سالم ربيع علي الذي تسنم رئاسة الدولة من 22 يونيو عام 1969م الى 26 يونيو 1978م اي تسع سنوات كان نموذج للقائد الذي يتحذى به.. نعم «سالمين» كان طيب ومتواضع ومستمع مجيد ومتحدث لبق وفاهم لا يحب الاضواء والمواكب والفخفخة امثال بني «كلك نظر» في الشطر الآخر.. وكان دائماً يحب الالتقاء بالعمال والناس البسطاء ويستمع الى همومهم ويوجه بحلها.. وكان يزور الفلاحين الى مزارعهم التعاونية ويشاركهم في حصاد المحاصيل الزراعية لذلك اكتسب شعبية كبيرة واحبه الناس بشكل عام والفلاحين بشكل خاص بعد تبنيه رفع الشعار الشهير «الأرض لمن يفلحها». لقبوه «أبو الفقراء» وكان أسم على مسمى. ومن نماذج الوزراء الناجحين الذين سعى المنصب إليهم ولم يسعوا اليه هو اللواء المناضل الفقيد/ محمد عبدالله البطاني فقد كان في فترة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني 63-67 فدائي قاتل في أكثر من جبهة ضمن القياديين البارزين في حركة القوميين العرب احدى الفصائل الرئيسية التي تكونت منها الجبهة القومية وبعد الاستقلال حاول العيش بعيداً عن الأضواء لكن القيادات العليا للدولة حينذاك استدعته وتبوأ اكثر من منصب حزبي وحكومي وكان نموذج يحتذى به في التفاني والاخلاص للوطن.. آخر منصب تبوأه في جنوب الوطن وزيراً للداخلية حتى 13 يناير 1986م وبعد الوحدة تحمل عدة مسؤوليات حزبية وحكومية كان آخرها وزيراً للشؤون الاجتماعية، توفي في شهر سبتمبر 2015م رحمة الله تغشاه، ومن نماذج الجنود المجهولين الذين ناضلوا ضد الاستعمار البريطاني وهدفهم تحرير الوطن من الاستعباد والاضطهاد واكتفي هنا بذكر واحد منهم وهو الشهيد المناضل عبدالله منصور أحمد الوليدي الذي كان في فترة الكفاح المسلح 63-67م قائداً لجبهة مديرية كريتير م/عدن.. اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني وزجوه السجن وبعد الاستقلال الوطني شارك مشاركة فعالة في حرب السبعين يوماً الشهيرة في صنعاء واصيب برصاصتين في صدره.. استطاع الاطباء اخراج واحدة والأخرى لخطورتها ظلت داخل صدره تؤلمه على مدى 19 سنة واستشهد متأثراً باصابته عام 1987م. وكثيرين هم المناضلين الافذاذ أمثال الشهيد/ عبدالله منصور أحمد الذين أثروا باعمالهم وكفاحهم وبدمائهم مسيرة النضال الوطني اليمني في الماضي.. ومثل هؤلاء الرجال المناضلين هم بحاجة الى التدوين الدقيق والمنصف لتاريخهم النضالي ليكون مرجعاً ترتشف من منهله وتقتدي به أجيال اليوم الذين يؤمل عليهم بناء وطن حر ومتطور وحياة كريمة طال انتظارها. تطورات واحداث سبعينات القرن الماضي في جنوب الوطن خلال النصف الثاني من عام 1969م واوائل سبعينات القرن الماضي عملت قيادة الشطر الجنوبي من الوطن على تطوير كافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية وتم اعطاء الجانب الاقتصادي أهمية قصوى نظراً لصعوبته وشحة او انعدام موارده حيث وضعت الخطط الاقتصادية المختلفة لتحويل الاقتصاد من اقتصاد خدمات الى اقتصاد صناعي وتم اجراء تاميم وسائل الانتاج الاجنبية وتطوير الموارد المحلية. وفي مجال السياسة الخارجية تم إقامة علاقات طبيعية مع الدولة العربية باستثناء السعودية والدول الأجنبية باستثناء اسرائيل وارتكزت او بنيت هذه العلاقات على مبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز وبما يخدم المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.. .... يتبع العدد القادم