تأتي الذكرى ال51 لعيد الاستقلال 30نوفمبر المجيد وشعبنا اليمني العظيم يواجه للعام الرابع عدواناً غاشماً واحتلالاً بغيضاً في ظل صمت دولي مطبق تماهت أدوات العدوان ومرتزقته مع مشروعة الاحتلالي فقدموا أجزاء من وطننا الغالي على طبق الارتهان والذل والخنوع والعمالة ليعيث فيها السعودي والإماراتي فساداً وإفساداً منتهكين سيادة الوطن سالبين لحرية المواطن اليمني في المحافظاتالجنوبيةالمحتلة . تبعث هذه الذكرى وهج الانتصار الذي جسده الثوار برفضهم لبقاء الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن وقدم اليمنيون لأجل تحررهم واستغلالهم كوكبة من الشهداء العظام مخلدين إلى اليوم.. حقيقة ان اليمن سيظل مقبرة الغزاة وانه لا يقبل المحتل مهما طال امد الاستعمار او تعددت وتنوعت صوره وأدواته. إن من سطر في سطور التاريخ المجيد اروع ملاحم التضحية والبذل والنصر منذ القدم هم من تصدوا للمحتل البريطاني منذ اكثر من خمسين عاماً في جنوب الوطن وهم من يتوارث ويتشارك معهم ابناء اليمن قاطبة ذات القيم والمعاني فهم ظلوا وما يزالون متصدين لأدوات العدوان ومرتزقته اليوم وهم من يشكلون سياجاً وطنياً منيعاً امام محاولات المحتل القديم بأدواته الجديدة لإخضاع هذا الشعب واحتلال ارضه وانتهاك سيادته فكل ما يحدث الان يظل في سياق ذلك المشروع الاستعماري وان اختلفت ادواته. اليوم تظهر بجلاء زيف تلك الادعاءات الباطلة بالتحرير وينكشف الغطاء من حقيقة ودوافع الهجمة الشرسة للعدوان السعودي الاماراتي ولم يعد خافياً على احد ان الخير لا يأتي للشعوب على ظهور دبابات الغزاة او على ايدي المحتلين.. فالتاريخ ملئ بالأدلة والامثلة التي تؤكدها ممارسات الاحتلال السعودي الاماراتي وقد كشفت سوءتهما واثبتت انهما شر ووبال مستطير وانهما ليس سوى اداة يستخدمها المستعمر القديم متذرعاً بالتحرير واعادة ما يسمى بالشرعية الزائفة تحت غطاء استراتيجي واقتصادي هدفه نهب الموارد والثروات والسيطرة على المواقع والممرات الاستراتيجية فما زالت الموانئ والجزر والمطارات وحقول النفط خارج نطاق ادارة ادوات الاحتلال وخارج نطاق السيادة الوطنية حيث لا تستطيع تلك الأدوات ان تحكم سيطرتها على متر واحد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة المحتل الذي يكرس من خلال احتوائه الانتقامي من كرامة المواطن وسيادة الوطن فلقد قدم ابناء المهرة الاحرار نموذجاً ثورياً ضد الاحتلال السعودي ولم تنطل اكاذيبه على ابنائها الشرفاء فهم لم يجدوا سوى الأكاذيب الجوفاء والأحقاد الدفينة والممارسات الاحتلالية البغيضة وهم بوجههم الثوري المقاوم سائرون على نفس خطى اليمنيين الاحرار الذين دحروا الغزاة وهزموا المحتلين ولم يقبلوا ان تدنس أرضهم برجس الطغاة الظالمين. تأتي هذه الذكرى تتويجاً لنضالات شعبنا المستمرة ضد المستعمرين منذ انتفاضته في وجه الاحتلال البريطاني ورحيل آخر جندي حتى وقتنا الراهن وما يحدث اليوم تأكيد لاستمرار إيقاذ شعلة السيادة والحرية والكرامة رغم ما يتعرض له الوطن من عدوان غاشم استهدف الارض والكرامة والانسان والسيادة والاستقلال.. ومهما طال امد الاحتلال فإن جذوة هذه المعركة الفاصلة لن تنطفئ وستظل متوهمة حتى يأتي النصر وطالما ما زالت ادوات العدوان تمارس غيها وتنفث سمومها وتفرغ حقدها على هذا الشعب وتنهب ثرواته في المهرة وحضرموت وعدن وسقطرى وغيرها وتمارس ابشع انواع الاجرام بحق الارض والانسان فستظل هامة هذا الشعب مرفوعة عالية كما كانت وستظل اليمن عصية عاتية شامخة ليسطر ابناؤها الشرفاء عبر التاريخ ويرسمون انصع صور الصمود والتحدي ومقارعة البغي والعدوان ومناهضة مشاريع التجزئة والتشطير فأهل اليمن هم أولو بأس شديد.. وان مصير الاحتلال دائما الى زوال. رئيس جامعة الحديدة