العميد: خالد حسين الهمداني* على مدى أربعة أعوام من العدوان الهمجي الظالم على وطننا وأبناء شعبنا اليمني الحر الذي عانى ويلاته ومآسيه من قتل للأبرياء واستهداف للأطفال والنساء وتدمير للحياة وإزهاق للأرواح وتجويع وحصار جائر للبر والبحر والجو ومنع للأدوية من وصولها إلى المرضى وحجز للإغاثة والمواد الغذائية في صور هي الأبشع عالمياً في تاريخ الحروب والنزاعات والصراعات الدولية.. عدوان أهلك الحرث والنسل ولا مبرر له سوى نزوة شيطانية لملوك آل سعود وآل زايد وطيش صبياني لأمرائهم الطامعين للحكم ولو كان ثمنه دماء الأبرياء وأشلاء الأطفال وقتل الحياة في اليمن ووصولاً لتحقيق أهداف وأجندات استعمارية خطط لها أعداء الأمة الإسلامية والعربية في أمريكا وإسرائيل وبتنفيذ أعمى لا صوابية له من قبل أياديها التي تنفرد بها في المنطقة العربية وعملاءها من الخونة والمرتزقة المنتفعين بمالهم المدنس ولو على حساب وطنهم وشعبهم في الداخل اليمني.. 1400 يوم من القصف المتواصل للمنشآت المدنية وبأسلحة محرمة دولياً وحصار وحرب اقتصادية عصفت بالحياة المعيشية لأبناء الوطن الشرفاء وتلاعب بأموال الشعب وهدر لمقدراته ومكتسباته وخيراته التي وهبها المولى عز وجل لأبناء اليمن ظناً منهم بأن أحرار اليمن سيخضعون ويركعون للسياسة العدوانية الهوجاء التي حاولت دول تحالف العدوان النيل من عزة وكرامة وشموخ وحرية أبنائه الذين رفضوا كل أشكال الهيمنة الخارجية والوصاية الاستعمارية مهما كلفهم الثمن أو تعاظمت التضحيات وهو أمر أدركه أبناء هذا الشعب منذ الوهلة الأولى لبدء العدوان وعرفوا أن للحرية والاستقلال والعزة ثمناً باهظاً لا بد منه. إن الثمن الغالي الذي قدمه أبناء الشعب اليمني حمل ثقله أبطال الجيش واللجان الشعبية من خلال ما قدموه من تضحيات جسام وبذل للروح والنفس في ملحمة وطنية عززتها قوافل الشهداء والجرحى والأسرى في صور عظيمة من صور العطاء والثبات والصمود والاستعداد للمواجهة والتصدي لقوى العدوان ومرتزقته في معركة النفس الطويل الذي سطر فيها المقاتل اليمني أروع البطولات وأعظم التضحيات والمواقف الوطنية الثابتة واستطاع فيها كسر كبرياء العدوان وآلته الحربية المدمرة التي حشد لها من القوة البشرية الهائلة والتسليح الحربي المتطور في عدته وعتاده القتالي الحديث الذي راهنت عليه دول تحالف العدوان للقضاء على حرية وكرامة وعزة اليمنيين. كان ولا يزال وسيظل ابطال الجيش واللجان الشعبية وما يمتلكونه من قدرات قتالية وتنظيم في البناء والاعداد والتدريب للقادة والضباط والصف والجنود وتسليح صنعته أياد كفؤة وخبرات يمنية بحتة استطاعت بقوة الإرادة اليمنية المنتصرة دوماً أن تصل بصناعتها الحربية الى العمق الاستراتيجي لدول العدوان وأربكت معادلته القتالية المتفوقة واصبح قادة العدوان والغزو يتلقون حرجاً في المحافل الدولية والدول المصنعة والمطورة لاسلحته اصبحت تراجع حساباتها في رداءة التصنيع وضعفه امام مقاتل حافٍ يحمل سلاحه الشخصي متحدياً فخر الصناعات الأمريكية والإسرائيلية ويحرقها بالكرتون والولاعة ويتساءلون لماذا هذا؟! انه أمر إلهي وتأييد رباني مكنه المولى عز وجل لعباده المستضعفين وزرع في قلوبهم الصبر والثبات والجلد وأمدهم بالقوة والشجاعة لقوله تبارك وتعالى: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم»، فالمقاتل اليمني المجاهد في سبيل رفعة دينه وعزة وطنه وشعبه أمتلك قوته وشجاعته من هذا المنطلق الى جانب ما استمده من بسالة وإقدام نابع من عقيدته الجهادية المنبثقة من العقيدة الإيمانية التي عززت روحيته الاستعدادية لمواجهة عدو دينه ووطنه واسستها ثقافته القرآنية وفكره الجهادي وما يتحلى به من أخلاق وقيم دينية ومبادئ أساسية لا تراجع عنها إما ان يحقق النصر في المعركة أو يرتقى شهيداً عظيماً مقبلاً غير مدبر وإلى المكانة الرفيعة التي وهبها الله له مع الأنبياء والصديقين، كما أن لعادلة القضية الوطنية المتمثلة في أحقية الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله ملامح مرسومة في فكر المقاتل اليمني كونها تنطلق من المظلومية التي ارتكبتها دول الظلم والاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وعملاؤها مملكة الشر وقرن الشيطان في السعودية والإمارات ومن يدور في فلكها من الخونة والمرتزقة وكان لهذه القضية أثرها البليغ على مستوى الحالة المعنوية والأداء القتالي للجيش واللجان الشعبية وهو ما جسدته عملياتهم النوعية ذات المهارات القتالية العالية وأساليبهم التكتيكية المتنوعة في الهجوم والدفاع والإغارة على مواقع قوى العدوان وغزاة الساحل الغربي وحققوا انجازات عظيمة في الإصابة والتدمير وتطهير الأرض اليمنية من دنس المعتدين.. إن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليوم يمتلكون من القوة والقدرة القتالية والروح المعنوية العالية والاستعدادية لخوض مختلف الأعمال القتالية البرية والبحرية والجوية أكثر من أي وقت مضى لدرء العدوان وعملائه والتصدي الحازم والصمود لسنوات قادمة دون تهاون أو ملل, بل هم اليوم يمتلكون الإرادة الصلبة والعزيمة القتالية التي لم ولن تلين أمام عاتيات الزمن وعواصفه ومتغيرات المواقف مهما كانت التكلفة وعظمة التضحيات رجال الرجال من ابناء الجيش واللجان الشعبية فداء لاجل الوطن الغالي الحبيب. *قائد اللواء الثاني مشاه بحري..