في ظل صمت دولي مُخْزٍ تواصل دولة الإمارات سياسة العبث والقمع الرهيب ضدَّ المواطنين في المحافظاتالجنوبية محوِّلة مدينة عدن ذات التأريخ المدني العريق إلى سجن كبير «حوانتانامو جديد»، هذه السياسة القذرة التي انتهجها الإماراتيون الأجلاف منذ وطئت أقدامهم النجسة –بفعل تواطؤ من أبناء جلدتنا- ثرى وطننا اليمني الحبيب تُمارس صباح مساء التنكيل للمناوئين لوجودها والواقفين حجر عثرة في طريق تحقيق أطماعها ومشاريعها الاستعمارية الهادفة إلى الاستحواذ على ثروات اليمن وخيراته ومقدَّراته واستثمار موقعه الجغرافي الاستراتيجي ذي الأهميَّة العالميَّة. وبالرُّغم من التقارير التي وثقتها بعض المنظمات الحقوقيَّة والإنسانية التي تُدين وبوضوح دولة الإمارات وتؤكد تورط عناصرها في تعذيب المُعتقلين اليمنيين واستخدامهم معهم أساليب بشعة ومقززة، إلاَّ أنها لم تلقَ من قبل هيئات الأممالمتحدة تفاعلاً إيجابيًّا يُوقف العبث الإماراتي ويضع حدًّا لاستخفاف دولة الإمارات بحقوق الإنسان في يمن الحكمة والإيمان. وقد كشفت شهادات سجناء معتقلين بسجن خاضع لسيطرة الإمارات العربية المتحدة في اليمن تعرضهم لعمليات تعذيب بشعة وممنهجة وفق جدول زمني محدد، بالإضافة إلى استخدام العنف الجنسي كأداة أساسية لإلحاق العقوبة بهم لاستخلاص «الاعترافات». وبحسب الشهادات التي رصدتها وكالة الأنباء الأمريكية «الأسوشيتد برس» على لسان المعتقلين، فإن «القائمين على عمليات التعذيب كانوا يتبعون جدولا زمنيا محددا، الضرب أيام السبت، التعذيب أيام الأحد، والاثنين استراحة، وفي الأيام الثلاثة الأخرى تعاد الكرة ذاتها، وفي أيام الجمع يحين وقت الحبس الانفرادي». أحد المعتقلين احتجز دون تهم كشف سبل التعذيب والاعتداء الجنسي من خلال رسوماته التي هربت إلى «الأسوشيتد برس» من سجن بير أحمد في مدينة عدنجنوبي البلاد، وتقدّم هذه الرسومات لمحة قاتمة لعالم خفي من انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة يرتكبها ضباط إماراتيون بمنأى عن المحاسبة والعقاب. وأوضح السجين وستة معتقلين آخرين لوكالة «أسوشيتد برس»، أن العنف الجنسي هو الأداة الأساسية في إلحاق العقوبة بالمعتقلين لاستخلاص «الاعترافات». وتظهر التخطيطات التي رسمت على ألواح من البلاستيك رجلا عاريا معلقا من أغلاله أثناء تعرضه لصدمات كهربائية، ونزيل آخر على الأرض محاط بكلاب تزمجر فيما يقوم عدة أشخاص بركله، وتخطيطات لعملية اغتصاب. وقال المعتقل مختصرا عامين من الاحتجاز الذي بدأ العام الماضي بعد أن تحدث ضد الإماراتيين علنًا: (أسوأ ما في الأمر هو أنني كنت أتمنى الموت كل يوم ولا أستطيع أن أجده). وقد كشف التحقيق الذي أجرته وكالة «أسوشييتد برس» عن السجون السرية في دولة الإمارات العربية المتحدة والتعذيب على نطاق واسع، ومنذ ذلك الحين حددت الوكالة ما لا يقل عن خمسة سجون تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي لقمع السجناء وإذلالهم والنيل من كرامتهم وإنسانيتهم. وأوضحت أنه خلال الحرب الدائرة منذ عدة سنوات استولت القوات الإماراتية -التي تدعي أنها تقاتل لمساعدة الحكومة اليمنية- على مساحات واسعة من الأراضي في جنوب البلاد واعتقلت مئات الرجال واحتجزتهم في شبكة من المعتقلات السريَّة يُقدر عددها ب18 معتقلًا سريًّا دون تهم أو محاكمات عادلة. وحشيَّة أساليب التعذيب وقال شهود عيان إن حراسًا، يعملون تحت إشراف ضباط إماراتيين، يستخدمون عدة أساليب تعذيب وإذلال جنسية، وأضافوا أنهم يغتصبون معتقلين ويلتقطون مقاطع فيديو لهم، بينما ينتهك سجناء آخرون جنسيًا عن طريق الاعتداء عليهم جنسيًا بواسطة قطع خشبية ومعدنية، حسبما قال رجل يبلغ من العمر 45 عامًا اعتقل أكثر من عامين وتحدث، مثل غيره من المعتقلين، شريطة عدم الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام. وقال مسؤول أمني سابق، تورط في عمليات تعذيبه لانتزاع اعترافات كاذبة، لوكالة «أسوشيتد برس» إنه يتم استخدام الاغتصاب كوسيلة لإجبار المعتقلين على التعاون مع الإماراتيين في التجسس. وأضاف «في بعض الحالات، يقومون باغتصاب المعتقل وتصويره، واستخدام الفيديو كوسيلة لإجباره على العمل معهم. شراكة وتواطؤ أمريكيان وأكد مسؤولون أميركيون العام الماضي، أن الولاياتالمتحدة استجوبت بعض المعتقلين في سجون سرّية تديرها الإمارات في اليمن. وشددت وزارة الدفاع الأمريكية على عدم علمها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، رغم أن الحصول على معلومات استخبارية عن طريق التعذيب يعد انتهاكا للقانون الدولي. وسألت «أسوشيتد برس» أولاً وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها شريكتها الإمارات العربية المتحدة قبل عام واحد. لكن على الرغم من التقارير الموثقة جيدا عن تورط الإمارات في التعذيب من قبل الأسوشيتد برس وجماعات حقوق الإنسان وحتى الأممالمتحدة، قال الميجور البحري أدريان راناكين غالوي المتحدث باسم البنتاغون، إن الولاياتالمتحدة لم تشهد أي دليل على إساءة معاملة المعتقلين في اليمن. وقال: «القوات الأمريكية مطالبة بالإبلاغ عن مزاعم ذات مصداقية حول إساءة معاملة المعتقلين ... لم نتلق أي مزاعم ذات مصداقية تثبت المزاعم الواردة. في 24 مايو، صوت مجلس النواب لصالح مطالبة وزير الدفاع جيم ماتيس بالتحقيق في نطاق التدخل الأميركي في المواقع السوداء للإمارات العربية المتحدة. ويجب على وزارة الدفاع تقديم تقرير خلال 120 يوما إلى الكونغرس». في الداخل، قال المعتقلين إن العسكريين الأميركيين في الزيّ الرسمي لم يكونوا متورطين مباشرة ولكنهم كانوا على علم بالتعذيب، إما عن طريق سماع الصراخ أو رؤية العلامات. «الأميركيون يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بعملهم القذر»، حسبما قال مسؤول أمني كبير في سجن ريان في المكلا طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية المعلومات. ومن بين خمسة معتقلات وجدت فيها «أسوشيتد برس» تعذيبًا جنسيًا، هناك أربعة في عدن، وفقا لثلاثة مسؤولين أمنيين وعسكريين يمنيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم يخشون من أن الكشف عن مثل هذه التفاصيل قد يعرض حياتهم للخطر. أحد المعتقلات في قاعدة البريقة في عدن، مقرّ القوات الإماراتية، حيث شوهد ضباط أميركيون مع مرتزقة كولومبيين، بحسب معتقلين ومسؤولين أمنيين. «في المعتقلات يرتكبون أكثر الجرائم وحشية»، حسبما قال قائد يمني كبير في الرياض حاليا في إشارة إلى الاماراتيين، وأضاف القائد الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام: (تلفيق الاتهام بالانضمام إلى داعش والقاعدة إحدى وسائل الإماراتيين اللئام للانتقام من معتقلين لا حول لهم ولا قوَّة وصولاً إلى الانتهاكات الجنسية وانتهاك أعراض الرجال، وهم بذلك إنما يُريدون أن يوجدون أتباعًا ل»داعش»). الجدير بالذكر أنَّ التعذيب سياسة إماراتية ممنهجة تعتمدها دولة الإمارات في سجونها، حتى داخل حدودها وضدَّ مواطنيها.