بسنوات عمرك القليلة يا عيسى بدوت صغيرا جدا على رحلة الأبدية لكنك كنت نبيلا بما يكفي لتعتلي صهوة الفروسية وأبيا بما يكفي لمرافقة أباة الضيم في خنادق التحدي وغيورا بما يكفي لان تهب دفاعا عن الارض والعرض وباسلا بما يكفي لأن تتقدم الصفوف وشهما بما يكفي لتجود بانفس واغلى ما يمكن لكريم ان يجود به وكان لديك من الإيمان ما يكفي لاستحقاق مقام الشهادة وبشاربك الذي لم يطر بعد كنت كفوءا لمجالسة الكبار في رياضها مع الأنبياء والصديقين والشهداء القديسين فالسلام على روحك وارواح رفاقك كريمة في ضيافة الكريم استنصركم للحق فكنتم انصاره في خنادق الثبات ناصرين وامركم بقتال المعتدي والباغي فأطعتم راضين ودعاكم اليه فلبيتم شهداء مرضيين والسلام على تراب وطن مجيد مازج دمائكم طاهرة قدسية وضم في حناياه رفاتكم بررة كراما السلام على جبال ورثتكم وإبائها فزادت بكم ذراها شموخا وعزة وعلى ربى ووديان درجتم على رحيب خيرها فجعلتم منها بدمائكم حرما طهورا على بواسق ظللتكم فزادت بكم تموسقا وعلى سهول ذللت لاقدامكم اكنافها فصار حصاها ببسالتكم حصونا حصينة وحبات رمالها بثباتكم معاقل منيعة السلام على الاصلاب الطاهرة التي تناقلتكم والارحام الطاهرة التي حملتكم وغذتكم لبان شرفها والسلام على ذكراكم في رحاب الخلود والسلام على الكلمة ندية والقلم حين يخطر مغتبطا في رحابكم الباذخة. السلام عليك يا عيسى وعلى رفاقك من قضى نحبه ومن ينتظرون وما بدلوا تبديلا.