التاريخ 11 ربيع الأول 1330ه كان المصلون في جامع النهرين المطل على السائلة من الجهة الشرقية يتدفقون على الجامع بأعداد كبيرة تيمناً بالصلاة خلف العالم الرباني الفقيه الورع التقي المرحوم حمود عباس المؤيد طيب الله ثراه، الجامع يغص بالمصلين في الايام العادية، أما في المناسبات مثل المولد النبوي الشريف، الاسراء والمعراج، يوم الغدير، مأساة كربلاء وكل المناسبات الدينية العظيمة، فإن الحشود تتعاظم للمشاركة في الاحتفاء بالمناسبة، هذا الامر في تلك الليلة البائسة تغير تماماً كان النظام قد ضاق ذرعا بإحياء المناسبات الدينية العظيمة بحجة انها بدعة وضلالة رغم وجود المخبرين الذين أسندت اليهم مهمة التناوب للوجود في الجامع ومراقبة كل شيء بشكل دائم إلا ان الامر اختلف تماما عقب الهجوم البربري الشرس على الجامع وتفتيش المكتبة الخاصة بالعلامة الحجة حمود عباس المؤيد بدعوى انها تشتمل على كتب جعفرية وانه يدرسها للطلبة على خلفية تقرير اللجنة الامنية التربوية المشتركة، التي كان افرادها من حزب الاصلاح اتهمت العلامة المؤيد بالتحريض على الدولة والتستر خلف المذهب الزيدي لنشر العقيدة الجعفرية الى غير ذلك من الاكاذيب التي حاولت النيل من العلامة المؤيد ‘ إلا انها قوبلت بالسخرية التامة من عامة الناس، وازداد الناس حرصا على المشاركة في المناسبات الدينية العظيمة وتوافدوا من كافة المناطق المحيطة بالعاصمة مما جعل اجهزة الامن تحتاط للأمر وتكثف الحضور من خلال احاطة الجامع بالأطقم العسكرية من كل جانب وعليها جنود مدججون بأفتك الاسلحة وفي المقدمة الفرق الخاصة بمكافحة الشغب، المشهد افزع الناس وآثار الرعب في نفوسهم، لم يتوقف على مجرد الحضور لكنه ترافق مع اعمال استفزازية تمثلت في قطع التيار الكهربائي لعدم السماح بتشغيل مكبرات الصوت ووضع العراقيل امام كل من يحاول الدخول إلى المسجد إلى غير ذلك من الممارسات التي تتنافى مع ابسط قيم احترام بيوت العبادة والمناسبات الدينية العظيمة وفي مقدمتها الاحتفاء بمولد الرسول الأعظم صل الله عليه وعلى آله وسلم . كانت المقدمة التي أسلفت ضرورية للرد على كل من سمعتهم ينتقدون مظاهر الاحتفال بمولد رسول الهداية . الاستعراض السابق لا اقصد به تبرير الاحتفالات باعتبارها رد فعل لتلك الممارسات الشاذة التي قادت إلى "إغلاق المساجد ومنع حلقات الدرس المعهودة وأدت إلى استهداف العلماء وإيداعهم السجون" فأمر بعظمة المولد وسمو الرسالة يقتضي ان نحتفي به في كل لحظة من لحظات حياتنا لا ادري لماذا تتصاعد الانتقادات من أشخاص ينتمون إلى الدين ولا نسمع منهم أي انتقاد لدول الخليج التي تعتبر تعظيم مولد النبي بدعة وتقضي ثلاثة أشهر تستعد للاحتفال بمولد المسيح وتتسابق على من يقيم اكبر شجرة للميلاد انها حقا كارثة...!! عذراً يا أفضل خلق الله،عذراً يا رسول الهداية ومصباح النور والحق الساطع، إن كان المسلمون قد جهلوا قدرك وعظمة الرسالة التي بلغتها وأخرجت العباد بها من الظلمات الى النور فعليك من الله أزكى الصلاة والسلام وعلى آلك أجمعين، وجزاك الله عن الموحدين من أمتك خير الجزاء آمين يا رب العالمين .