استمع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الى الاتهامات الرسمية التي وجهت اليه بقتل وتعذيب مئات القرويين الشيعة ورفض الرد عليها وقال للقاضي إنه مازال رئيسا للعراق. وقال الجيش الامريكي يوم الاثنين إن مقاتلين أسقطوا طائرة هليكوبتر أمريكية اثناء قتال جنوبي بغداد يوم الاحد مما أسفر عن مقتل جنديين. ووقع ذلك بالقرب من بلدة اليوسفية على مسافة 15 كيلومترا جنوبي العاصمة وهي معقل قوي للمقاتلين السنة المناهضين للحكومة. وقرأ القاضي رؤوف عبد الرحمن لاول مرة منذ بدء المحاكمة في اكتوبر تشرين الاول الماضي الاتهامات المفصلة الموجهة ضد صدام والتي تتعلق بقتل 148 شيعيا بعد محاولة لاغتيال صدام في عام 1982 في قرية الدجيل. واتهم الرئيس المخلوع بإصدار أمر بقتل وتعذيب مئات من أهالي القرية منهم نساء واطفال وبإرسال طائرات لقصف الدجيل شمالي بغداد. وابتسم صدام الذي كان يرتدي سترة داكنة وقميصا أبيض وهو يستمع للاتهامات ويمسك بمصحف في يده اليسرى. وقال صدام بعد أن انتهى القاضي من قراءة التهم وبعد أن سأله القاضي هل أنت مذنب أم لا "أنت قدمت مطالعة طويلة وهذه المطالعة لا يمكن اختصارها جوابا على ما تفضلت به مذنب أم لا... هذا الكلام لا يهز شعرة واحدة من رأسي وانما يهمني العراقيين والشعب أكثر مما تهمني نفسي." وأضاف "(أنت) الان أمام صدام حسين رئيس جمهورية العراق.. أنا رئيس جمهورية العراق بإرادة العراقيين وحتى هذه اللحظة. وأنا أحترم ارادة العراقيين وأدافع عنها بشرف بوجه العملاء وبوجه أمريكا وأعوانها." ورد عليه القاضي بأنه كان رئيسا للعراق لكنه لم يعد كذلك. وقال عبد الرحمن إن بعض الرجال والنساء الذين قبضت عليهم قوات أمن صدام من الدجيل وسجنتهم تعرضوا للضرب على الرأس والصدمات الكهربائية وإن خمسة قتلوا تحت التعذيب. وقرأ كذلك أسماء 32 شخصا من بين الشيعة المئة وثمانية وأربعين قال القاضي إن اعمارهم كانت تقل عن 18 عاما وما كان ينبغي اعدامهم بمقتضى القانون الدولي والقوانين العراقية في ذلك الوقت. واستدعت المحكمة برزان التكريتي أخا صدام غير الشقيق ورئيس المخابرات السابق الذي رفض الاتهامات الموجهة اليه ووصفها بالاكاذيب. واذا ثبتت ادانة صدام (69 عاما) فسيواجه عقوبة الاعدام. وتجري كذلك محاكمة سبعة متهمين اخرين في قضية الدجيل وهي الاولى ضمن عدد من القضايا التي قد يواجهها الرئيس المخلوع. وكان صدام وبرزان وستة متهمين اخرين في قضية الدجيل يواجهون من قبل اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجميعهم اما قالوا إنهم غير مذنبين أو رفضوا التعليق على الاتهامات. وشنت القوات الامريكية عدة غارات على مقاتلين في اليوسفية. ويقول الجيش الامريكي إن مقاتلين منهم أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق استخدموا المنطقة كقاعدة انطلاق لهجمات انتحارية في بغداد. وفي وقت سابق هذا الشهر قال الجيش الامريكي إنه عثر على وثائق ونسخة من شريط فيديو للزرقاوي في اليوسفية وقال إنه أوشك على الوصول للزرقاوي. وفي الوقت الذي لم يتبق فيه امام رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي سوى اسبوع واحد من مهلة دستورية لتقديم حكومة ائتلاف موسع تأمل واشنطن أن تجنب البلاد الانزلاق الى حرب اهلية يجاهد الزعماء المتناحرون في العراق للتوصل الى اتفاق. والجهود جارية لتشكيل أول حكومة ذات فترة ولاية كاملة منذ الاطاحة بصدام بينما يتصاعد العنف الطائفي مما أثار مخاوف من أن يكون العراق على شفا حرب أهلية. ولقي 30 شخصا حتفهم في تفجيرات بالعاصمة العراقية بغداد يوم الاحد وادت هجمات طائفية الى تدمير ستة مزارات شيعية في منطقة مختلطة الطوائف شمالي بغداد يوم السبت. ولم يصب أحد بسوء في الانفجارات التي دمرت المزارات الصغيرة في منطقة ريفية شمالي بغداد يوم السبت في أحدث موجات الهجمات الطائفية التي تصاعدت بعد تفجير مزار شيعي كبير في سامراء في فبراير شباط الماضي. وتعوق الخلافات حول السيطرة على وزارات الداخلية والدفاع والنفط الجهود التي يبذلها المالكي لتشكيل حكومة. واتهم زعماء سنة وزارة الداخلية التي يديرها الشيعة بإدارة فرق اعدام وقال المالكي إنه سيعين شخصا مستقلا ليس له علاقة بالميليشيات المسلحة لتولي المنصب. وقال السفير الامريكي ايضا إنه يريد وزير داخلية "غير طائفي". واتهم بعض المسؤولين الشيعة واشنطن بالتدخل في المفاوضات. وقال مسؤولون عراقيون وامريكيون إن زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي يستهدف الشيعة في بغداد وحولها في محاولة لإثارة هجمات ثأرية ضد الاقلية من السنة وإشعال حرب أهلية طائفية. وفي الجنوب قال الجيش البريطاني إن مسلحين أطلقوا ما بين 30 و40 قذيفة مورتر على قاعدة بريطانية في جنوب العراق يوم الاثنين مما أسفر عن اصابة اربعة جنود. رويتز