اشعر بالفخر والاعتزاز أن أتيحت لي الفرصة لننقل للعالم مظلومية شعبنا اليمني في مشاورات السويد وفدنا الوطني منح كامل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المناسبة دون العودة إلى صنعاء استشعرنا وجود رغبة وجدية من معظم دول العالم لإيقاف العدوان وإحلال السلام أوضح عضو الوفد الوطني في مشاورات السويد ونائب الأمين العام للحزب الناصري الديمقراطي الأستاذ عبدالمجيد الحنش ان وفدنا الوطني ذهب إلى التفاوض في مشاورات السويد وهو لديه كافة الصلاحيات في اتخاذ القرارات المناسبة وبما لا يخل أو ينتقص من السيادة الوطنية أو يقلل من حجم الصمود والمواجهة للعدوان أو الاستهانة والتنكر للتضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا اليمني في سبيل الدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته وحريته وسيادته واستقلاله.. وقال الحنش إن الوفد الوطني امتاز بتنوعه وتمثيله للخريطة اليمنية ولكل ألوان الطيف السياسي اليمني المواجه للعدوان، وأشار عضو الوفد الوطني الأستاذ الحنش في حواره مع «26سبتمبر» إلى أن رئيس بعثة الأممالمتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة باتريك كاميرت قد انحرف عن مسار مهمته الأساسية التي وجد لأجلها وبدأ يطرح نفسه كخصم لشعبنا اليمني بانحيازه الى طرف العدوان ومرتزقته وكأنه يسعى لإفشال الاتفاق برمته.. وتناول الحوار عدد من القضايا والموضوعات الهامة ذات الصلة بمشاورات واتفاق السويد فإلى الحصيلة: حاوره: موسى محمد حسن بداية نود الحديث عن أهمية مشاورات السويد وما خرجت به من نتائج؟ مشاورات السويد جاءت بمبادرة من الأممالمتحدة تحت مسمى (الملفات الإنسانية) وكانت الأممالمتحدة تهدف من هذه المشاورات الى مد جسور الثقة وإبداء النوايا الحسنة بجلوس اليمنيين على طاولة المفاوضات للتقريب بين وجهات النظر بين وفد صنعاء ووفد الرياض وبالطبع فإن هذه الملفات المرتبطة أولاً فيما يتعلق بالحديدة وثانياً الجانب الاقتصادي والمرتبط بالبنك والرواتب وثالثاً فتح مطار صنعاء الدولي، ورابعاً الأسرى. وقضية الحديدةوتعز هي مدرجة تحت اسم التهدئة في كل من المحافظتين وجميع هذه الملفات تدخل في إطار الملف الإنساني.. وهي ملفات كان ينبغي على المجتمع الدولي أن يكون ملزماً بها لأن الحصار المفروض على اليمن برا وبحرا وجوا بما في ذلك إغلاق الموانئ والمطارات هو حصار ظالم وغير مبرر ولا يدخل لا في إطار القرارات الدولية أو القانون الإنساني أو الأعراف الإنسانية وتجرمه كافة الشرائع السماوية القوانين الوضعية.. وبالتالي هو حصار يستهدف تركيع الشعب اليمني فرضه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الغاشم بالتواطؤ مع بعض الدول الكبرى والأممالمتحدة وذهب الوفد الوطني الى عاصمة السويدستوكهولم من اجل إبداء حسن النوايا ولكي لا يعتقد العالم بأننا لا نريد السلام كما تروج المكينة الإعلامية للعدوان. وقد تم مناقشة مجمل تلك الملفات وفي مقدمتها الرواتب والملف الاقتصادي وملف الأسرى وملف التهدئة الذي يشمل الحديدة وفتح مطار صنعاء ونظراً لضيق الوقت فلم نتمكن من انجاز جميع الملفات وتم الاتفاق حول ملف الاسرى وملف الحديدة وعلقت بقية الملفات وهي جاهزة بسبب كلمة السيادة. كيف علقت بقية الملفات بسبب كلمة السيادة؟ سأوضح لك ذلك من خلال جانب معين ولنأخذ مثلا الملف الاقتصادي فقد علق هذا الملف بسبب التالي: كنا قد اتفقنا على ان يقوم البنك المركزي بصرف الرواتب لجميع موظفي الدولة، الطرف الآخر (وفد الرياض) أصر على أن تتولى ما يسمونها حكومة الشرعية صرف الرواتب لجميع موظفي الدولة ورفضنا هذه الكلمة (الشرعية) لأننا لو اعترفنا بكلمة شرعية فإننا سنناقض أنفسنا فكيف يمكن أن نقر بشرعية للمرتزقة والخونة ونحن نقاوم نواجه العدوان لمدة أربع سنوات وسنأتي في هذه المشاورات لنعترف بها او نتساهل في هذا الشأن هذا غير مقبول على الإطلاق. كيف ومتى سيتم استكمال المشاورات حول الملفات التي تم تعليقها؟ حالياً هناك لجان متخصصة تعمل على استكمال الملف الاقتصادي وأيضا ملف الأسرى، ستعقد اجتماعاتها في العاصمة الأردنيةعمان لإنجاز هذه الملفات قبل موعد المفاوضات القادمة الشهر القادم. ما الذي امتاز أو تميز به وفدنا الوطني لمشاورات السويد؟ امتاز الوفد الوطني بتنوعه فهو يمثل الخريطة اليمنية شمالاً وجنوباً- شرقاً وغرباً ويغطي معظم المحافظاتاليمنية.. كما انه يمثل جميع ألوان الطيف السياسي الوطني المواجه للعدوان وهذا يحسب للوفد الوطني وكان الوفد محل إعجاب وتقدير سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وكل المنظمات الحقوقية الدولية وهو ما انعكس إيجابا على وفدنا الوطني وما قدمه من دور متميز في المفاوضات وهو ما لم يتوفر عند الطرف الآخر، وإذا أردنا ان نقارن بين الوفدين فستكون كالتالي: - وفد صنعاء غادر من مطار صنعاء وهو يحمل قضية واحدة هي مظلومية الشعب اليمني ووصل إلى عاصمة السويدستوكهولم مباشرة، فيما وفد الرياض والمرتزقة كان معظمه يمثل صبغة سياسية واحدة وكان كل عضو من أعضائه قد جاء من عاصمة ومدينة أجنبية فمنهم من جاء من الرياض ومنهم من القاهرة والبعض من اسطنبول وآخرين من عمانالأردن، ثم لم يكن لديه قضية واحدة وكانت أطروحاته هي نفس أطروحات العدوان. - الوفد الوطني ذهب الى التفاوض ولديه كافة الصلاحيات في اتخاذ القرار المناسب وبما لا يخل أو ينتقص من السيادة الوطنية أو يقلل من حجم الصمود والتضحيات العظيمة التي قدمها شعبنا اليمني العزيز -فيما وفد الرياض لم تكن لديه أية صلاحيات إلا ما يمليه عليهم السفير السعودي، كذلك العودة عاد الوفد الوطني الى صنعاء فيما عاد الوفد الآخر (وفد الرياض) الى عواصم شتى. - الوفد الوطني كان أكثر ترتيباً وأكثر تنظيما وذهب الى التفاوض وهو يعرف ماذا يريد والدليل على ذلك فيما يتعلق بملف الأسرى فقد كان لدينا ملف كاملاً مستكمل البيانات بنسبة 99% ولدينا نسخ من قوائم الأسرى مطبوعة باللغتين العربية والانجليزية وجاهزتين بكافة بياناتهما- فيما الطرف الآخر لم يكن لديه قوائم مكتملة وراح يعلن للناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ان من لديه أسرى فعليه أن يبلغهم.. ويمكن ان تقيس ملف الاسرى ببقية الملفات الاخرى ولذلك حينما طلبنا منهم المطالبة بإخراج اليمن من البند السابع والوصاية الدولية رفضوا وعندما طلبنا منهم رفع العقوبات التي فرضت على القيادات الوطنية في الداخل رفضوا وحينما طلبنا منهم التهدئة في تعز وإيقاف إطلاق النار في كافة الجبهات وفتح مطار تعز رفضوا. ما الجديد في اتفاق ستوكهولم؟ الجديد هو اننا استشعرنا ان هناك جدية من معظم دول العالم بإيقاف العدوان وإحلال السلام ومن خلال اللقاءات المكثفة مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن كان الجميع يتحدث إلينا سواء بصورة منفردة أو بصورة جماعية بأن مشكلة الحرب في اليمن لن تحل إلا من خلال العملية السياسية وان استمرار الحرب لن تسبب لليمن واليمنيين إلا مزيداً من الدمار والويلات. والجديد أيضا أننا تمكنا من إدخال الإطار العام للمفاوضات ووافقت عليه الأممالمتحدة، فيما الطرف الآخر رفض التوقيع على هذا الملف أو الإطار العام للمفاوضات.. لكن الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص الى اليمن وعدونا بأنهم سيتبنون هذا الإطار وسيضعونه أمام مجلس الأمن والحقيقة انهم صدقوا في ذلك.. فقد طرح هذا الملف من قبل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص الى اليمن أمام مجلس الأمن وجاء صدور القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2451 ليؤكد ويؤيد ذلك كما انه تم تحديد موعد قادم للمفاوضات من قبل المبعوث الاممي وهذا لأول مرة، وسيكون التفاوض حول الملفات المتبقية إذا لم تنجز هذه الأيام من خلال اللجان المتواجدة حالياً في الأردن، والأمر المهم هنا هو التفاوض حول الإطار العام للمفاوضات وهذا يعني ان المفاوضات ستبقى مستمرة ولن تنقطع وهذا ما يميز هذه المفاوضات عن غيرها من المفاوضات السابقة. كيف ذلك؟ في المفاوضات السابقة، كان المتفاوضون يجلسون على طاولة الحوار يتفقون أولا يتفقون ويغادرون المفاوضات وبعد سنة أو سنتين تعود الأممالمتحدة بالدعوة لانعقاد المفاوضات من جديد لكن هذه المرة فإن عملية التفاوض ستبقى مستمرة والأساس هنا هو التزام الطرف الآخر بما تم الاتفاق عليه. هل تعتقد أن اتفاق ستوكهولم مرضٍ؟ بالطبع هو لا يلبي كل ما نتطلع عليه كيمنيين.. لكن هذا ما استطعنا أن نصل إليه والمهم أن وفدنا الوطني استطاع أن ينتزع الاعتراف الدولي وهذا جانب مهم للغاية –فالكل يعرف أن معظم دول العالم ودول تحالف العدوان ووسائل إعلامه كانوا ينظرون إلينا ويصفوننا بأننا مليشيات انقلابية.. فالحضور المميز لوفدنا استطاع أن يعطي صورة واضحة عن حقيقة الوضع وعكس نظرة ايجابية عن الحكومة وعن السلطة السياسية في صنعاء وتمكنا من إقناع الآخرين بأن في صنعاء دولة فعندما أخبرناهم بأن صنعاء عاصمة حاضنة لكل اليمنيين فيما عدن وهي عاصمتنا الاقتصادية لا ننتقص منها ولكن العدوان أرادها ان تكون عاصمة سياسية فكانت مدينة طاردة لكل اليمنيين.. كذلك نقلنا إليهم ما تتمتع به المحافظات الشمالية من أمن وأمان واستقرار وانضباط وهو ما يؤكد قيام دولة بكافة مؤسساتها وليست عصابة كما يروج له العدوان وإنما العصابات هي موجودة في المناطق المحتلة والتي تسيطر عليها ما يسمى بالشرعية وباعتراف المنظمات الدولية بأنها مناطق غير آمنة، والعالم ينظر ويدرك ذلك ويحلل الوضع القائم. نعود لاتفاق ستوكهولم الذي يمثل خطوة مهمة جداً في طريق تحقيق السلام الشامل. كيف تنظرون الى جهود ومواقف المبعوث الأممي غريفيت ومدى حرصه على انجاز مهمته وتحقيق السلام في اليمن؟ صحيح إن مارتن غريفيت يختلف عن نظرائه من المبعوثين السابقين الى اليمن وعلى رأسهم ولد الشيخ، فهذا المبعوث الجديد يعتز بكونه بريطاني وبالتالي هو يضع سمعة بلاده على المحك من خلال إنجاح مهمته كمبعوث أممي ولذلك فإننا نشعر أن حكومته تدعمه في هذا الاتجاه وهو شيء إيجابي لكن السابقين سواء جمال بن عمر أو ولد الشيخ فكلاهما يعيشان في الغربة وإذا ما قارنا بين جمال بن عمر وولد الشيخ فإن جمال بن عمر أفضل لأن ولد الشيخ كان عبارة عن مرتزق لدى العدوان كسب مبلغ كبير من المال ثم تم تعيينه وزيراً للخارجية في موريتانيا بوساطة أمريكية وخليجية كمكافأة له.. وكلا منهم جمال بن عمر وولد الشيخ لا يهمهما سمعة بلادهما ولذلك فإن غريفيت هو أكثر احتراما لنفسه ولبلده ونشعر على الأقل من خلال تحركاته بأنه أكثر جدية ومصداقية من سابقيه، نأمل أن يستمر في جهوده في هذا المنوال وعلى هذه الوتيرة حتى تحقيق السلام وإنهاء العدوان. كيف تنظرون إلى الدور الذي يقوم به باتريك رئيس بعثة الأممالمتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار وتنفيذ الاتفاق بشأن الحديدة؟ طبعاً كانت نيتنا حسنة نحو هذا الضابط المتقاعد وهو ليس اختيارنا بل اختيار الأممالمتحدة لكن مع مرور الأيام التي أثبتت بأنه لديه أجندة خاصة.. والسبب أن الاتفاق واضح ولا يحتاج منه إلى تفسير يخل بالاتفاق نفسه.. هنا فإننا نرفض أي تغير في بنود اتفاق ستوكهولم.. ونحن متمسكون به بشكل كامل والغريب في الأمر أن اللجان العسكرية المشتركة كانت قد وضعت آلية لتنفيذ الاتفاق والقرار لكن هذا الرجل بدلاً من أن يكون ميسراً للجان المشتركة ومراقباً للانسحاب وإعادة الانتشار ووقف إطلاق النار، بدأ يطرح نفسه كخصم وانحاز الى طرف العدوان ومرتزقته بشكل واضح.. وأصبح ملكياً أكثر من الملك وهذا يخل بالاتفاق، بل وكأنه يريد أن يفشل هذا الاتفاق برمته، والقيادة السياسية وقيادة الوفد الوطني وكل الفعاليات السياسية في الوطن أيدت وباركت هذا الاتفاق كما انها تؤيد وتعمل على مساعدة المبعوث الأممي في مهمته، وبالتالي فإن على المبعوث الأممي غريفيت أن ينظر في هذا الأمر وان لا يسمح لهذا المراهق باتريك بإفشال اتفاق ستوكهولم وخاصة ما يتعلق بالحديدة.. ولذلك على الأمين العام للأمم المتحدة ان يراجع هذا الجانب لكي لا يضيع هذا الاتفاق الذي بذلت فيه الأممالمتحدة جهود مضنية فتفشل كل المساعي بسبب التصرفات الرعناء لهذا المراقب.. وعلى الأممالمتحدة ان تستبدله بغيره من خبراء الأممالمتحدة. كعضو في الوفد الوطني ما الذي تريد أن تشير إليه أو تريد توضيحه؟ أنا كعضو في الوفد الوطني شعرت بالفخر والاعتزاز بأن منحت لي هذه الفرصة لكي أعبر عن مظلومية ومعاناة شعبنا اليمني الصامد والصابر فيما يتعرض له من حرب ظالمة وسياسة تجويع وإفقار وتدمير ممنهج وشامل وشعرت بالفخر كعضو وفد يمنح له كافة الصلاحية من قبل القيادة السياسية الحكيمة وهنا يطيب لي أن أتقدم بالشكر للمجلس السياسي الأعلى برئاسة الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس وكافة أعضاء المجلس وكذا الشكر والتقدير لمجلسي النواب والشورى ولقيادة المؤتمر الشعبي العام وفي المقدمة الأستاذ صادق أمين أبو رأس والشكر أيضاً لمكون أنصار الله وفي مقدمتهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وقبل كل ذلك الشكر لمنتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية المجاهدون المرابطون الذين قدموا الغالي والنفيس ووهبوا أرواحهم للذود عن حياض الوطن والتصدي للعدوان الظالم وتضحياتهم العظيمة وبأسهم الشديد سيظل مدرسة يتعلم منها الأجيال والأمم والشعوب عبر الأزمان. والتحية والشكر والتقدير لشعبنا اليمني الصامد الصابر الذي كان صموده سببا في رفع الرؤوس وفي تحقيق الانتصارات العظيمة وفي الوصول إلى هذا التفاوض, والشكر لكل المؤسسات الأمنية ومكتب رئاسة الجمهورية ورئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي فالكل كان له دور في تحقيق النصر اليماني والوصول إلى هذه المفاوضات الناجحة وهو دور وطني ولكن لابد أن يكون منا العرفان بالجميل لهؤلاء فمن لم يشكر الله لم يشكر الناس أمل وأرجو ان يتحقق لشعبنا كل ما يصبو إليه من النصر والأمن والتقدم وتحقيق السلام والشكر الجزيل لصحيفة «26سبتمبر» التي إتاحة لي هذه الفرصة وهي صحيفة حافلة بالعطاء الوطني والعمل الإعلامي المهني والمتميز ولها باع طويل في الانتصار للقضايا الوطنية ولكل القائمين على هذه الصحيفة – مدير التوجيه المعنوي رئيس التحرير هذا الشاب المخضرم والقائد المحنك وكل العاملين فيها وأخص هنا الصديق العزيز موسى الجندي .. ولتمض المسيرة من نصر إلى نصر عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وعلى شتى الأصعدة.