العميد الركن: حسين علي المقدشي* ليس ضرباً من الخيال او غروراً عندما نتهجم على بسطاء الفكر والادراك وما تلبث الا ساعات وتنعكس كل التكهنات ضداً على قائلها، بل هناك واقع يسطع بنسماته الآفاق ووقائعه توثق بالصورة والصوت بل وتدلل عليه الحقيقة الميدانية ومجرياتها المرصودة خلال اربعة اعوام من العدوان الامريكي الصهيوسعودي الاماراتي وعملائه من الخونة والمرتزقة.. لقد شهدت ميادين النزال وجبهات القتال والمواجهة في مسارح العمليات القتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية زخماً معنوياً وقتالياً نوعياً قدم خلالها الشجعان مآثر بطولية ومواقف عظيمة وفداء بالروح والدم وقوافل من الشهداء والجرحى والاسرى لا يستطيع احد تصورها او تخيل احداثها ومجرياتها ولا يسعني كقيادة عسكرية الا وصفها بالملحمة الوطنية التي تصدت لاعتى تحالف عدواني حشد له طغاة ومغول العصر من القوة والمال ما لم تحشده الدول المتصارعة في الحرب العالمية الثانية خاصة وهذه الحشود المدججة بالاسلحة الاستراتيجية والبرية منها والجوية والبحرية والحرب الالكترونية جهزت للقتال في بلد صغير.. في مساحته فقير شعب انهكته الصراعات السياسية وتوغلت في بيئته الاجتماعية الافكار الوهابية والداعشية والتنظيمات الإرهابية والقاعدة وجيش تصدع وتعددت ولاءاته ومزقت ملاكاته البشرية بالفئوية والشخصنة وسلاح دمرته الهيكلة المشؤومة من قبل خبراء امريكا وبريطانيا والاردن الذين سعوا لكشف سريته وقوامه التنظيمي وهيكله القتالي وعقيدته القتالية اهتزت بعقائد دخيلة توزعت بين الشرق والغرب والشمال والجنوب والوسط التي حيدته عن مهامه الرئيسية التي نص عليها الهدف الثاني من اهداف الثورة اليمنية بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها.. مع كل ما تلقته المؤسسة الدفاعية من صفعات وتحديات واستهداف لقاداتها وضباطها وجنودها وعدوان استهدف بنيتها التحتية واسلحتها ومخازنها وقوتها البشرية الا انها واجهت التحدي بتحدٍ وصمود وثبات وشموخ في معركة الدفاع عن الوطن والشعب والتصدي لقوى العدوان والغزو والاحتلال ..فمنذ الوهلة الاولى للعدوان على اليمن انطلقت طلائع من القادة والضباط والجنود الى جبهات القتال طواعية دون امر او توجيه والتحقت ألوية وكتائب وسرايا للمواجهة والالتحام مع اخوانهم القادة الميدانيين والمقاتلين في اللجان الشعبية وامتزجت الدماء وتوحد الفكر القتالي وعقيدته الجهادية التحركية النابعة من عقيدتنا الايمانية التي لم ولن تلين امام عتبات الزمن واستمد المقاتلون منها بأسهم وشجاعتهم واقدامهم في جبهات العزة والكرامة والشموخ.. حاملين على عاتقهم تطهير التربة اليمنية من دنس المحتلين وعملائهم مشكلين سياجاً منيعاً امام العدوان واخذت المعارك مجرياتها وتكتيكاتها القتالية امام همجية واستكبار قوى الظلم الذين اعدوا توقيت الاسبوعين او الشهر او الشهرين لدحر ما سموه “المليشيات الانقلابية” على حد زعمهم وراهنوا بكبر وغرور واستعلاء على تلك ومرت المدة الزمنية التي دمروا فيها كما زعموا الصواريخ الباليستية ومخازن الاسلحة ومراكز القيادة واماكن حشد القوات ومراكز التدريب والتعزيزات وقتلوا القائد الميداني هذا وذاك وخيل لهم النصر انهم سيرفعون العلم اليمني في ارض اليمنيين والتي هي مرفوعة بشموخ واباء فوق رؤوس كل اليمنيين حباً واجلالاً وتعظيماً.. ألم يدرك العدوان ان الذين يواجهونه هم ابناء الشعب اليمني وليست “مليشيات انقلابية” كما يدعون سخفاً واذا كانت ايها العدوان المعتوه “مليشيات انقلابية” فلماذ لم تسحقوها؟ لقد اعطاكم العالم مدة الاربع سنوات ولم تحققوا شيئاً من عملياتكم في الحزم والامل بل ضرب عمقكم الاستراتيجي في الرياض ودبي وابو ظبي واصبحت قواعدكم العسكرية وبحريتكم ومعسكراتكم في الداخل والخارج صيداً يومياً لصواريخ اليمنيين وطائراتهم الميسرة.. لقد امتلك الجيش اليمني ولجانه الشعبية قيادة بذلت نفسها فداء لهذا الوطن وعزته وسيادته وكرامته قيادة تقدمت الصفوف في الانساق الامامية للمواجهة بعكس قيادتكم التي تقطن الفنادق والمنتجعات السياحية ويديرون المعارك بالتلفون وكم نفخر ان يستشهد هذا القائد الميداني او ذاك وهو في المواقع الامامية مع مقاتليه وللعلم فإن مراكز القيادة التي تدرس التكتيك العسكري تكون في القلب او في المؤخرة لم يأبه لها قاداتنا العسكريون والميدانيون في جيشنا ولجاننا الشعبية بل غيروا من تلك النظريات واصبحت تتمركز على بعد امتار من جيوشكم ومواقعكم وقريبة جداً من اسلحتكم لينتهي بكم المطاف مدحورين في زحوفاتكم واسلحتكم الثقيلة تحرق بمنظومة الولاعات وما توسط منها وخف فهو غنيمة في ايدي الابطال الذين يعيدون تصوبيه الى صدوركم.. نعم لقد توفر للمقاتل اليمني القائد المقدام الشجاع والقيادة الثورية المجاهدة والعقيدة القتالية الجهادية التي تحمل مبدأين لا ثالث لهما اما النصر او الشهادة وتوفر امر اخر غاية في الاهمية وهو تآزر وتلاحم ابناء الشعب من كل فئاته ومناطقه الذين هبوا هبة رجل واحد الى جانب الجيش واللجان الشعبية لخوض معركة النفس الطويل يواجهون عدواً واحداً ويحملون هدفاً واحداً وقدموا الغالي والنفيس من الدعم اللوجيستي الشعبي للجبهات من الرجال والمال والغذاء في صورة جسدت عظمة الانسان اليمني على مر العصور. * قائد اللواء الثالث مشاه جبلي