس والذي لا يقل عن 4.600 دولار، الذي يتم إنفاقه على شراء المجوهرات وتجهيز وتزيين العروس وحفلة الزفاف».. ويشير إلى أن الكثير من الأسر في صنعاء والمحافظات الشمالية تُلزم نفسها بتقديم حزام من الذهب، يوضع على الخصر، على الأقل لابنتها العروس إلى جانب ما يُقدم لها عريسها، وعن احتفالية العريس فتكاليفها تصل إلى 15.000 دولار على أقل تقدير، حيث يتم تقديم وجبة الغداء وأغصان القات للضيوف.
ويتابع: تتسع متطلبات الأعراس في اليمن، ففي الكثير من المناطق اليمنية تُقام حفلات الزفاف لمدة 3 أيام، ويتم تقديم الذبائح و»القات» للحضور، الأمر الذي يزيد كُلفة هذه الأعراس لتتراوح على أقل تقدير ما بين 15.000 إلى 20.000 دولار، أما بالنسبة لأعراس الأثرياء فتتسم بالبذخ الزائد وبكُلفة لا تقل عن 50.000 دولار.
حلول مقترحة
الأعراس الجماعية تنقذ الشباب من شبح العزوبية
يُعد الزواج الجماعي من أرقى الحلول التي ساهمت كثيراً في تزويج الشباب والحد من تعاظم نسبة العنوسة.
في الحقيقة، هناك تزويج جماعي من بنات أفكار بعض المجتمعات تم تداوله مؤخراً, خلافاً للزواج الجماعي المتبنَّى من قبل الجمعيات الخيرية.
في هذا النوع من الزواج الأهلي، تنظمه مجموعة من العائلات وعلى نحو فردي، بالتشارك في إقامة حفلة زواج واحدة لعشرات العرسان, وتتقاسم هذه العائلات نفقات العرس كاملة, باستثناء المهر الذي يدفعه المتزوجون كلٌ على حدة، لكن وبرغم النجاح الذي حققه على صعيد تحجيم التكاليف، إلا أنه سرعان ما بدأ بالتلاشي، ونُعت بالتخلف كونه منافياً للتمدن.
أمّا الأعراس الجماعية التي ترعاها جهات خيرية وجمعيات أهلية كانت وما تزال أفضل الحلول, كونها تكفل كافة أو جزءاً كبيراً من تبعات الزواج من مهر ونفقات ومراسيم حفل جماعي للعرسان ككل، لكن هذه المشاريع باهظة التكاليف, ولا ترعاها سوى الجمعيات العريقة ذات الدعم النوعي, وهي قليلة جداً ومشاريعها سنوية, وما تستهدفه من شباب لا يشكلون سوى النزر القليل من أعداد هائلة يقعون تحت هذا الظرف المعيشي المزرى، ولكنه تظل وسيلة مهمة في تكريس التضامن الاجتماعي والمسؤولية الإنسانية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.