أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في مقال نشرته الأربعاء، بأن واشنطن تستعد لسحب قواتها بالكامل من سوريا. وقالت في المقال "في تحول مفاجئ، يستعد الجيش الأمريكي لسحب قواته من شمال شرق سوريا، حسبما قال مطلعون على الأمر يوم الأربعاء". وأضافت أنه تحرك يضع الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط في حالة من الاضطراب. وتابعت الصحيفة بالقول "إن المسؤولين الأمريكيين بدأوا بإبلاغ الشركاء في شمال شرق سوريا بخططهم للبدء فورا بسحب القوات من المنطقة التي يحاولون فيها إنهاء الحملة ضد تنظيم "داعش". ومن جهتها أفادت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين أمريكيين، بأن واشنطن تبحث مسألة سحب قواتها بشكل كامل من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش". وقالت الوكالة البريطانية "وإذا تأكد هذا فسوف يضع نهاية للافتراضات حول وجود أطول أمد للقوات الأمريكية في سوريا، دافع عنه وزير الدفاع جيم ماتيس ومسؤولون أمريكيون كبار آخرون للمساعدة في ضمان عدم عودة التنظيم للظهور". كما صرح مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية لشبكة "سي إن إن"، بأن التخطيط جار لسحب "كامل" و"سريع" للقوات الأمريكية من سوريا. وأضاف أن القرار اتخذ من قبل الرئيس دونالد ترامب الذي طالما أشار إلى رغبته في الخروج من سوريا. وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن لدى الولاياتالمتحدة حوالي 2000 جندي على الأرض في سوريا يقومون في الأساس بتدريب القوات المحلية لمحاربة "داعش"، مبينة أن "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدعمها حققت بعض النجاح في الآونة الأخيرة ضد الجماعة الإرهابية وهي على وشك الإمساك بآخر بلدة كبيرة تحت سيطرة داعش شرق نهر الفرات. كما أفادت "سي إن إن" بأن لدى الولاياتالمتحدة قوات في العراق جاهزة لشن هجمات في سوريا إذا لزم الأمر. وفي الأسابيع القليلة الماضية، نفذ التحالف الدولي مئات الغارات الجوية وقصفا مدفعيا استهدف "داعش" في سوريا، وقد تم إطلاق بعض هذه الهجمات من العراق. في المقابل, اعتبرت الخارجية الروسية أن الوجود العسكري للولايات المتحدة في سوريا بات عقبة خطيرة أمام الجهود الرامية لتسوية الأزمة في هذه البلاد التي تمر بنزاع عسكري سياسي حاد منذ العام 2011. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي عقدته اليوم الأربعاء: "يتحول الوجود الأمريكي غير الشرعي هناك من أحد عوامل محاربة الإرهاب الدولي إلى عقبة خطيرة في سبيل التسوية". وأوضحت زاخاروفا أن "هذه الحقيقة تخص بصورة كاملة الوضع في مخيم النازحين بالركبان" قرب الحدود بين سوريا والأردن. وتابعت زاخاروفا: "في الوقت الحالي يستمر العمل على من أجل تنظيم إرسال قافلة جديدة للمساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان للتخفيف من معاناة الناس هناك في ظروف الشتاء القادم، ووجود حاجة ماسة إلى تقديم مساعدة عاجلة أمر واضح تماما". وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية: "لكن نجاح هذه العملية الإنسانية يتطلب منح الولاياتالمتحدة، باعتبارها محتلة عمليا الأراضي التي تحتضن المخيم، ضمانات كاملة لسلامة وصول موظفي الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى الموقع، وكذلك التوزيع المنظم للشحنات الإنسانية للمحتاجين إليها في الركبان". واعتبرت زاخاروفا أنه في حال عدم تنفيذ ذلك ستتحول هذه العملية الإنسانية إلى دعم للمسلحين الذين يتخذون من الركبان مقرا لهم، وليس إغاثة السكان المحتاجين في المخيم. وفي سياق متصل، أشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إلى أن "التلاعبات المستمرة لواشنطن مع الساسة الأكراد ذوي الميول الانفصالية أثارت قلق أنقرة بسبب التهديدات الناجمة عن هذا الأمر بالنسبة إلى الأمن القومي التركي، وحتى الآن لم يتمكن الأمريكيون من إزالتها". وأوضحت زاخاروفا: "ونتيجة ذلك بلغ تصعيد الأوضاع ذروته في مناطق شرق الفرات وعلى طول الحدود التركية السورية وبعض الأراضي الأخرى التي واجهت مؤخرا زحف داعش، مما يهدد بنشوء أزمة حادة".