إن المتابع للأحداث ليجد أن قضية اختفاء الصحفي السعودي الخادم للنظام سابقاً، والمعارض له عما قريب جمال خاشقجي أصبحت قضية رأي عام يتداولها السياسيون والمحللون والأمنيون وكل وسائل الإعلام العربية والعالمية، وحتى الدول التي لا نعرف أين تقع في خارطة العالم، بل وأصبح المسؤولون على كافة المستويات السياسية في دول العالم والأممالمتحدة لا يكادون ينامون بحثاً عن خيوط الحقيقة التي ما زالت ملابساتها لم تنكشف بعد، ويبدوا أنها لن تنكشف أبداً، إلا في ملفات مستقبلية تضاف إلى رصيد النظام السعودي وجرائمه في المنطقة والعالم، والتي سيتم استخدامها في الوقت المناسب من قبل دول التسلط والهيمنة العالمية لمزيد من الابتزاز المالي والسياسي لمملكة آل سعود، وبما يحقق أهداف وأطماع المستعمرين في المنطقة على حساب أرواح وأشلاء ودماء المقاومين للخنوع والانبطاح. ومن خلال هذه الوقفة العالمية الجادة في ظاهرها بين مؤيد للإجراءات ومعارض لها، وبين منتقد لتهويل القضية ومشعل لفتيلها، يستحضر إلى ذهن كل إنسان في العالم لديه ذرة من ضمير مدى التناقض في المواقف الدولية في القضايا الإنسانية وإتباع منهج الكيل بمكيالين.. فها نحن في يمننا الحبيب نشارف على الانتهاء من العام الرابع ونحن في مواجهة يومية لتحالف دولي أرعن يتكون من سبعة عشر دولة تقوده مملكة آل سعود يرتكب كل يوم جرائم شنعاء ومدمراً كل مقومات الحياة ويحصد أرواح المئات منالأطفال والنساء والشيوخ هم في مقامهم أفضل من خاشقجي لأنهم يموتون شرفاء على تراب وطنهم.. إضافة إلى ذلك فرض حصاراً اقتصاديا خانقاً وإجراءات عبثية للتلاعب بسوق العملة بما يسهم في انهيار الاقتصاد الوطني .. سعياً منهم لخلق الصراعات والفتن داخل المجتمع، وكل ذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع دولاً ومنظمات إنسانية وحقوقية .. لكنهم للأسف الشديد لم يحركوا ساكناً،بل وجدناهم أصموا آذانهم وأغمضوا عيونهم، لأن قضيتنا في نظر أسيادهم تسهم إسهاماً فعلياً في إنعاش اقتصادهم وبناء مستقبل أجيالهم وذلك مقابل صفقات من الأسلحة التي تقوم بشرائها دول النفط وثمنها الفعلي دماء وأشلاء الأبرياء من أبناء شعبنا اليمني العظيم. رغم الألم الذي يعتصرنا وما وصل إليه الحال بسبب الحرب العبثية الجائرة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن أرضاً وانسانا منذ أربعة أعوام.. إلا أننا لا نريد الشر أو الشماتة من أحد ونأمل أن تظهر حقيقة خاشقجي لعلها تكون بداية النهاية لنظام أوغل في جرائمه على مستوى الداخل والخارج وجعل من خيرات وثروات شعبه المغلوب على أمره قطاعاً خاصاً لخدمة دول الهيمنة والاستكبار والتسلط العالمي وجلب العداء والحقد على نفسه ممن هم له أقرب في الدين والعقيدة. كما أننا نأمل أن يصحو العالم وعلى رأسه الأممالمتحدة من غفلتهم وأن ينظروا إلى كل قضايا العالم وجرائم المعتدين على وطننا وشعبنا بعين المنصف الذي يجرم المجرم ويضع له حداً ويقف ويساند المظلوم منصفاً له بحسب المواثيق والأعراف الدولية.