عبثاً يحاول العدوان التذرع بورقة ميناء الحديدة تارةً.. وتارةً أخرى بورقة الأسرى والمختطفين، لتمرير أجنداته التآمرية القذرة على اليمن أرضاً وإنساناً ووحدةً وهويةً.. متجاهلاً حصاره الجائر.. وجرائمه النكراء بحق اليمنيين نساءً واطفالاً وشيوخاً.. وان حوالي عشرين مليون يمني يفتقرون للغذاء والمياه النقية.. ويعانون من انعدام الأمن الغذائي.. وان نصف السكان بحاجةٍ ماسةٍ وقصوى إلى مساعدات إنسانية عاجلة.. وأكثر من 15 مليون يمني محتاجين إلى الرعاية الصحية الأساسية العاجلة نظراً لتفشي الأمراض الفيروسية الخطيرة نتيجة آثار سموم الأسلحة العنقودية والنيتروجينية والانشطارية المحرمة دولياً التي استخدمها العدوان وحلفاؤه في حربه الجائر على اليمن.. وضع كهكذا يضع العدوان وحلفاؤه من المرتزقة والعملاء في قائمة مجرمي حرب بامتياز.. رغم كل هذا وذاك مازال العدوان وحلفاؤه من الأعراب والعلوج مصرين على حصار وتجويع الشعب اليمني، إضافةً إلى استمرار عملياته العسكرية الإجرامية، وضرباته الجوية الصاروخية العشوائية، على كافة المحاور القتالية، والميادين والمناطق الساخنة.. ما يوحي بسوء نواياه.. وخبث مقاصده.. وعدم مصداقيته.. وكشف سيناريوهاته التآمرية الحاقدة على اليمن أرضاً وإنساناً ووحدةً.. إذا كان العدوان صادقاً في نواياه.. وجاداً في إيقاف الحرب على اليمن.. فما عليه إلا توقيف كافة العمليات العسكرية في كل جبهات القتال.. والشروع في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.. أما ما يدور الآن وراء الكواليس.. وفي ظل صمت إقليمي ودولي وأممي.. وعملية التفاف على مبادرات السلام, ماهي إلا بوادر سيناريوهات تآمرية توسعية لتمزيق اليمن إلى كيانات متصارعة.. ممسوخة التاريخ والهوية والثقافة.. كل المؤشرات والتقارير الصادرة عن المنظمات والوكالات الدولية تؤكد على عبثية وغوغائية الحرب على اليمن.. وأن وراءها أجندات وأطماع استعمارية توسعية إقليمية ودولية تسعى لتحقيق أهدافها بغطاء عربي على حساب دول أخرى.. تماشياً مع هذا المنظور, فنحن أمام “سايكس – بيكو” جديد في المنطقة العربية بقيادة الولاياتالمتحدة.. وهو رسم خارطة الشرق الأوسط الجديد, وطمس معالم دولة فلسطين من الخارطة الجديدة.. ودعم نفوذ الصهاينة في المنطقة, والسيطرة الكاملة على كل الدول والدويلات المطلة على ساحل البحر الأحمر.. مع الجزر, وخليج عدن وبحر العرب.. هذا السيناريو التآمري الخطير, أصبح واضحاً ومكشوفاً ما استدعى دول أوروبية وغيرها الدخول في معمعة المنافسة.. والكل يريد أخذ نصيبه من الكعكة اليمنية.. هذا ما يسعون إليه اليوم, ليس حباً في اليمن, ولا دفاعاً عما يسمى ب”الشرعية المنتهية” وإنما حفاظاً على عروشهم, وأنظمتهم الهشة.. التي أصبحت باب قوسين أو أدنى من الزوال والاندثار.. في ظل هكذا وغوغائية مفرطة.. وانهيار قيمي وأخلاقي فاضح.. هل يا ترى تستفيق الشعوب العربية الإسلامية من سباتها العميق.. ومن ركودها الطويل.. وتعي حجم المؤامرة التي تحاك ضدها؟!.. من لم يدرك ذلك فعليه بقراءة واستقراء تاريخ ودويلات الأمم السابقة بتأن وروٍ.. عسى أن يهتدي إلى سواء السبيل.. ولنا في تاريخ وتجارب الأمم والشعوب دروس وعظات وعبر.