الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها أو القفز عليها هي حقيقة أن الهدف الرئيسي للعدوان السعودي الإماراتي هو تنفيذ المشاريع الاستعمارية البريطانية الأمريكية الإسرائيلية الموجهة والهادفة إلى إعادة احتلال وطننا اليمني واستنزاف ثرواته طولاً وعرضاً واستغلال موقعه الجغرافي الاستراتيجي المطل على أطول شريط ساحلي وعلى أهم ممر مائي ومضيق بحري لحركة التجارة العالمية بين الشرق والغرب ورغم تفنن المحتلين الجدد في ارتداء أقنعة التزييف للحقيقة والتلفيق والمغالطة في تبرير عدوانهم الإجرامي الغاشم فقد نضج الواقع اليوم على المستوى الوطني والإقليمي والدولي بالحقائق المبنية على الإثباتات والأدلة التي تكشف أقنعتهم وتؤكد طبيعة أهداف عدوانهم ويتجسد جانب من جوانب هذه الحقائق من خلال تعدد صور الأنماط الحية لتداعيات عدوانهم الكارثية في المحافظات الجنوبية والشرقية في وطننا اليمني بعد أن أصبحت خاضعة لهم باسم التحرير (تلك التداعيات الكارثية) نحاول سرد تفاصيلها من خلال هذا التقرير. تقرير/حافظ البريهي– طلال الشرعبي خلال الأشهر الأولى للعدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على وطننا اليمني تكشفت الصور القبيحة لتداعيات ذلك العدوان الاجرامي في مدينة عدن من خلال الاستهداف المُمنهج والمدمر للمؤسسات الخدمية في المدينة وكافة مقومات بنيتها التحتية من طرق وجسور وموانئ ومطارات ومستشفيات ومصانع ومنشآت عامة ومبانٍ سكنية، وفي ظل استمرار العدوان تجسد نموذج آخر من النماذج الحية لتداعياته الكارثية في إغراق المدينة بالسلاح لدعم المليشيات والتنظيمات الإرهابيةالتي أوكل اليها العدوان مهمة التدمير للمدينة وزعزعة أمنها واستقرارها ونهب مؤسساتها وممارسة القتل والارهاب المنظم بحق الأبرياء من أبنائها، ويتزامن هذا العمل مع شن أبشع صور الحرب الاعلامية القذرة الهادفة إلى ضرب النسيج المجتمعي الموحد لأبناء المدينة وإثارة الفتن والصراعات وفق انتماءات مذهبية ومناطقية وسياسية ضيقة. تحول شوارع وأحياء المدينة إلى ساحات ومناطق مواجهات مفتوحة دامية بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات الفار هادي وأعوانه من تنظيمات ومكونات ومليشيات العمالة والتآمر على الوطن من جهة أخرى، واستخدام طائرات العدوان المساندة لهذه القوات مختلف القنابل والصواريخ والأسلحة الحديثة بما فيها تلك المحرمة دوليا في قصف وتدمير المدينة وانقطاع الكهرباء وعدم توفر المياه الصالحة للشرب.. كلها أمور كانت كفيلة ببروز أخطر تداعيات العدوان وأكثرها مأساوية حيث انتشرت الأوبئة والأمراض القاتلة كوباء الكوليرا وحمى الضنك والسرطان وسوء التغذية وغيرها من الأوبئة التي كانت سبباً لحصد أرواح الكثير من أبناء المدينة، ونزوح وتشريد آلاف الأسر. في مطلع العام 2016م نجحت دول العدوان ومن معها من مليشيات العمالة في إخضاع عدن لسيطرتها، تحت مسمى "التحرير" وغيرها من المسميات التي أطلقتها دول العدوان لإخفاء حقيقتها.. منذ ذلك اليوم وحتى اليوم لم يعرف أبناء عدن يأسا ولا قنوطا ولا بؤسا ولا شقاء ولا جوعا كالذي عرفوه في زمن "التحرير الإماراتي السعودي"!!، الذي تجلت فيه بوضوح أهداف العدوان الحقيقية وتعددت نماذج وصور تداعياته الكارثية التي تجلى أبرزها في حرص سلطات الاحتلال عبر مندوبها السامي الإماراتي على حكم المدينة التي كانت تنتظر الخلاص وفق لسياسة (الكابتن هنس) وإدارتها وفقاً لفلسفة التجويع وإبقائها غارقة في مشاكلها وأزماتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ذات المنحى الدراماتيكي التصاعدي المستمر. الإدارة بالأزمات وإذكاء نار الفتن والصراعات، والظلم والقهر والتسلط على رقاب الخلق ونشر الفوضى، وإثارة مشاعر الرعب والخوف في نفوس السكان بارتكاب أبشع جرائم القتل والارهاب الوحشي، والزج بالخصوم في سجون التعذيب السرية، وازهاق أرواح خطباء وأئمة المساجد والرموز الوطنية ذات العقلية التحررية والرافضة للغبن والاحتلال برصاص الملثمين، والاعتماد على الخونة والعملاء والانتهازيين وطمس كل معلم يدل على وجود الدولة ومحوها بقسوة وتسرع، كلها سياسيات وممارسات وإجراءات عمل على تنفيذها الاحتلال الجديد ومن معه من المتخندقين خلف هويته الاماراتية- السعودية ذات الأصل والنشأة الأمريكية البريطانية الاسرائيلية لتدمير المدينة المتفجرة في وجه الطغيان على مدى الأزمان المتفردة اليوم بواقع استثنائي حافل بأبشع نماذج التداعيات الكارثية للعدوان، وإشكاليات وأزمات متعددة ومؤامرات ومخاطر وتحديات تليق بمقامها وأهميتها الاستراتيجية ومكانتها المتميزة في كافة مراحل تاريخها العّذابية والكفاحية والنضالية. الفتن والصراعات عدنالمدينة الجامعة لليمنيين كافة بمختلف انتماءاتهم الجغرافية والمناطقية والمذهبية والسياسية هي اليوم مدينة لاحتضان الفتن والصراعات وفقاً للأسس والانتماءات المذكورة سابقة، مدينة الثكنات العسكرية الاماراتية والسودانية والسجون السرية.. عدن اليوم هي تلك المدينة المحكوم عليها أن تتوقف عن البكاء على الماضي وآلامه ومساوئه ومعاناته لتبكي بشكل أكثر مرارة وأشد حرقة على مستقبل مجهول وملتبس ترسم خطوطه وتحدد معالمه أنظمة الاحتلال الجديد ومن معها من قيادات ونخب العمالة والمتاجرة بأمنها واستقرارها وعزة وكرامة أبنائها وجعلها مادة لاختراع الأكاذيب وتبديل القناعات وتغيير المواقف وتزييف الحقائق وخداع العقليات الثورية ذات الطبيعة الفوارة والعمق التحرري الرافض للغبن والاستعمار وتوظيف طاقتها واغتصاب إرادتها بالحيل الماكرة كالتغني بشعارات الحرية. حضرموت والاحتلال المكتمل الأركان إلى بنوك أبوظبي ودبي والرياض حضرموت المحافظة ذات المساحة الأكبر بين محافظات الوطن الجنوبية والشرقية وأغناها بالثورات الطبيعية تجسدت فيها أبرز تداعيات العدوان الكارثية خلال الأشهر الأولى له في تنامي نشاط جماعات تنظيم القاعدة وداعش وغيرها من المليشيات والتكوينات الإرهابية وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومواردها السيادية المالية والنفطية ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في العديد من مناطق المحافظة.. تنامي نشاط تلك الجماعات لم يكن في حقيق الأمر سوى فصل من فصول التنفيذ لمخطط العدوان الهادف إلى احتلال المحافظة ونهب ثرواتها بذريعة محاربة الإرهاب والقضاء على تلك الجماعات.. حيث عملت دول العدوان السعودي الاماراتي على الدفع بقواتها الغازية ذات الجنسيات المتعددة والمستعارة من أكثر من بلد واحتلال المحافظة من خلال عملية إنزال بحري مسنود بغطاء ناري كثيف من السفن الحربية والطائرات المقاتلة ومن ثم إنشاء المعسكرات والقواعد الآمنة لتواجد قواتها وقوات دول الاستكبار والاستعمار الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية التي تقف وراءها لاستكمال مهمة تنفيذ مخطط الاحتلال العسكري المكتمل الأركان للمحافظة والسيطرة على كافة مناطقها بالتعاون مع مليشيات الأحزمة الإرهابية العميلة التي أنشأتها والبدء في تنفيذ استراتيجية التمزيق والتفتيت للنسيج الاجتماعي للمحافظة ونشر الفوضى وعدم الاستقرار في أرجائها ونهب ثرواتها وانتهاج سياسة التجويع والإفقار لأبنائها حيث أصبحت ثروات المحافظة النفطية والغازية اليوم تستخرج وتصدر إلىالخارج وتورد عائداتها إلى بنوك أبوظبي ودبي في الوقت الذي لا يجد فيه أبناء المحافظة ما يؤمن عيشهم من الأغذية والدواء والحاجات والخدمات الأساسية الضرورية لاستمرار الحياة. الاحتلال السعودي للمهرة المهرة ثاني أكبر المحافظات الجنوبية الشرقية بعد حضرموت من حيث المساحة وأقلها من حيث عدد السكان هي الأخرى كان احتلالها هدفاً رئيساً من أهداف تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي لما تكتنفه هذه المحافظة البكر تحت ثراها من ثروات نفطية وغازية فوادي سعف ومحيفيف والغيظة والفيدمي ووادي شحن وساحل المحافظة الكبيرة المطل على البحر كلها مناطق أثبتت الدراسات والبحوث الاستكشافية التي نفذتها الشركات البترولية الأمريكية كشركة أبان وشركة النمر خلال الأعوام 1965م- 1992م – 1994م – 1995م وجود مخزون نفطي وغازي كبير في هذه المناطق إضافة إلى العديد من الثروات المعدنية، والأرض الواسعة الصالحة للزراعة والثروة السمكية الكبيرة في بحر المحافظة. شراء الولاءات أول تداعيات العدوان الكارثية في هذه المحافظة تجلت في عمل النظام السعودي خلال المراحل الاولى لعدوانه الغاشم على شراء ولاءات العديد من أبناء المحافظة بالأموال الطائلة لتأمين مهمة تنفيذ مخططه التآمري الهادف إلى احتلال المحافظة ونهب ثرواتها واستغلال موانئها ومطاراتها في إنشاء المواقع والمعسكرات والقواعد التي دفع إليها بالآلاف من عناصر قواته الغازية والمحتلة المزودة بالعتاد العسكري الكبير مطلع العام الحالي ونشرها على امتداد الشريط الساحلي للمهرة واستحداث أكثر من 20 موقعاً عسكرياً في مختلف مديريات المحافظة إضافة إلى سيطرة هذه القوات على المنافذ البرية الأكثر نشاطاً وذات العائدات المالية الكبيرة. المخطط الأكبر كل تلك الأمور كانت بالنسبة لنظام العدوان والاحتلال السعودي مجرد استعدادات وتحضيرات وإجراءات أولية لتنفيذ المخطط الأكبر الذي مثل أبرز تداعيات العدوان الكارثية في المحافظة حيث تجلت أول الإجراءات العملية في تنفيذ ذلك المخطط بالعمل على مد أنبوب نفطي من منطقة الخرخير عبر أراضي المهرة وصولاً إلى ميناء نشطون التابع للمحافظة والمطل على ساحل بحر العرب كخط ناقل وبديل لطرق صادرات النفط السعوديةيتسع لنقل 1,6مليون برميل نفط يومياً ويحقق لمملكة العمالة والاستعمار السعودي أكبر مشاريعها الاقتصادية التي ظلت بالنسبة لها مجرد حلم على مدى سنوات طويلة من الزمن، حيث بدأت شركة أرامكو السعودية النفطية في منتصف شهر سبتمبر الماضي تنفيذ إجراءاتها الفعلية لمشروع الأنبوب النفطي بوضع علامات اسمنتية على مسافة 40 كم داخل أراضي محافظة المهرة. تداعيات العدوان الكارثية على محافظة المهرة لم تتوقف عند ذلك الحد حيث تعتزم مملكة الاحتلال السعودي إنشاء ميناء نفطي في المحافظة وهو الأمر الذي أكدته رسالة شركة "هوتا"للأعمال البحريةالتي عبرت عن شكرها للسفير السعودي في اليمن على ثقته الكبيرة بالشركة ومنحها شرف إعداد عرض فني ومالي لتصميم وتنفيذ ميناء نفطي في محافظة المهرة. التداعيات الاقتصادية والإنسانية للعدوان كان لها نماذجها وصورها المأساوية الحية في محافظة المهرة حيث عملت قوات الاحتلال السعودي من خلال استحكامها بالمنافذ البحرية والبرية للمحافظة إلى تحويلها إلى منافذ لتهريب المخدرات والحشيش وغيرها من المنشطات التي أغرقت المحافظة بهدف تدمير أبنائها إلى جانب ممارسة سياسة الإفقار والتجويع للسكان كالحصار ومنع دخول المساعدات الغذائية والدوائية حيث تجلت أبرز مظاهر الحقد والنقمة على أبناء المحافظة في منع ذلك النظام الإجرامي الغاشم دخول المساعدات الإغاثية لأبناء المحافظة بعد تعرضها لإعصار لبان المدمر الذي ضرب أجزائها الساحلية ودمر منازل الكثير من الأسر وجعلها عرضه للتشرد والنزوح وعدم القدرة على تأمين احتياجاتها من المسكن والملبس والغذاء.